ولم يتردد وليد البني مسؤول العلاقات الخارجية في مجلس اسطنبول بوصف الدعوة الخليجية لتدويل الازمة السورية بانها خطوة مهمة وتستحق الدول الخليجية الشكر عليها مهاجما في نفس الوقت تقرير بعثة المراقبين بوصفه له بأنه شهادة ساذجة وكاذبة لمجرد حديثه عن وجود مجموعات مسلحة تتعرض لقوى الجيش و الامن في سورية وتخرب المؤسسات العامة وتهدد أمن المواطنين.
ويرى مراقبون ان الحقائق التي قدمها تقرير بعثة الجامعة فرضت على المدافعين عن الدعوة الخليجية مهمة مزدوجة فمن جهة عليهم تسويق مبادرة الجامعة التي اعدتها قطر و السعودية و من جهة اخرى مهاجمة بعثة المراقبين التي وضعت الجميع امام واقع لايمكن تجاهله يتحدث عن معارضة مسلحة في سورية طالما غيبت عن الاعلام المضلل طيلة الفترة الماضية.
ومن الولايات المتحدة خرجت فرح الاتاسي مديرة المركز العربي الامريكي للابحاث والاعلام والترجمة الذي يتلقى الدعم من الحكومة الامريكية لتقول صراحة ان القرار الدولي بشأن سورية جاهز منذ أكثر من أسبوعين في مجلس الامن وكان ينتظر فقط التقرير الوزاري الاخير الذي خرجت به الجامعة مؤكدة أن العائق الوحيد أمام تدويل الازمة السورية كان روسيا وليس الجامعة العربية او مجلس التعاون الخليجي اللذين طالما قدما نفسيهما على انهما حريصان على حل الازمة داخل البيت العربي.
ولم تتأخر الاتاسي عن مهاجمة تقرير بعثة مراقبي الجامعة الذي لم يقدم او يؤخر حسب قولها لتبقى الحقائق التي قدمها مصدر ازعاج للمنادين بالديمقراطية و الحرية.
وحرصت الاتاسي على ممارسة دورها كجزء من الحرب النفسية ضد الشعب السوري من خلال التشكيك بثبات الموقف الروسي على حاله على حد قولها ورهانها في ذلك كان على الضغوط الامريكية وليس على اي سوري أو عربي. واعتمدت الاتاسي المبالغة طريقا لاقناع الرأي العام بحجتها فهي ادعت ان سورية عقدت صفقة اسلحة مع روسيا بقيمة 550 مليار دولار اي ما يعادل حوالي 25 ضعفا للموازنة العامة للدولة السورية دون ان يثير الرقم اي تساؤلات لديها حول حجمه كما هو الحال بالنسبة لارقام القتلى التي تتاجر بها المعارضة دون اي اعتبار لمشاعر السوريين.
وجاءت تصريحات جورج صبرة عضو مجلس اسطنبول المهللة بسحب المراقبين بناء على مبادرة السعودية لتكمل الصورة حول التصور الديمقراطي الذي ترسمه معارضة الخارج لسورية فهم باتوا يجدون ضالتهم في الديمقراطية على الطريقة الخليجية.
ويتساءل مراقبون أمام هذا المشهد عن العامل الحاسم الذي يعطي مجلس التعاون الخليجي القدرة على فرض طروحاته على الجامعة العربية و حشد الاصوات المؤيدة لها من داخل المعارضة السورية مؤكدين انه يتمثل باغراءات المال النفطي الذي حافظ على الانظمة الخليجية وحرم شعوبها من الديمقراطية و الحرية وحقوق الانسان وجعل ضمير الغرب راضيا عن كل ذلك.