إحدى المصادفات تقودك لسماع نجلاء قباني تسأل مستمعي إذاعة شام اف ام،في برنامجها المخصص لقراءة الأبراج:(ماهي صفات المذيع الذي ترغب بالاستماع إليه؟) تأتي الإجابات متنوعة من جمهور عريض يتابع هذه النوعية البرامجية..ويمكن لنا بدافع ذات الحشرية أن نجيب..
أولا :ألا يتسم كلامهم بنوع من التناقض،إذ تجيب وتشرح وتفسّر قباني ذاتها تساؤل أحد متصليها عن معنى حلم رآه في نومه: تقول بداية أنها لاتفهم في تفسير الأحلام،ومع هذا فمعنى الحلم هو كذا وكذا..وتطلب نهاية من المستمع الصديق ألا يستشير أحدا بعدها.
ثانيا:ألا يتعدّى على اختصاصات غيره...
فالإذاعة نفسها تقدم في سهرة كل ثلاثاء برنامجا تشارك به قباني..وهي هنا تترك مهمة قراءة الأبراج وتفسير (المنامات) تقصيها لصالح الانهماك قليلا بإسداء النصائح المعنوية والإرشادات النفسية، لجمهورها العريض،آخذة دور المرشد الروحاني..فلتتعظوا بما تستمعون إليه..
ثالثا:ألا يتقمص أو تتقمص دور (أم العرّيف)..وألا يستغل جهل الناس بعلم الفلك،وعدم اطلاعهم على ماهنالك من تقاطعات أو فروقات ما بين الأبراج الغربية والأخرى الصينية،وكأن هذه الأخيرة أصبحت موضة أو منقذا لبعض قارئي الطالع..فإذا لم تصب معهم على التفسير الغربي،ربما أصابت على البرج الصيني.
إحداهن تسأل عن عدم توافق بينها وبين زوجها..تستغرب بدورها قباني هذا الوضع مع أن أبراجهم الغربية على توافق،إذا لابد أن تكون (العلة)بأبراجهم الصينية،التي كما تؤكد قباني أنها على تنافر.
رابعا:ألاّ(يسوق فيها)ويوهم نفسه أنه قادر على منح الكلمة الفصل بشؤون الناس ومصائرهم ... وحقيقة ..نستغرب من أين لقباني وغيرها من زملاء المهنة تلك الثقة الطافحة التي تجعلهم يطلقون كلاما قد يؤثر على عيش أسرة ومصيرها كاملا.
أكثر اتصالات المستمعين تأتي للاستفسار عن أمورهم المهنية..العاطفية..الصحية،أو حتى العائلية.
احداهن تسأل قباني لدي مشكلة في العمل ماهي نهايتها؟ وأخرى تسأل عن وضعها مع أسرتها التي تشك بها ولا تسمح لها بالخروج.
وفي كل هذا تبدي قباني رحابة صدر،ما المانع لطالما كانت غالبية إجاباتها ذات منطق وكلام عمومي..هي تطلق تعميمات فيكتشفها أولئك المتصلون فيما لو دققوا في إجاباتها،وأعملوا عقولهم.. صراحة وتحديدا هذا الشرط الأخير (فيما لو أعملوا عقولهم):يبدو المنطقة التي يلعب فيها هؤلاء ويدعون في سرهم أن يبقى شرطا غير متحقق،لتستمر سوقهم إلى مزيد من رواج!!