تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في مقابلة مع قناة CBS NEWS الأميركية ... الرئيس الأسد: لا أكترث ولم أكترث لكلام الغرب مادمت أحظى بدعم شعبي.. وهذه هي شرعيتي... لا علاقة لأي طرف خارجي بمستقبل سورية... كل من حمل سلاحاً وقتل الناس ودمّر المباني العامة والممتلكات الخاصة إرهابي...الغرب غيّر حساباته بعد صعود داعش لكنه لم يتعلم الدرس جيداً

دمشق
الثورة
الصفحة الأولى
الثلاثاء 31-3-2015
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الغرب معتاد على التعامل مع الدُمى وليس مع قادة أو مسؤولين مستقلين في أي بلد.. قائلاً: لا أكترث ولم أكترث أبداً لهذا الكلام.. مادمت أحظى بدعم الشعب السوري هذه هي شرعيتي. الشرعية تُستمد من الداخل.

وأكد الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة CBS NEWS الأميركية انفتاح سورية على أي حوار مع أي جهة بما في ذلك الولايات المتحدة استناداً إلى الاحترام المتبادل ودون انتهاك السيادة السورية.‏‏

‏‏

الرئيس الأسد أكد أن تنظيم داعش الارهابي توسع اكثر منذ بداية ضربات «التحالف» مشدداً على عدم وجود مجموعات مسلحة معتدلة وبأن المعارضة العسكرية إرهاب.‏‏

واشار الرئيس الأسد الى أن السعودية نظام استبدادي يعيش خارج التاريخ وله ذات الأيديولوجيا مع تنظيم داعش، كما أن الرئيس التركي رجب اردوغان يعاني من جنون عظمة سياسي ويعتقد بأنه أصبح سلطان العصر الحديث.‏‏

وعما سيحدث بعد أربع سنوات منذ بداية الأزمة في سورية، قال الرئيس الأسد:‏‏

إن كلّ صراع لابد له من أن ينتهي بالحوار، بحل سياسي بين الأطراف المختلفة. وهذا ما نفعله في سورية على مدى العامين الماضيين، أعني التعامل مباشرة مع المجموعات المسلحة. وقد نجحنا في التوصل إلى عدد من المصالحات. فيما يتعلق بظهور داعش في سياق الأحداث الجارية في سورية خلال السنوات الأربع الماضية، فإن داعش لم تظهر فجأة لأن من المستحيل أن يظهر شيء - أكبر مما يمكن أن نطلق عليه المنظمة وأصغر من دولة- مع كل هذه الموارد المالية والبشرية دون دعم خارجي ودون أن يكون قد تم إعدادها وبشكل تدريجي ومتعاظم لوقت طويل قبل ظهورها المفاجئ خلال الصيف الماضي. إذاً، إن تعبير «ظهور داعش» ليس دقيقاً تماماً. لقد كان ذلك نتيجة أحداث حدثت خلال بداية الصراع. وقد ذكرنا في تصريحاتنا عدة مرات، لكن لا أحد في الغرب كان يصغي إلينا، إذا عدنا لتصريح كيري فيما يتعلق بالحوار، فما لدينا في سورية هو مجرد تصريحات، ولا شيء ملموس حتى الآن. ليس هناك وقائع جديدة فيما يتعلق بالمقاربة السياسية للولايات المتحدة حيال الوضع لدينا، أو حيال الصراع في سورية، لكن من حيث المبدأ، بوسعنا القول نحن في سورية إن كل حوار هو أمر إيجابي، وسنكون منفتحين على أي حوار مع أي جهة، بما في ذلك الولايات المتحدة، فيما يتعلق بأي شيء، استناداً إلى الاحترام المتبادل ودون انتهاك السيادة السورية. وأيضاً من حيث المبدأ أقول إن هذه المقاربة الجديدة من قبل الولايات المتحدة ليس فقط حيال سورية، بل حيال أي قضية أخرى، إن الحوار أمرٌ إيجابي، لكن علينا أن ننتظر لنرى ما يحدث في الواقع.‏‏

