تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يضيئــون الحيــــاة.. بالقصائــــد والموســــيقا والألــــوان والكلمـــــات..

ثقافة
الاثنين 30-12-2019
هفاف ميهوب

للمبدعين أحلام وطموحات كما كلِّ الناس.. لهم صحوة توقظُها أناملُ العطاء التي تنبضُ بالتميُّز والإحساس.. لهم حياةٌ تُضاءُ ببريقِ فضائها، وتتنفّس بنقاء هوائها.. حياةٌ من كلماتٍ وقصائد وموسيقا وألوان..

إنها أمنياتنا المعلّقة على عوالمهم، وهي عيونٌ ترنو أملاً بإشعاعاتٍ تسطع من أناملهم.. العوالم التي توغلنا فيها فوجدنا مبدعيها، يتمنّون هذا العام، وبعد أعوامٍ من النزيفِ والآلام:‏

«أتمنى سلام بلدي ونهوضها.. بتكاتفِ كلّ الأيادي السورية»‏

• سهى ياسين - فنانة تشكيلية: أتمنى أن يكون العام القادم، عام السلام لبلدي سورية، وعام النهوض بها من أوزار الحرب التي أنهكتنا على مدى سنوات. هذا النهوض يكون بتكاتف وتضامن كل الأيادي السورية، ومنها أيادينا نحن -الفنانين التشكيليين-.‏

لنجعله عام الفن والفكر والثقافة، ولينظر العالم بأكمله إلى حضارتنا التي تمتد في أعماقِ التاريخ.. ليكن عاماً متألقاً زاهياً بألوانه وأفكاره، ولتزول قتامة الحرب وسوادها وآلامها إلى الأبد..‏

هذا على الصعيد العام، أما على الصعيد الشخصي، فكلّ ما أتمناه التوفيق والصحة والسلامة لأهلي وأصدقائي،أتمنى أيضاً، أن يستمر العمل والفن في مرسمي الخاص، وأن يتوسع ليصل إلى كلِّ مدينة من مدن سورية الحبيبة.‏

«ما أتمناهُ.. النصرُ الكبيرُ على الإرهاب وأعداء سورية»‏

• أحمد السيد - فنان وكاتب درامي: عندما تمرُّ بذاكرتي الآثار التي تركتها سنوات الحرب القذرة التي شنت على بلدي، وسواء كانت هذه الآثار تمسني مباشرة أو تمس البلد وأهله، أقف حائراً أمام حزمة الأمنيات التي أرجو أن تتحقق في عامنا الجديد، لكنني لا أيأس وأقول بكل صلابة: سنعيد كل شيءٍ كما كان قبل الحرب.. سنعيد البناء والإعمار وشعلة الحياة التي أخمدتها الحرب إلى نفوسِ الناس.. سنعيد الفرح والأمل إلى نفوسنا المرهقة من تعبِ السنوات العجاف، وهذا قرار وليست أمنيات.‏

ما أتمناه هذا العام، أن يكون عام النصر الكبير على الإرهاب وعلى أعداء سورية.. عامٌ يُعلن فيه نهاية آخر إرهابي على أرض الوطن، وعام خروج آخر محتل وسارق لخيرات هذا الوطن، وبعدها عودة كلِّ من ترك الوطن وهاجر، ليشارك في إعادة إعماره..‏

أتمنى من تجار الحرب ومستغلي الأزمات، أن تصيبهم صحوة ضمير ويعودون إلى رشدهم، ويقفون إلى جانب أبناء بلدهم مساعدين لا مستغِلِّين.‏

أما على المستوى الشخصي، فكلّ ما أتمناه، أن يعود لي بيتي وأرزاقي التي أحرقتها الحرب، وأن أتابع طريقي في مجال الكتابة الدرامية بقوة وإصرار وإبداع، لأنني في السنة الماضية قدمت مشروعاً مهماً، وكان لي السبق فيه على مستوى سورية والوطن العربي وحتى العالم، وهو مشروع المونودراما الاذاعية، والحمد لله وفقنا في هذه التجربة، وأتمنى أن تلقى الدعم والانتشار بعد النجاح الكبير الذي حققته..‏

أخيراً، أتمنى لإعلامنا التطور أكثر وأكثر، ليكون قادراً على مواجهة التحديات الكبيرة التي نواجهها..‏

«لجنودِ بلادي تنحني روحي.. وتسكبُ أعذبَ الأمنيات»‏

• ريم البياتي - شاعرة: ما عدتُ ممنْ يؤمنون/ «الصيفَ ضيَّعتِ اللبنْ»/ إني منَ القدرِ الذي/ تتخوفونْ‏

ياصيفُ.. قفْ/ رغماً...وعدْ لي باللبنْ..‏

لقد ولّى زمن الأمنيات.. نستطيع أن نصنع أقدارنا التي هي القوة الضاربة..‏

أراكم يقيناً، كشروق الشمس تشرقون فتمتلئ السنابل ويشهق التنور.. خبزكم حياة يا أشرف خلق الله..‏

لجنود بلادي تنحني روحي وتسكب أعذب الأمنيات.. لخطواتهم حيث ينبت الربيع..‏

«الحبُّ هو ما أتمنى أن يسكن وجداننا.. قصيدة تشعُّ وتكبر»‏

• يعقوب مراد - كاتب وروائي: في انتظار الأعياد، نتحول كلنا إلى أطفالٍ أبرياء، أو هكذا نتمنى كي يبقى كل واحد منَّا مسكوناً بمن يحب، فالحب هو لغتنا وشعارنا وشعورنا الإنساني تجاه كل أهلنا وأحبتنا وأصدقائنا.. الحبُّ هو الوطن والمدينة والحي والجيران والفوال والحلونجي ورقم البيت وحجارة الطريق..‏

نعم، الحب هو ما أتمناه، وأحلم بأن أراه يسكن وجداننا قصيدة تشعُّ وتكبر فوق حدود الكلمات.. بأن يغرقنا كمطرٍ يروي مساحات كبيرة من أرواحنا وحياتنا وصولاً إلى إغراق من حولنا واخضرار الحياة.‏

رغم ذلك يطل علينا من يحرم الاحتفال بأعيادنا المجيدة.. من يشرِّع ويشرِّح ويحرِّم ويفتي ويهدِّد، وحين نصر على احتفالنا لردِّ شيء من الألم والحزن اللذين سببهما ما جرى في ربوع سورية الحبيبة، نستيقظ على صواريخ الكراهية والحقد والدمار، على فيض الشهداء والجرحى ونزيفِ القلوب والصرخة: لماذا يفعلون ذلك..!!؟؟‏

في انتظار الفرح، وفي غربتنا عن بلدنا وأهلنا وأحبتنا، ثمّة إحساس ثقيل بالذنب يتقمَّصنا ونحن نشهد من بعيدٍ حرائق الوطن، ولعل في صمت العيون اعترافا بأن الزمن لم يهزمنا والسفر لم يسرقنا والغربة لم تُضيعنا، بل ولم تجمد الإحساس لدينا تجاه إنسان الوطن الذي هو شقيقنا.‏

صحيح أن وحش الخيانة والغدر هزمنا مليون مرة، وافترس فرحنا وأملنا بالعثور على بقايا قيمٍ ومُثلٍ ومبادئ حاربنا ومازلنا نحارب من أجلها،صحيح أنه هزمنا، لكننا مازلنا نعلن وفي كل عام، بأننا ننتمي إلى أرض المحبة والتضحية والوفاء والاخلاص والسلام.‏

في انتظار الحياة، يبقى ضميرنا يذكِّرنا كل يوم وكل ساعة، بأن علينا أن نتطهر من شوائب إنسانيتنا بالحب والوعي والتسامح، لأننا مهما تغرّبنا وتعذبنا واحترقنا ونزفنا، بشرٌ من أحلام وأمنيات، أمنيات عظيمة ونقية وحيّة، علينا أن نحققها دون أن نقتل بعضنا فنتلطَّخ بالإجرام، وإلا فإن بحار ومحيطات العالم بأكملها لن تستطيع أن تغسل ما في نفوسنا وعقولنا وأرواحنا من أدران العار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية