والبيت والذاكرة..انه شخصية وحيدة لكنها تختصر آلام الشعب الفلسطيني،،شخصية معجونة بالحنين والقهر وحلم العودة، والتي لا تزال تعيش في ثنايا روحه في حديثه، وفي كل جلسة...
يتحلق حوله الأحباب ليروي نكبته يحكي عن البيوت والحجارة والأهالي،يحكي كيف يقتلعون الزيتون ويبنون العمارات والجنائن المليئة بالورود العديمة الرائحة لأنها تشبه حقيقتهم وكيانهم لا روح فيه يمثل كل الزيف والافتراء./
أبوهيكل/ يروي عن نكبته من ذاكرته،الذاكرة تلك التي يحملها طالما هوعلى قيد الحياة هووغيره من أبناء الشعب الفلسطيني، لذالك فان تلك الذاكرة تجسد المقاومة لاستلاب الوطن لأنها تحمل حقائق وعزيمة،وحلم بالعودة انها تقف بالمرصاد لتلك الصهاينة الذين أقاموا كيانهم على التزييف وقلب الحقائق...
ان تلك الذاكرة ناقوس دائم يقرع بإعلان الحقائق والتمسك بالقضية وارض الوطن ولن يتعب ابدا،فهذه الذاكرة تحمل في زواياها الواسعة كل ما تضمه ارض الوطن من بيت وشجر وأحباء فهووبعد مرور كل هذه السنين يعرف طريق العودة إلى القدس ويؤكد على إن رائحة الجوافة تنعش الأرواح كما كانت تقول له زوجته دوما مع انني لم أحب الجوافة يوما لكنني عندما أشمها اشعر كأني في حارات القدس فذاكرته مجبولة بالحنين والإصرار والتحدي وصلت بشفافية منقطعة النظير أوصلها الفنان تاج ضيف الله عبر منودراما تجول في كافة مستوياتها وعوالمها عبر سر ديات طويلة فكانت حول الإحداث وحكايا الناس وعلاقاتهم فأبدع في التلون في عالم الشخصيات والتغير بصوته لأداء ادوار متنوعة ومختلفة استحضرها إلى فضائنا المسرحي متمكنا من كل ذالك بأسلوب فني خاص استطاع التألق في مفرداته خصوصا إن المونودراما فن صعب يقع على عاتق الممثل فيه النهوض بكل عناصر العرض المسرحي من الحوار إلى تغير الصوت إلى الشخصيات المختلفة مطالبافيها بالحفاظ على مستوياتها المتعددة..، بالية مشدودة لان أي خلل صغير في آلياتها الفنية أوالدرامية ستعود بالملل والتراخي على العرض المسرحي من هنا فان المونودراما تحتاج إلى تعامل فني عالي المستوى وإلى قدرة ادائية مميزة في التنوع الصوتي أوالأدائي والإلقائي...مع المحافظة على ديناميكية متوازنة فيا بينها.
يصر العرض على ترسيخ ثقافة المقاومة،فالحق باق ما بقي البشر وهذه القضية ستبقى في القلب والوجدان وقد وصلت مقولة العرض ليكون الفن أيضا كفاحاً ونبراساً دائمٍ وإصراراً يشارك بدوره في القضايا المصيريه، ور غم خصوصية أسلوب المونودراما إلا انه خلق بمفرداته وأجوائه، أجواء الحنين لتلك الأرض وأوصل مقولته، رغم غياب عناصر فنيه ورغم الديكور البسيط والمتقشف والفراغ المتواجد في فضائه والتي سيطرت على أجواء العرض ككل... وقد ساهم كل ذلك لبلورة معطيات غنية شكلت بدائل درامية وفنيه شغلت بحق فكر المتلقي وإحساسه ومشاعره.