حيلاتا التي لم تبخل بالشهداء الميامين كباقي قرى ومدن هذا الوطن المعطاء زفّت شهيدها الرابع المساعد البطل محمد كامل علي الذي لبّى نداء ربّه عندما استهدفته عصابات الغدر والإجرام أثناء قيامه بواجبه الوطني.
وفي بيته الشامخ شموخ جبل النبي متّى التقينا بأهل الشهيد وبالعديد من أبناء القرية الذين حضروا لمباركة استشهاده لأهله وذويه وليتحدثوا عن مناقبية الشهيد البطل وعن اندفاعه وشجاعته وكرم أخلاقه.
والد الشهيد السيد كامل حبيب علي وهو عسكري سابق في الجيش العربي السوري كان مثالاً للأب الصابر المحتسب الذي لا يستكثر على الوطن هكذا تضحية بل يعتبر أن من واجب الجميع تقديم كل ما يمكن في سبيل صون عزة وكرامة ومنعة سورية .
وقال والد الشهيد :في البداية أود أن أتوجه بتحية إكبار وإجلال لروح ولدي محمد ولأرواح شهداء الوطن الميامين الذين قدّموا أرواحهم وضحّوا بحياتهم ليحيا الوطن الغالي كما قال عنه القائد الخالد حافظ الأسد الذي يستحق منّا كل شيء فمن لاوطن له لاكرامة له.
وأوضح والد الشهيد كان ولدي محمد مثالاً للرجولة ولم يتردد لحظة واحدة عن التحاقه برفاق السلاح فعندما تم تبليغه ليلاً من أجل الالتحاق لم يمهل الفجر حتى ينبلج بل جهّز نفسه واتصل مع المسؤول عن شعبة التجنيد في دوير رسلان ليلاً كي ينجز له أوراقه وانطلق بعد ذلك للقيام بواجب الدفاع عن تراب الوطن.
وأضاف :اتصل مع والدته قبل نصف ساعة من استشهاده وطلب منها الدعاء له وللجيش والوطن,وأناأفتخر وأعتز بشهادته وأرجو من الله أن يتقبله في فسيح جنانه مع الشهداء والصالحين وأن يحمي قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
والدة الشهيد السيدة سعاد شعبان علي كانت رابطة الجأش قوية العزيمة وهي تتحدث عن فلذة كبدها الشهيد محمد الأصغر في ترتيب أبنائها, موضحة أنه كان باراً بوالديه شجاعاً كريم النفس، لم أشعر يوماً أنّ في نفسه أي شكل من أشكال الخوف أو الخنوع,وكان دائماً يتمنى الشهادة وقد طلب مني ألاّ أبكي عليه وكان دائماً يحدثني عن الشهادة وعن قيمة الشهيد, ومحمد الذي كان كبيراً في حياته اختار الشهادة ليبقى كبيراً.
أخ الشهيد زهير علي تحدث عن معنى الشهادة وعن الرسالة التي يكتبها الشهيد بمداد من دمه وأضاف: محمد كان يسكن معي في حلب وكنّا دائماً على اتصال,وكان يوصيني بأن انتبه إلى نفسي وفي الوقت ذاته كان يشحذ همتي ويدعوني إلى عدم التهاون في تنفيذ مايطلب مني ,ولقد تحدث لي العديد من رفاقه أنه كان دائماً مندفعاً إلى تسجيل اسمه في كل عملية أو مهمة, وكان طالباً للشهادة ونحمد الله على ذلك.
بدوره أخ الشهيد السيد سهيل تحدث عن الجمال في هذا الكون بالقول : لقد اختصر أخي الشهيد محمد كل معاني الجمال ولم يتعب نفسه في البحث عن ذلك فلم يرسم لوحة ولم يكتب قصة أو قصيدة بل سطّر باستشهاده ملحمة بطولية تختصر كل معاني الجمال والرفعة والسمو.
وعندما كان أخي الشهيد يخيّر بين أمرين كان يختار الحق دوماً ومحمد الذي أخذ خياره دون أن يفكر بهذه الدنيا وزينتها ودون أن يفكر بأي شيء آخر كان الوطن والدفاع عن ترابه هو مايشغل تفكيره دائماً,وأنا عندما أنظر إلى صورته أشعر بالفخر والاعتزاز.
أختا الشهيد أمل و أريج تحدثتا عن محمد الصديق والأخ النبيل وصاحب الرأي الواعي والمسؤول الذي كان دائماً يقوي من عزيمتهن ويزرع في نفوس الجميع الأمل والتفاؤل باقتراب الخروج من هذه المحنة التي تمر بوطننا الغالي.
فيما تحدثت أم ياسين زوجة أخيه عن محمد العطوف ذي القلب الطيب الذي يحبه الجميع. أمّا المربي الفاضل الأستاذ تميم فقد تحدث عن الشهيد محمد المعطاء الذي لايمكن لمن يتعامل معه إلاّ أن يحبه ويُكبر فيه سمو خلقه والتزامه ومحبته للوطن.
من جهته السيد علي حبيب علي عم الشهيد تحدث عن محمد الشجاع والمقدام وقال:عندما تم تجهيز أوراقه في شعبة التجنيد ليلاً قال له أحد الموجودين بأنه يمكنه أن يتأخر يوما أو يومين لكن محمد أقسم له أنه لن ينام إلاّ حيث يجب أن يكون إلى جانب رفاق السلاح فالوطن يستحق الكثير الكثير ومن المعيب أن نتأخر في تلبية نداء الواجب للدفاع عنه.
والشهيد البطل المساعد محمد كامل علي مواليد حيلاتا/ 1986/ عازب . استشهد في منطقة القابون مساء الاثنين الواقع في26/11/2011.