واقامة ملتقيات في الرسم والنحت، وندوات ومحاضرات ومعارض جماعية وفردية، على امتداد مساحة الوطن، لا تعد ولا تحصى..
البعض يفضلون استقبال العام الجديد بهدوء وبلا صخب أو ضجيج وأنا من انصار هؤلاء, وذلك احتراما للشهداء والضحايا الأبرياء، ورغم كل مظاهر العنف والقلق والتوتر، فالعام الجديد يحمل لنا الكثير من الأحلام والأمنيات والآمال، التي غالبا ما كانت تخيب, لكن بداية كل عام هي مناسبة لفرح الزامي, أو استحقاقي، وهي فسحة تفتح الباب واسعاً أمام التفاؤل والاطمئنان, وذلك لاستحالة العيش بعيدا عن فسحات الأمل والأحلام..
يطل عام جديد في زحمة الأحداث المتلاحقة، فلا نملك معه، الا أن نبقى في جحيم انتظار معجزة الانفراج والخلاص، حتى يعود السلام والاستقرار والأمان الى واحات الوطن والعالم أجمع. نعيش ونحلم وندعو أن تتحقق أمنية الأمنيات، وهي الخروج من ظلمة نفق دهاليزالأيام الرمادية الى حدود السواد الكلي، الذي يحجب الرؤية، مع تتابع الأيام الرتيبة والمضطربة والمتوترة..
نودع العام الماضي ونستقبل العام الجديد، ونستحضر اللحظات المفجعة والحزينة، التي خطفت الأبرياء، وما تركته من مآس وجراح في شقوق الذاكرة الجماعية، وسنواجه الحدث بتقشف شديد، وبغياب لهفة أطفأتها مخاوفنا الحقيقية من المستقبل المظلم للبشرية، في ظل محاولات العصابات الظلامية، الهيمنة على الشعوب الحرة، وتدمير المجتمع المدني، وكل منجزات الحضارات الإنسانية المتعاقبة، وهكذا سنحتفل بالمناسبة وسنمسح الحزن في آن واحد، لأن أعيادنا المتعاقبة في المرحلة الصعبة، باتت كلها كئيبة وحزينة وشبيهة بالرؤى الكابوسية المخيفة والمرعبة والمزعجة.
وفي هذا العيد وفي كل عيد قادم، ستمشي الزوجات والأولاد والأقارب والأصدقاء، الى أضرحة الذين سقطوا، بيد الغدر والتخلف والجهل، لوضع الزهور والورود العابقة بالعبير والعطر والشذا، حتى لا تحمل المناسبة خيانة لواقع الحزن، الذي يسود الوطن والعالم، إثر سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا..
facebook.com adib.makhzoum