تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الموزاييك حرفة دمشقية عريقة مهددة بالانقراض

دمشق- سانا
منوعات
الخميس 26-1-2012
عرف الدمشقيون حرفة صناعة الموزاييك مع مطلع القرن التاسع عشر من خلال التنوع الكبير في منتوجاتها الخشبية المزخرفة والمطعمة بالفضة والصدف والعظم لتشكل قطع الأثاث المنزلية ومن ثم المكتبية.

وتميز الحرفي الدمشقي في هذه المهنة عن غيره من الحرفيين في المدن الأخرى مثل حلب والقدس حيث صار الطلب عليها من دمشق يتزايد مع الوقت.‏

وانتشرت في تلك الفترة وما تلاها ورش تصنيع الموزاييك في أحياء دمشق القديمة حتى بلغ عدد العاملين في هذه الحرفة في منتصف القرن العشرين نحو28 ألف حرفي كانوا يقدمون إنتاجهم بكميات كبيرة للسوق المحلية والأسواق المحيطة.‏

وتعتمد حرفة الموزاييك بحسب الحرفي العتيق أبو توفيق الكلاس على أنواع محددة من الأخشاب مثل خشب الجوز والزان والورد والليمون مبيناً أن هناك تقنية معقدة في تصنيع الموزاييك تعتمد على تنزيل نوع خشبي مختلف عن الخشب المحفور على شكل رسوم وتصاميم هندسية عديدة بالإضافة إلى تطعيم الخشب بقشر العظم والصدف أو العاج.‏

ويشير الحرفي المسن لوكالة سانا إلى أن خطوات تصنيع قطعة الموزاييك تمر بعدة مراحل تبدأ بتصنيع الهيكل الخشبي باستعمال أنواع متعددة من الخشب حسب رغبة الحرفي ثم تلصق على هذا الهيكل صفائح الموزاييك بالغراء .‏

ويبين الكلاس أن صفائح الموزاييك تجهز بأخذ قضبان منتظمة ذات مقطع مربع أو مثلث أو متوازي الأضلاع بطول وسطي 25 سم ويتم جمعها على شكل هندسي وذلك حسب الرسمة المطلوبة.‏

وقال: إن هذه القضبان تكون لها ألوان متعددة بعضها طبيعي وبعضها مصبوغ فاللون الأحمر هو من خشب الورد والأصفر من خشب الليمون أما العظم فهو أبيض وكان في الماضي يستعمل الحرفيون عظام الخيل وقد كان جميع هذه القضبان من أسرار المهنة.‏

أما اليوم فتعيش هذه المهنة حالة من الركود وتهديداً بالانقراض بسبب ارتفاع تكلفتها وانخفاض الطلب عليها في السوق المحلية في السنوات الأخيرة لتصبح مهنة سياحية تعتمد على الطلب الخارجي وللأثرياء فقط وهذا الأمر حد جداً من تصريف المنتجات ما أدى إلى هجر الكثير من الحرفيين لمهنتهم الجميلة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية