تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في حدث.. الصحافة هي الناس...

آراء
الخميس 26-1-2012
تاريخ الحدث هو الثامن عشر من شهر كانون الثاني عام 1977.

أما المناسبة فهي مناسبة تصريح أدلى به القائد الخالد الرئيس حافظ الأسد جواباً عن‏‏

سؤال أحد الصحفيين المرافقين لوفد لبناني كان يزور سورية يضم عدداً من السياسيين حول دور وحرية الصحافة وفيه قوله: إنها ليست ورقاً وإنما هي الناس الذين يكتبون وعندما نقول حرية الصحافة تعني حرية الناس الذين يشتغلون.‏‏

بمثل هذا التركيز على مهنة المتاعب كما تسمى حيناً، أو السلطة الرابعة كما تسمى حيناً آخر، أكد قائدنا الخالد إيمانه إن الصحافة تأتي في المراتب العليا من مراتب ممارسة المسؤولية الأخلاقية في أي زمان ومكان لأنها الوسيلة التي توصل هواجس الناس إلى الجهات المسؤولة في الدولة ولأنها في الوقت نفسه تعكس وجهات نظر تلك الجهات ليكون القارئ على بينة منها.‏‏

إنها بهذا المعنى صلة الوصل بين المواطن وقيادته كما بين القيادة وجمهورها.‏‏

وبقول القائد الخالد إن حرية الصحافة تعني حرية الناس الذين يشتغلون، تتركز فكرة الإخلاص للذات أولاً وبمقدار ما يكون الاخلاص لها شفافاً ومتيناً فإن الصحفي الذي يعمل في هذا المجال يؤكد التزامه بما عنته مواثيق الشرف التي طالما أشير إلى أنها في المجال الصحفي عنوان المعادلة الأخلاقية التي تعبر عن حرية الصحفي ومدى التزامه بأخلاقيات المهنة من ناحية ومن ناحية أخرى تعبر عن مدى قدرته على وضع لمسات تقويم ما يلمسه من أخطاء تحتاج إلى معالجة وبذلك يعبر أيضاً عن حريته.‏‏

إن غياب المهنية في عالم الصحافة يجعل منها حقاً مجرد ورقة عليها عبارات قد لا تعني شيئاً كما هي حال الصحافة المسموعة أو المرئية لا يمكن أن تؤدي معنى حين تبتعد عن مهنيتها وبالتالي عن مهنية المشتغلين فيها.‏‏

إن الصحافة كونها سلطة مؤثرة في الرأي العام سواء كانت مقروءة أم مسموعة أم مرئية .‏‏

في حال ابتعادها عن أخلاقيات المهنة الجوهرية ومواثيقها المعروفة، لن تعدو حينذاك كونها مجرد كلمات.. كلمات، ومشاهد.. مشاهد، وأصوات.. أصوات، وبذلك تفقد قيمتها المعنوية وإن هي أغنت أصحابها بالمال بشكل أو بآخر، وبين هذه الأشكال ما لا نحتاج إلى تفصيله، بعدما عبر عن أحدها مؤخراً أحد كبار المرجعيات الدينية في لبنان بقوله وهو يبعد عنه أحد سائليه: دعك من الصحف كلها تقبض.‏‏

بمثل هذه الإشارة يسقط الصحفي ويسقط معه مكونات هذه المهنة الشريفة أصلاً في التجربة.‏‏

وعندئذ فقط تدان الصحافة بوصفها وسيلة نشر الوعي، ويدان الصحفي باعتباره كائناً ينبغي له أن يبحث عن الحقيقة لا أن يغمض عينيه عنها مستسلماً لإغراء الترهيب أو الترغيب بأي حال.‏‏

لهذا الاعتبار تبقى مقولة الصحافة هي الناس رهن الاختبار.‏‏

Dr-louka@maktoob.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية