نيجيريا.. صراعات عرقية ودينية تؤججها شركات النفط والمصالح الاستعمارية
قاعدة الحدث الخميس 26-1-2012 د. حيدر حيدر من الصحيح تماماً القول فتش عن الاستعمار لأنه يقف وراء معظم الأسباب التي أدت وتؤدي إلى اضطرابات عنيفة ليس في نيجيريا وحدها، بل في مناطق كثيرة من أصقاع العالم.
إن هذا البلد الإفريقي الذي استقل عن المستعمرين البريطانيين في ستينيات القرن الماضي مازال يرزح تحت ثقل التركة الاستعمارية الثقيلة، فقد قامت هذه الدولة الجديدة على أسس مصطنعة تبنتها القوة الاستعمارية دون مراعاة للاختلافات الموجودة في نيجيريا والهدف هو إبقاء هذا البلد وبكل أطيافه المجتمعية والدينية والعرقية والقبلية رازحاً تحت نير الفقر والتخلف والجهل رغم غنى أرضه بالثروات وخاصة النفط. وأبلغ دليل على مانقول هو ما كشفته وثائق موقع ويكيلكس في برقيات للسفارة الأميركية في نيجيريا حيث أكد مسؤولون في شركة شل النفطية الاحتكارية العالمية أن الشركة تعرف كل شيء فيما يتعلق بقرارات الوزارات في نيجيريا مضيفة أن شل زرعت متعاونين في الوزارات ما أعطاها الفرصة كي تطلع على كل التحركات السياسية في دلتا النيجر في نيجيريا وكما هو معروف فإن هذه المنطقة غنية بالنفط. وقد تبادلت شل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة الأميركية.
علماً أن نيجيريا هي أكبر مصدر للنفط في إفريقيا.
كما أن مبادراتها تبلغ 8٪ من مجمل واردات أميركا من النفط.
وعند الحديث عن أسباب تفجر الأوضاع المتكرر في نيجيريا بما فيها الاضطرابات العنيفة الحالية لابد أن نضيف عوامل ثلاثة رئيسيه تبقي الجرح نارفاً دوماً في نيجيريا وتؤدي إلى تتاسل بقية الأزمات والمشكلات في هذا البلد وهذه العوامل هي العامل الاقليمي المحلي والعامل القبلي والعامل الديني. ونحاول في الصفحتين الاتيتين أن نسلط الضوء على هذا البلد الإفريقي من حيث تاريخه وجغرافيته واقتصاده وتركيبته السكانية وماورثه من حقبة الاحتلال البريطاني التي كرست نظريات التجزئة والتفكيك ولم تدعم الوحدة والتقارب على الرغم من رحيل المستعمر كما يؤكد الخبراء المعنيون بالشأن النيجيري، ناهيك عن الفساد المستشري في البلاد والذي تغذيه مصالح أشخاص متنفذين مع الشركات العالمية العملاقة وخاصة شركة شل النفطية والتي يعتبرها البعض أقوى نفوذاً في البلاد من الحكومة النيجيرية ذاتها.
|