والندوة استمرت ليومين «30/9 و1/ 10/ 2019» وأقامتها الهيئة العامة السورية للكتاب بالتعاون مع جامعة دمشق، المعهد العالي للترجمة، مجمع اللغة العربية، اتحاد الكتاب العرب، واتحاد الناشرين السوريين» تحت عنوان «أدب الطفل والترجمة» والتي انعقدت فعالياتها في مكتبة الأسد الوطنية، اختتمت فعالياتها في اليوم التالي حيث توزعت المشاركات في جلستين أدار الأولى منها د. ثائر زين الدين المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب، وكان فرسانها «مالك صقور، ناهد هاشم، حسام الدين خضور».
تولستوي والأطفال
«الفيل، صديقان، السلاحف والنسر..» وقصص كثيرة خالدة توجه بها تولستوي إلى الطفل وكلها هادفة، تربوية، تعليمية بحسب أ. مالك صقور رئيس اتحاد الكتاب العرب، وهي في الآن نفسه بسيطة لكن مغزاها كبير وترمز إلى هدف مقصود يعلم الطفل ويعزز مناعته ويحصنه تربويا وأخلاقيا، من خلال تعليمه الرأفة بالحيوان والنظافة وحضه على المروءة والشجاعة والتسامح والكرم والتضحية بالنفس، ورفض الشر والأذى والكذب.
وكان يعمل من أجل الفقراء ويسعى للعناية بأطفالهم وأنشأ لهم مكتبة شعبية وصار يعلم أبناء الفلاحين بنفسه، ويحضر لهم الكتب المدرسية والدفاتر والأقلام وكل مستلزمات المدرسة.
ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة
وفي محورها أضاءت أ. ناهد هاشم على دور الترجمة في ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة من خلال بعض مؤلفات وترجمات الكاتب المصري كامل الكيلاني والذي يعد رائد أدب الأطفال في الوطن العربي وقالت: إن مفهوم الترجمة للأطفال فرض تقنيات عابرة للإشكالية اللغوية واستنبط أدواته انطلاقا من حساسية المتلقي، نظرا للحاجة لأن يكون هناك تناغم بين مايتم نقله للأطفال من ثقافة ما من جهة، وضوابط الثقافة المنقول لها من جهة أخرى.
وأضافت هاشم أنه في الترجمة للأطفال نحتاج أن نولي أهمية للقيمة الإنسانية والتربوية التي يتم إيصالها للطفل، وعليه فإن صعوبات الترجمة للأطفال لاتتعلق بصعوبات لغوية بل هي الحاجة لأن يكون هناك رسالة متماسكة تحمل مقومات الدرس التربوي والتسلية والمتعة والملائمة للثقافة التي كتب فيها.
إنشاء محطة وطنية خاصة بالأطفال
وفي إضاءته عن «دور الترجمة في نشوء أدب الطفل في سورية» توقف أ. حسام خضور عند جملة من التعريفات الخاصة بأدب الطفل في سورية والعالم العربي، وقدم لمحات عن أدب الطفل في سورية مبينا أن كتاب أدب الطفل ونقاده في سورية وجدوا في كتاب الباحث المصري أحمد نجيب «فن الكتابة للأطفال» مرجعا مهما فاستعانوا بما جاء فيه لكتابة نصوصهم القصصية، التي بقيت تتسم بالمباشرة والخطابية والسذاجة.
وانتهى بدوره إلى عدد من التوصيات التي ربما تساهم في تعزيز أدب الأطفال في سورية كوضع دليل لهذا الأدب، وإنشاء محطة وطنية خاصة بالأطفال، وإطلاق مهرجان سنوي للطفل توزع فيه جوائز مثل: أفضل رواية طفلية وأفضل مجموعة قصصية للأطفال وأفضل رسوم..
شكسبير وأدب الأطفال
ومن الجلسة الثانية التي أدارتها د. زينب منصور قدمت د. لميس العمر في محورها «شكسبير وأدب الأطفال» عرضا للمحاولات الحديثة في إعادة تأليف شكسبير الموجهة للأطفال، وبينت أن تلك المحاولات قد طوعت المسرحيات الشكسبيرية بطريقة لاتخلو من الدعابة والطرفة مع التقديم لفصول المسرحيات بطريقة توضيحية لإماطة اللثام عن الظروف المحيطة بالأحداث والتخفيف من المبالغة في مشاهد القتل، وتلطيف الألفاظ والتعابير وعدم وصف المشاهد العنيفة بشكل مباشر.
ومسرحيات شكسبير تعلم الكثير من الدروس والقيم الأخلاقية «الرحمة بطبيعتها ليست حكرا على أحد، فهي تهطل كالمطر اللطيف من السماء على كل الخليقة، وهي مباركة مرتين: فهي تبارك من يعطي وتبارك من يأخذ».
وكان الختام مسكا مع د. ورد وسنا ربيع في المحور «توظيف نظريات الترجمة في تعريب أدب الطفل» فقد عرضا مجموعة من النظريات كالنظرية الغائية، النظرية الاستدلالية في الترجمة مع بيان أثر كل من هذه النظريات على ترجمة الأدب، كما تحدث مدير دار الفكر نيابة عن هيثم الحافظ عن دَور دور النشر في سورية في ميدان أدب الأطفال المؤلف والمترجم.
وانتهت الفعاليات بتكريم المشاركين في الندوة، حيث قدم د. ثائر زين الدين المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب، أ. حسام خضور مدير مديرية الترجمة شهادات التقدير لجميع المشاركين في ندوة «الترجمة وأدب الطفل» والتي كانت غنية بموضوعاتها والتوصيات التي خلصت إليها.