فنزعت غطاء الحياء, وكشرت عن أنيابها بعد أن خيب تقرير بعثة المراقبين العرب آمالها, وفند ادعاءاتها وأكاذيبها, ونقل حقيقة ما يجري من أحداث في سورية على غير ما يشتهيه أولئك المستعربون الجدد, الذين يختبئون وراء المظلة الأميركية لحماية عروشهم, وإطالة أمد تحكمهم بثروات شعوبهم .
المتآمرون أثبتوا بشكل قاطع أن الحقيقة لا تهمهم, ومصلحة الشعب السوري لا تعنيهم في شيء, فالتفوا على تقرير بعثة المراقبين, وجاءت قراراتهم المخزية بحق سورية لتؤكد من جديد مدى ولائهم وطاعتهم لأسيادهم في الغرب, وأنهم بارعون في توزيع أدوار التأمر, فبعد أن خيب حمد الصغير آمال الأميركيين والأوروبيين بنقل ملف الأزمة إلى مجلس الأمن عبر الجامعة العربية, تنطح وزير الخارجية السعودي ليكمل الدور القذر, فسحب مراقبي «المملكة» ليتبعه بذلك باقي الحكام الخليجيين, والهدف إفشال مهمة البعثة العربية, وتسريع الخطا نحو التدويل الذي يسر خاطر الدول الاستعمارية .
وكما هو متوقع, فان المسرحية الهزلية التي كان أبطالها المُهرجان القطري والسعودي وتابعهما نبيل العربي قد صفق لها الغرب كثيرا, حيث أشادت واشنطن بها, ووصفت قرارات الجامعة «بالعمل الرائع»!, وطالب الأوروبيون بالإسراع «في الخطوات المقبلة», وتوجت فرنسا الحالمة بالعودة إلى عهدها الاستعماري نشوتها بإخراج نص جاهز ومعد مسبقا لتمرير مشروع قرار غربي عدائي في مجلس الأمن يشد أزر المتآمرين من الأنظمة العربية وعربان الخليج, ويعطيهم قوة دفع إضافية للاستمرار في تحريض وتمويل العصابات المسلحة لسفك المزيد من الدم السوري .
من المخزي أن تتحول جامعة الأنظمة العربية إلى شاهد زور, وأداة رخيصة تقودها عباءات متصهينة لتنفيذ مخططات أعداء الأمة, بدل أن تكون تلك الجامعة المدافع الأول عن دولها الأعضاء أمام الأخطار الخارجية, فقراراتها العدائية ضد سورية قد جردتها من ثوبها العروبي, وأفقدتها مبررات وجودها, وأصبح ميثاقها بنظر الشعوب العربية لا يساوي الحبر الذي كتب فيه, ولكن رغم كل ذلك فان سورية قلب العروبة النابض لن تيأس, وستبقى تعطي دروس العروبة والحرية والديمقراطية لمن تخلوا عن قيمهم ومبادئهم إرضاء لشياطين الغرب, فتاريخها وارثها الحضاري العريق يمليان عليها ذلك .
nssrmnthr602@gmail.com