يتم التلاعب بالقراء والمواطنين الفرنسيين من خلال وسائل اعلام مضللة تعمل بإمرة الحكومة الفرنسية الحالية بحيث لم يعد بإمكاننا اكتشاف الحقيقة المتعلقة بالوضع السياسي المعقد في سورية فهم يقودون حملات منظمة ضد سورية كما كان يفعل منافسو غوبلز (صانع البروباغندا الهتلرية) الذين حققوا تقدماً في فبركة الرأي العام من خلال سيطرتهم على وسائل الإعلام.
ويتابع بوليو: ان الحرب التي تشنها الامبريالية هي حرب افكار تعتمد على تعبئة وتجييش شعبي لإسقاط انظمة وقلب مفاهيم وزعزعة حكومات وهي حرب مستمرة على المستوى الدولي..
لقد كانت زيارتنا الى سورية غنية وكانت تلك التجربة قد عززت لدينا تقديرات الواقع السياسي على الارض من خلال لقاءات وشهادات مواطنين سوريين، واستطعت الحكم بشكل واقعي وملموس على مدى الاغتصاب الفكري والسياسي والاعلامي للشعوب من قبل طغمة من الامبرياليين وهذا ما يمارس على شعب فرنسا ايضاً.
الاستراتيجية الجيوبوليتيكية التي تنتشر اليوم في فرنسا مضادة للسيادة الوطنية الفرنسية ايضاً لأنها ذات اطماع اطلسية وكما تترجم على ارض الواقع فهي لمواجهة الشعوب العربية الاسلامية من خلال اطلاق حروب تعيد قولبة شرق اوسط كبير واعادة تشكيل المنطقة على طريقة ادارة جورج بوش الابن اي الهدف من خلال هذه السيطرة والتحكم الغربي بالعالم يتطلب تدمير الامم وابرز مثال على ذلك في الحالة السورية حيث المطلوب تدمير امة تمثل سداً منيعاً امام ما تريده الدولة الامبريالية وربيبتها الصهيونية، غير ان الوحدة الوطنية في سورية تبدو متجذرة في تاريخ عمره آلاف السنين اتصف بالتعايش المشترك بين مختلف الاديان والاعراق وهذا ما افاد به الصحفي الاميركي ويبستر ترابلي الذي كان يرافقنا في زيارتنا الى سورية وبحسب ترابلي فإن المجتمع السوري هو الاكثر تسامحاً في الشرق الاوسط وعلى كافة المستويات لأن السوريين هم مواطنون مقتنعون بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية بأن ولاءهم هو لسورية بالدرجة الاولى.
هذه الحقيقة الوطنية النوعية هي ثروة الامة لذلك فإن الواقع التاريخي لسورية يعتمد على الوطنية المثالية للشعب السوري وهذا ما لمسناه بشكل واقعي عند هذا الشعب ورأينا اعتماده على قواه الوطنية الخاصة، وثقافته التقدمية.
وعلى خياراته المدنية الرافضة لأنواع الفرز المذهبي وتهديدات العدو الخارجي التي ظهرت من خلال تواجد كتائب الموت على الارض السورية.
كما يتحدث بوليو ايضاً عن كثير من النشطاء المعادين للامبريالية من الصحفيين متعددي الجنسيات ذوي المعرفة العميقة بالواقع السوري مثل تيري ميسان وغيره.
اما عن انصار الغرب مثل امير قطر فيقول بوليو: هؤلاء خناجر المافيا الاميركية الذين لم يتمكنوا حتى اليوم من اشعال فتيل حرب اهلية في سورية رغم جهودهم الحثيثة واموالهم التي وزعت بسخاء لتحقيق هذه الغاية.
لذلك يأتي التضليل الاعلامي والاكاذيب، غير ان عشرات وسائل الاعلام الاجنبية جاءت الى سورية وكشفت كيف يتم التلاعب بالمسيرات المؤيدة للرئيس الاسد باظهارها انها معارضة للنظام كما استطعنا ان نكشف على ارض الواقع ان البروباغندا ما فتئت تكرر ان الحرب الاهلية ممتدة في الشوارع لكن بدا لنا واضحاً ان لا وجود لحرب اهلية وان هذه القوى الخارجية فشلت في تحقيق اهدافها بفضل نضج وعي الشعب السوري وحول هذا الموضوع لابد من التأكيد ان الارقام التي اوردتها الامم المتحدة (الخاضعة للناتو) حول عدد القتلى في سورية غير حقيقية وغير مثبتة.
ومن يطلق هكذا ارقام هو المرصد السوري لحقوق الانسان المرتبط بشكل مباشر مع وزارة الخارجية البريطانية كما تموله احدى المنظمات التابعة للكونغرس «منظمة المنح الوطنية لتحقيق الديمقراطية».
اما العصابات المسلحة في سورية فقد تم تسريبها عبر الحدود وهي مجموعات ارهابية من متطرفين عرب جاؤوا من عدة مناطق بما في ذلك من قبائل البشتون الافغانية. وتتقاضى تمويلاً من دول عربية تعتمد على تجنيد عدد من مهربي المخدرات وعلى قتلة مأجورين يتقاضون المال على كل عملية.
لكن رغم هذه التحركات والمساعدات الخارجية التركية منها بشكل خاص لم تستطع الوصول الى اهدافها والتي من بينها اقامة قاعدة قرب الحدود للاعتداء على الداخل السوري.