تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حرب (بيافرا).. ضحاياها مليون قتيل!!

قاعدة الحدث
الخميس 26-1-2012
يقع إقيلم بيافرا في جنوب شرق نيجيريا وتسكنه أغلبية من الأكبو و الآيبو.

وقد أعلن الاقليم انفصاله عن الدولة عام 1967 وسميت جمهورية بيافرا .‏

ويعتبر المحللون أن انفصال قادة الايبو كان بسبب التوترات الاقتصادية والعرقية والثقافية والدينية بين مختلف أطياف المجتمع النيجيري.‏

واستمرت هذه الدولة الانفصالية من 30 أيار عام 1967 وحتى 15 كانون الثاني 1970.‏

وقد أخذت هذه الدولة الانفصالية اسمها من اسم خليج بيافرا الواقع على المحيط الأطلسي.‏

وأدى انفصال الاقليم إلى اندلاع حرب أهلية راح ضحيتها أكثر من مليون شخص.‏

وقد انتهت الحرب عام 1970 بهزيمة الانفصاليين بقيادة الجنرال (بميكا أوجوكوو) وعودة المحافظات الثلاث التي شكلت اقليم بيافرا إلى كنف الاتحاد النيجيري.‏

يذكر أن الكيان الصهيوني كما دعمت الانفصاليين أيضاً البرتغال بسبب دعم الحكومة النيجيرية المركزية لاستقلال المستعمرات البرتغالية في افريقيا.‏

ويذكر أيضاً أن الغابون وهاييتي وساحل العاج وتنزانيا وزامبيا ، اعترفت بالجمهورية الانفصالية في بيافرا آنذاك.‏

كما قدمت فرنسا وروديسيا العنصرية وجنوب افريقيا إبان حكم الأبارتيد مساعدات كبيرة للانفصاليين، إضافة إلى مساعدات من منظمات تعمل تحت شعار منظمات غير حكومية لكنها تابعة لدول كبرى مثل الولايات المتحدة الأميركية.‏

وقد بدأت الحرب عقب انهيار محادثات السلام حيث قامت القوات الاتحادية النيجيرية بشن هجوم على الاقليم المنشق من الشمال والشرق باتجاه مدينة انيوجو كما قام الأسطول الاتحادي بحصار الجنوب.‏

ويجدر القول هنا أن إعلان الحاكم العسكري للإقليم الشرقي آنذاك استقلاله وتأسيس دولة بيافرا في 30 أيار عام 1967، علماً أن التهديدات التي صدرت عن حكام الاقليم بالانفصال قد بدأت في آذار من العام نفسه، عقب ما صدر من مراسيم مالية بجمع الايرادات لحكومة الشرق فقط ووقف توريد الأموال للحكومة الاتحادية فيما عدا رسوم النفط.‏

وعقب ذلك قامت الحكومة الانفصالية بالاستيلاء على بقية المباني والإدارات التابعة للحكومة الاتحادية وقررت أيضاً أن تدفع شركات النفط الرسوم المقررة لها، بعد أن اتخذت الجمعية الاستشارية للاقليم قراراً بالانفصال عن الدولة الاتحادية ما اعتبر تكريساً لحالة الانفصال التي أصبحت واقعاً آنذاك.‏

ولم تفلح المحاولات العديدة لإحلال السلام والتي أبرزها محادثات للسلام جرت في غانا لكن الجنرال أوجوكو رفض مبدأ الفيدرالية وكان يفضل مبدأ الكونفيدرالية ما جعل الحرب أمراً واقعاً بعد انهيار كل محادثات السلام ومحاولات درء نشوب القتال.‏

وعقب الهجوم البري والبحري الذي شنته القوات الاتحادية قامت بيافرا بهجوم واسع تجاوز حدود الاقليم.‏

وقد رد حاكم نيجيريا العسكري آنذاك يعقوب جون بإعلان حالة الطوارئ في البلاد وألغى المجلس العسكري الحاكم وتولى رئاسة الحكومة العسكرية ومنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة.‏

وهكذا اندلعت الحرب المدمرة وبدأت بيافرا تعلن أن هدفها هو (التحرير الكامل لكل نيجيريا).‏

وعبرت قواتها من النيجر واستولت على اقليم الغرب الأوسط وسيطرت على عاصمة هذا الاقليم وبقية المدن المهمة فيه،في الفترة ما بين 8 آب وحتى 20 أيلول 1967.‏

وغزت باقي مناطق الغرب الأوسط كي تمنع تقدم القوات الاتحادية وكيلا تستفيد من أراضيه وكذلك من أجل كسب تعاطف قبائل الآيبو وبناء علاقات تحالف مع قبائل الاقليم الغربي ضد الاقليم الشمالي الذي تسيطر عليه الحكومة الاتحادية.‏

لكن الحرب تطورت لمصلحة القوات الاتحادية النيجيرية وسيطر الجيش على مدينة اثيوجو في تشرين الأول 1967 وتقدمت قواته إلى الجهات الجنوبية واستولت على دلتا نهر النيجر ونقلت العاصمة إلى مدينة أومياها التي استولى عليها الجيش الاتحادي في أيار 1968 وتم حصار جيش الانفصاليين في دوائر عسكرية متتالية.‏

تم الاستيلاء على مدن مهمة إلى أن استولوا على العاصمة الثالثة أوبري ومطار أولي في كانون الثاني عام 1970 وهكذا تمت تصفية التمرد والقضاء على الحركة الانفصالية.‏

ورغم ذلك فإن نيجيريا التي استقلت عن المستعمر البريطاني عام 1960 فإن البريطانيين بنوا هذه الدولة على أسس مصطنعة تستجيب لمصالح المستعمرين دون مراعاة للاختلافات الموجودة في المجتمع.‏

وهكذا فعلت بقية القوى الأوروبية الاستعمارية من أجل الاستمرار في نهب ثروات الشعوب وإبقائها متخلفة ترزح تحت الفقر والتخلف والجهل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية