تتكرر الشكوى على لسان كثير من الزوجات عن هروب أزواجهن من المنزل، وقضاء معظم وقت الفراغ مع الأصدقاء خارج المنزل وان كان البعض يراه سلوكاً طبيعياً للرجل على عكس المرأة التي غالبا ماتتسم بطبيعة بيتوتية كما يقال .
تشتكي إحدى الزوجات من الغياب المتكرر يوميا للزوج عن المنزل وإذا حدث وجلس فترة في البيت، فإنه يفضل الاختلاء بنفسه، وفي حال سولت لها نفسها أن تجالسه - لتذيب كتلة الجليد - وتسأله عما به، وماذا ينفره منها ومن البيت، يغضب ويخرج كعادته.وتؤكد أنّه لو أشعلت المرأة أصابعها العشر لزوجها «لن تشدّه إلى البيت، فالابتعاد عنها حالة من حالات الإدمان التي لا يريد العلاج منها».
هي السبب
فيما يرى مازن الذي مضى على زواجه أكثر من عشر سنوات أن الرجل لايهرب من المنزل إلا إذا كان هناك أسباب وجيهة لذلك فالبيت لا يرتبط بالرجل، إنّه مملكة المرأة، وأي تقصير من جهتها سيسحب من تلك المملكة رصيد نجاحها في عين الزوج. كما ان خُمُول المرأة وكسلها من أهم الأسباب التي تُزعج الزوج، وتجعله يُلملم آثار الفوضى التي تخلفها. والزوج الهارب من بيته رجل تعيس لا يستمتع بوقته في الخارج، عكس ما قد تظن النساء، فلا يوجد أحلى من الوقت الأسري الذي يكون على قائمة المفقودات حين يكون للرجل امرأة كسول لا تؤمن بقيمة دورها في العائلة.
بينما يرى عادل :أنه قبل أن تلقي أي زوجة المسؤولية على زوجها يجب أن تبحث عن السبب بداخلها فقد تكون وراء هذا التغيير.كما أن الزوجة الذكية هي التي تستطيع أن تجذب الزوج لتبادل الحديث معها, وبإمكانها أيضا أن توفر له جوا عائليا هادئا يجعله يفضل البقاء في المنزل بدلا من الهروب منه مضيفا إن ثرثرة الزوجة كذلك سبب للتطفيش، فلا تترك سؤالاً إلا وتطرحه عليه بداعٍ ومن غير داعٍ، ولا تنسى شاردة أو واردة مرّت في رأسها إلا وتقحمه بها، وكأنّه لا يحمل همّاً إلا هم الإصغاء والتفسير.
حين لا تملك الزوجة بريق الأنوثة وتوهجها، قد يشكل ذلك دافعا قويا للهرب من المنزل لساعات طويلة سيجد نفسه مضطراً إلى الخروج من جديد والهرب منها. فالأنوثة ليست مطلباً صعباً يفرضه الأزواج، إنها إحساس داخلي على المرأة امتلاكه كي تنقله إلى زوجها حتى لا يفكر لدقيقة واحدة في أن خارج البيت أحلى وأمتع من داخله.
فيما يعلو صوت مختلف من أصوات الرجال فيرى رامز السهو إنّ الزواج حياة ومشاركة وتواصُل وسير نحو أحلام مشتركة، وهروب الزوج من بيته سببه أنانيته لا زوجته، فحين يفتح الباب ويهرب حتى ساعة متأخرة، إنّما يهرب من مسؤولياته ودوره كزوج أوّلاً وكأب ثانياً، فهو رب عائلة، ولكن في الوقت الذي يتناسب مع مزاجه وظروفه وخططه ومشروعاته. فالأنانية تقتل كل ما هو مشترك بين اثنين، ويأتي العناد في الدرجة الثانية، فحين لا يتقبّل الرجل شريكته ويريد منها أن تتغيَّر وتُصبح نسخة عن المرأة التي يريدها، سيملُ بيته بسرعة، فنراه يزيد المشكلة تعقيداً ويحول بيته إلى فندق يعود إليه ليلاً من دون أن يجلس مع زوجته ويضع معها أسساً لبناء علاقة تستحق انتباهاً ووعياً كبيرين.
كما أن محاصرة الزوج بالأسئلة في الوقت غير المناسب لهامشكلاتها فلو تختار المرأة الفرصة المناسبة وتعرض على زوجها مشكلات البيت، لما كان كلامها سبباً في تطفيشه وهروبه من المنزل .
فما الأسباب التي تقف وراء هروب الأزواج من بيوتهم؟
أما علماء النفس فيؤكدون تبعا لدراسات عديدة قاموا بها في هذا الإطار أن السبب وراء ذلك هو عدم ضبط نفس الموجة بين الرجل والمرأة. فإذا لم يتم هذا الضبط قد يقل التفاهم بينهما بمرور السنوات. فالتفاهم أساس كل شيء، وقد لا يحرص أحد الأطراف على وجود جسر للتفاهم، وقد يكون الاختيار غير الموفق منذ البداية سببا للهروب من البيت، لكن يجب التفريق بين عدم التفاهم وبين مرور الزواج ببعض الأوقات الحرجة أن الرجل يقضي وقته في المنزل إما للراحة أو للترفيه أو لاستكمال عمله، بخاصة إذا كان ضيقا وبه الكثير من الأطفال كما هناك حالات أخرى تنفره منه مثل اهتمام المرأة بالأطفال أكثر منه، أو إهمالها لمظهرها وتنمية ثقافتها وعدم إنصاتها له ولاحتياجاته.
والنكد على قائمة الأسباب التي تؤدي لهروب الأزواج كما يأتي سلوك الزوجة في إثارة المقارنات بين زوجها والرجال الآخرين في المرتبة الثانية: إضافة للجوء الزوجات إلى سياسة الأخذ والطَّلَب غير المحدود.
الزوج الهارب من بيته
وينصح علماء النفس المرأة لجذب الزوج إلى البيت بأن عليها أن تعتني بنفسها وهندامها وتتقن فن الترحيب بزوجها ليشعر بأنّها موجودة له ومن أجله، فهو الرجل الذي يحتاج إلى نصفه الثاني، كيلا يخرج إلى الشارع ويبحث عنه.
إهمال المرأة أنوثتها على حساب اعتنائها بأمومتها، من أكثر الأخطاء شيوعاً في عالم الزوجات وبعد ذلك تأتي وتحتج على خروجه وهروبه من البيت: متجاهلة حقيقة أنها السبب في ذلك الهروب، بعد أن وفّرت له كل الأسباب، ليجد في الخارج مكاناً أحلى من البيت.