ويطلق عليها الباحثون اسم «طالبان نيجيريا» للشــــبه الكبيـــر مع حركة طالبان في أفغانستان حيث قام مجموعة من الطلبة بإقامة قاعدة لهم في قرية «كاناما» في ولاية «يوبي» شمال شرق البلاد على الحدود من النيجر.
ويؤكد رئيس الجماعة محمد يوسف أن الحرب التي بدأها مع مئتي شاب سوف تستمر لوقت طويل، وتؤكد المعلومات أن المنتسبين للجماعة ليسوا نيجيريين فقط بل قادمون من تشاد ويتحدثون اللغة العربية ويتصادمون من وقت لآخر مع قوات الأمن في عدة مناطق مثل «بوشي».
وفي تموز عام 2009 بدأت الشرطة النيجيرية بالتحري عن جماعة «بوكو حرام» بعد تقارير أفادت بامتلاكها للأسلحة ثم قبضت على عدد من قادتها في «باوتشي» ما أدى إلى اشتباكات عديدة راح ضحيتها 150 قتيلاً آنذاك.
وقد تشكلت هذه الجماعة المعروفة في نيجيريا بلغة الهاوسا بـ «بوكو حرام» (أي التربية الغربية حرام)، في كانون الثاني 2004، (شمال شرق نيجيريا) المحاذية للحدود مع النيجر قاعدة لهم، لكن السلطات قالت: إنها تأسست منذ 1995.. وضمت الجماعة عند إنشائها نحو مئتي شاب مسلم متطرف بينهم نساء، وتبنوا على غرار نظام «طالبان» السابق في أفغانستان هدف إقامة دولة «إسلامية» شمال البلاد، ولاسيما بعد أن تمركزت الجماعة في أربع ولايات نيجيرية هي بوشي وبورنو وكانو ويوبي. وفي عام 2005، صرح أمينو تاشن إيليمي، أحد قادة الجماعة، أن الأخيرة تعتزم شن تمرد مسلح وتنظيف المجتمع من «الفسق والفجور». وكانت ولاية كانو الأكثر سكاناً بين الولايات النيجيرية الـ 36 بعد ولاية لاغوس، حيث يقيم فيها ما لا يزيد على 8 ملايين نسمة، منهم ثلاثة ملايين في مدينة كانو، والتي نظراً لتلقيها موازنة ضعيفة من الموازنة الاتحادية، هي الولاية التي رحب معظم سكانها بتطبيق الشريعة، علها تكون شبكة الخلاص لبؤسهم الاقتصادي والاجتماعي.
ويقول المتخصص في الشؤون النيجيرية في «مؤسسة الأبحاث للتنمية» مارك أنطوان بيروز دو مونكلو إنه توجد صعوبات كبيرة في تحديد التي ترتبط بها حركة طالبان نيجيريا مشيراً إلى أن اسم طالبان هو فقط للدلالة على اعتماد الخطاب الذي تعتمده حركة «طالبان» الأفغانية، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق وجود تمويل للمجموعة النيجيرية من مجموعات أفغانية أو باكستانية، ويوضح أن «وجود مقاتلين تشاديين أو من النيجر مع طالبان نيجيريا لا يعني أن التنظيم له تشعبات عالمية، فالسبب في ذلك يعود بكل بساطة إلى تداخل الحدود». وبحسب الاعترافات التي أدلى بها المقبوض عليهم من أنصار «لوكو حرام» فإن محمد يوسف (39 عاماً) قد اعتنق النهج الطالباني. وقالوا: إن زعيمهم، الذي كان يلقب بـ «ملا عمر نيجيريا»، كان يحلم بإقامة إمارة ذات مظاهر طالبانية في شمال نيجيريا يطبق فيها أفكاره التي تعتبر تعليم الفيزياء والعلوم من المحرمات وكذلك دراسة اللغات والعلوم الغربية وبخاصة اللغة الإنكليزية السائدة في نيجيريا.
وتؤدي الهجمات العنيفة المسلحة التي تشنها الجماعة التي تتخذ من شمال البلاد معقلاً لها إلى توتر العلاقات بين جنوب البلاد الذي تسكنه أغلبية مسيحية وبين الشمال الذي تسكنه أغلبية إسلامية.
ففي يوم واحد قتلت الجماعة مئة شخص مؤخراً في هجمات بالقنابل والأسلحة النارية في مدينة «كانو» ثاني كبرى المدن النيجيرية.
وتعتبر «بوكو حرام» كل من لا يتبنى فكرها المتشدد كافراً سواء كان مسلماً أم مسيحياً ويصلي أفرادها في مساجد منفصلة في عدة مدن ويطلقون لحاهم ويضعون على رؤوسهم أغطية حمراء أو سوداء.
وقد أصدرت الجماعة في الآونة الأخيرة إنذاراً للمسيحيين بأن يغادروا إلى جنوب البلاد وتم قتل الكثيرين وفرار المئات وأعلنت حالة الطوارئ في البلاد وخصوصاً بعد تسريب أخبار حكومية تؤكد دعم الجماعة من مسؤولين نيجيريين وبعد تصريح العديد من المسؤولين أن إنعدام الأمن الذي تسببت به الجماعة أسوأ مما كان إبان الحرب الأهلية التي أودت بحياة مليون نيجيري في نهاية الستينيات.