وهي تقترب شيئاً فشيئأ من الحسم بعد أن تم الإعداد لها على مستويات متعددة، ومعركة ثانية لا تقل ضراوة ــ ربما سياسية أو عسكرية ــ في مواجهة داعمي الإرهابيين من أميركيين وأتراك في الجزيرة السورية، حيث من المنتظر أن تؤثر الأولى على الثانية بشكل إيجابي لجهة حسمها بصورة أسرع من المتوقع، بعد أن يجد المحتلان الأميركي والتركي في مواجهة إرادة سورية جماعية لا تسمح بأي وجود غير شرعي على الأرض السورية.
ولأن المعركة الأولى مرتبطة بالثانية وتمهّد لها، فمن الطبيعي أن يستنفر محور العدوان والإرهاب كل إمكاناته السياسية والعسكرية والدبلوماسية لتأخير حسم المعركة على جبهة إدلب، بحيث تخوض الدبلوماسية السورية معارك من نوع آخرعلى جبهات متعددة مع هذا المحور، حيث لن تتوقف المحاولات الأميركية والغربية عن افتعال المشكلات لحرف الأنظار عن الارهاب الذي تمثله جبهة إدلب، بهدف عرقلة تحريرهذه المحافظة المختطفة، وإبقاء سوق المساومات والابتزاز مفتوحاً لأطول فترة ممكنة على نية الحصول على جزء من كعكة المصالح المتوقعة سواء في الحل السياسي المنتظر وما يلتحق به من ملفات تفصيلية كصياغة الدستور وإعادة المهجرين وإعمار ما دمرته الحرب وصولاً لاستثمار الثروات السورية في الشمال.
وعلى هذه الأرضية تحاول الدول الراعية للإرهاب تلفيق الاتهامات لسورية وتسعير الرأي العام العالمي ضدها، بهدف حماية ما تبقى من إرهابيين ومن ثم استثمارهم مطولاً في عملية إضعاف الدولة السورية وتأخير تعافيها، كي يتسنى لهذه الدول سرقة ما تستطيع من ثروات الشعب السوري، إذ ليس هناك ما يبرر استمرار التدخل الأميركي في سورية وتلفيق الاتهامات المسيسة لها، إلى جانب حصار اقتصادي خانق، سوى ما عبر عنه ترامب من أطماع بالنفط السوري، وهذا هو حال العميل المأجور أردوغان الذي يلعب نفس اللعبة من ضمن المشروع ذاته.
في هذه الحرب لا خيار أمام سورية سوى الانتصار، وهي عاقدة العزم على ذلك، أما أعداؤها فأمامهم خياران: الاستمرار في محاولاتهم دون جدوى أو الهزيمة المدوية ومن الأفضل لهم أن يختاروا ما هو أقل كلفة..!