تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سعيد الجزائري والعجيلي وحكاية أوس

صفحة ساخرة
الخميس 14/6/2007
بين ظرفاء دمشق الذين اختلف الكتاب والأدباء في تقييمهم الاستاذ سعيد الجزائري الصحفي الكبير الذي حرك الحياة الأدبية في سنوات الخمسينيات وتخرج من الصحيفة الاسبوعية الأدبية الوحيدة في سورية ( النقاد) التي كان يحررها جيل كامل من كتاب القصة والشعراء واستطاع بموهبته وعلاقته برجال الفكر والثقافة والأدب أن يجعل من هذه الصحيفة حديقة حقيقية للأدب والفكر والفن

وكاتب هذه السطور هو واحد بين الذين نشروا قصصهم واشعارهم الأولى في ( النقاد) وكان الجزائري الراحل هو مشجعه الأول.‏

على أن شيخ الأدباء الراحل د. ابراهيم الكيلاني شن على سعيد الجزائري هجوما مروعا في كتابه شخصيات وصور أدبية فقد كان محرضاً ونباشا سليط اللسان فيه بذاءة غير مأمون الغوائل مستهترا وكان يتطاول على معارفه وعشرائه.‏

أما الأديب الكبير د. عبد السلام العجيلي فقد كان له رأي آخر بسطه في أكثر من فصل في كتابه ( وجوه الراحلين) الذي صدر في منشورات مجلة الثقافة لصاحبها الشاعر مدحة عكاش عام .1982‏

يوضح العجيلي بداية معرفته بالجزائري وهو في أول دراسته للطب في دمشق عندما كان مقيما في بنسيون أم فؤاد في زقاق بندق في الصالحية ويذكر أنه كان في تلك الأيام ينشر نتاجه بأسماء مستعارة ويقول: إن الأيام كانت تحمل لي في العلاقة بذلك الفتى يعني سعيد الجزائري مالم يخطر في بالي آنذاك لم يخطرلي ببال أن سعيد الجزائري سيجعل همه بعد أسابيع قليلة من إلقائي عليه تلك النظرة العابرة أن يبحث عن اسمي الحقيقي وراء أحد اسمائي المستعارة ليكشف اسمي لقرائه ثم ليتعرف أحدنا بالآخر شخصيا ولنرتبط بعد ذلك برابطة الصداقة المتينة.‏

وحكاية المناسبة التي قادت أحدنا إلى الآخر حكاية يذكرها كثير من معارفنا ولابأس من روايتها هنا ففي أوائل الاربعينيات وأنا طالب طب مبتدئ كما قلت: أعلنت جريدة الكفاح الدمشقية التي كان يصدرها أمين سعيد عن مسابقة شعرية موضوعها ترجمة قصيدة ألفريد دوموسيه ليلة أيار من الفرنسية إلى العربية شعرا وجعلت الجائزة للفائز الأول عشر ليرات سورية بالتمام والكمال تقدمت عدة قصائد للمسابقة ولما ظهرت نتيجتها تبين أن الفائزة من بينها هي قصيدة الشاعر الذي وقع باسم أوس والذي لم يرفق اسمه المستعار باسم صريح فدعته إدارة الجريدة إلى تسلم جائزته واعلان اسمه لم يتقدم أوس الذي هو كاتب هذه السطور لتسلم الجائزة التي كانت مبلغا لا يستهان به في تلك الأيام وبالنسبة لطالب في الغربة عن أهله مثلي وحرك تخفي الفائز المجهول وراء اسمه المستعار فضول ناس كثيرين وبصورة خاصة فضول الصحفي الفائض النشاط سعيد الجزائري فراح يسأل كل معارفه عمن يمكنه أن يكون أوس هذا وأحسب أن اثنين من اصدقائه من طلاب الجامعة آنذاك هما علي بوظو وخالد قوطرش أخبراه أن في البنسيون الذي يسكنانه في زقاق بندق طالب طب مولعا بالأدب يحفظ الشعر وينظمه اسمه عبد السلام العجيلي وانه من المحتمل كثيرا أن يكون أوس هو.‏

وكانت تلك هي البداية ومنذ البداية عرف سعيد مني سهولة الكتابة في مختلف مواضيع الأدب وفنونه فكان يطالبني بمواد للصحف والمجلات التي يحرر فيها كنت اجيب طلبه مشترطا ان يظل اسمي مجهولا وان يكون توقيعه على ما اكتبه مستعارا فيعدني بذلك ثم أفاجأ بظهور اسمي الصريح تحت ما ينشر وحين كنت اعاتبه على اخلاف وعده كان يتقبل عتابي آنا بالاعتذار وآنا بالسخرية مستمرا في تصرفه ذاك إلى أن راضني على قبول رؤية اسمي في صفحات الصحف دون حرج أو نفور.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية