وفي ذروة الأحزان والخيبات تأتي جرعة من الأمل والتفاؤل لتتقاطع مع مشهد بانورامي نحاول من خلاله إحصاء العام وغالباً ما تتجه الانظار في يوم جرد العام إلى التوقعات والأبراج على الصعيد الشخصي من جهة والعالمي من جهة اخرى.
وفي هذا العام وجد المنجمون والمتوقعون ضالتهم في متابعة كبرى لتوقعاتهم لاسيما في ظل ما يشهده العالم من ضغوط معنوية ومادية وظروف قاسية عسى ولعل نجد بين كلامهم شيئاً من الانفراج، إلا انه حتى تلك التوقعات جاءت أكثر شدة وشحنا للانسان بانتظار ماهوأقسى.
وبنظرة واقعية للحياة بشكل عام فاننا سنجد ان الأعوام الماضية بالرغم من أنها شهدت تطورا تكنولوجيا منقطع النظير إلا أنها خلفت لنا أوجاعاً انسانية فانجذبنا الى ما هو تكنولوجي وانخرطنا في هذا العالم متناسين اجمل ما أطعمنا الله.. الانسانية.
وبدأت تتلاشى علاقاتنا الاجتماعية الانسانية ليحل مكانها الانترنت والموبايل ويبعدنا عن الواقع والنتيجة مبالغة وكذب ومن ثم تجسيد لواقع لا يمت لنا بصلة وبتنا خاضعين للتأويلات والتحليلات والتوقعات .
وعلى سبيل المثال ماحدث يوم رأس السنة فالجميع جالس في منزله يترقب خروج تشكيلة متنوعة من المتوقعين والمنجمين ولنبدأ ببرج الحمل فهو موعود بعام لابأس به واحدهم ممن ينتمون لهذا البرج كان ينتظر ان تكون التوقعات بحل جذري لمشكلاته مع زوجته ليفاجأ باخباره بان الطلاق محتم فخابت آماله وجلس مستسلما لتوقعات برجه بينما مشكلته يمكن أن تحل بكلمة عام سعيد لزوجته.
أما احداهن من برج الثور فقد فرحت كثيرا وجاءت التوقعات على قد طموحها فالجزء الاول من العام وكله بحسب المتوقعين يشهد لها انفراجاً وحظاً لا مثيل له لتقع من فرحتها وتنكسر قدمها ومن ثم يخبرها الطبيب بأنها تحتاج على الاقل لأربعة أشهر حتى يجبر كسرها، ياخسارة في هذا الوقت تحفّظ ممن ينتمون لابراج الجوزاء والدلو والميزان على وعود لهم بالحظ في نصف العام المتبقي وفضلوا ان يبقوا على حالهم.
هذا جزء من التوقعات على الصعيد الشخصي أما فيما يتعلق بالعالمي منها فالكوارث الطبيعية والحروب هي أهم ميزات هذا العام وفقا لهؤلاء ولو أخذنا شق الكوارث لوجدنا أنهم استندوا في هذا التنبؤ على ما يحدث في العالم من تدهور بيئي يؤدي الى كوارث طبيعية و فيما يتعلق بشق الحروب فهي موجودة لاسيما الاعلامي منها.
نحترم علم الفلك لكننا لا نؤمن بالمنجمين لأن العلم عند الله وحده وهو القادر على كل شيء ، ودعونا نتفاءل قليلا مع بداية العام ولتكن تلك التنبؤات بابا للتسلية والترويح عن النفس وليس مسارا لحياتنا وفي النهاية كذب المنجمون ولو صدقوا.