 وعن شكل الاتصالات الجارية مع اميركا أكد الرئيس الأسد انه ليس هناك أي اتصال مباشر أو أي تعاون.. مشيراً إلى أن أي حوار هو شيء جيد لكن دون انتهاك السيادة السورية، خصوصاً فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب. إن إيجاد وسيلة لإلحاق الهزيمة بالإرهاب قضية مهمة بالنسبة لنا في الوقت الراهن.‏‏

 وفيما يتعلق بالاستعداد لإجراء مفاوضات يتخلى فيها السيد الرئيس عن السلطة، قال الرئيس الأسد:‏‏

أي شيء يتعلق بالسياسة السورية الداخلية ينبغي أن يتم التعامل معه من قبل الشعب السوري، وليس أي أحد آخر. لن نناقش هذا لا مع الأميركيين ولا مع أي جهة أخرى. هذا يتعلق بنظامنا السياسي، بدستورنا، بقوانيننا وبإجراءاتنا. يمكننا أن نتعاون معهم فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والضغط على البلدان المختلفة، مثل تركيا والسعودية وقطر وبعض حلفائهم في أوروبا الذين يدعمون الإرهابيين سياسياً ومالياً وبالوسائل العسكرية.‏‏

وبخصوص توصيف الجماعات المسلحة، اشار الرئيس الأسد إلى أن بعضهم إرهابي، وبعضهم تورّطوا في الأحداث ولأسباب مختلفة. إذاً، كل من يحمل سلاحاً ويحاول تدمير البنية التحتية أو مهاجمة الناس أو التسبب بالضرر أو انتهاك القانون في سورية ينتمي إلى الجماعات المسلحة.‏‏

وعن دور أميركا وروسيا والأطراف الأخرى في تحديد مستقبل سورية، قال الرئيس الأسد:‏‏

لا علاقة لأي طرف خارجي بمستقبل سورية، بالدستور، أو الرئيس أو أي شيء من هذا القبيل. لن نناقش هذه المسائل معهم. هذه قضية سورية. وعندما يريد الشعب السوري تغيير رئيسه، فإن ذلك سيحدث مباشرة وفي اليوم نفسه، حتى لو بالغنا في ذلك. لكن ينبغي أن يحدث ذلك من خلال عملية سياسية وعملية دستورية. هكذا يتغيّر الرؤساء وليس عن طريق الإرهاب والتدخل الخارجي.‏‏

وعن تغيير الغرب لموقفه مع بروز واقع جديد في المنطقة قال الرئيس الأسد: أعتقد أن الغرب غيّر حساباته بعد صعود داعش، لكن ذلك لا يعني أنه غيّر مقاربته للصراع في سورية، أو في العراق، أو في منطقتنا إجمالاً. لا أعتقد بأنهم تعلّموا الدرس جيداً. نتيجة لذلك فإنهم لن يغيّروا مسار الأحداث، لأنهم ومنذ بداية المشكلة كانت المقاربة من منظور غربي تغيير النظام أو تغيير الرئيس أو الحكومة التي ليست على هواهم، وهم مستمرون في التحرك في الاتجاه نفسه. لهذا السبب لم يتغيّر شيء ملموس بعد، بل مجرد المظاهر والأولويات. الأولوية هي محاربة داعش، لكنّ ذلك لا يعني أن أولويتهم التخلص من داعش.‏‏

وعن رؤيته المستقبلية أوضح الرئيس الأسد: في المستقبل، ينبغي أن يكون هناك حوار مباشر لمحاربة الإرهاب، لأن الإرهاب موجود على أرضنا، على ترابنا. لا يستطيعون هزيمته  من دون تعاوننا، ومن دون معلوماتنا، لأننا نعيش معه ونعرف الواقع ونعرف كيف نهزمه.‏‏

معظم الناس يعتقدون أن هناك تعاوناً غير رسمي، وأن ذلك يحدث من خلال العراق، وأنهيتم إبلاغ سورية بشكل ما بتوقيت حدوث الضربات الجوية من قبل الولايات المتحدة، لأنهم يحصلون على تلك المعلومات من العراق.‏‏

وعما اذا كانت سورية تعلم بأن الطائرة من دون طيار والتي اسقطتها في اللاذقية بأنها أميركية، قال الرئيس الأسد: لا، لأنه ما من طائرة من دون طيار، أو أي طائرة ستقول لك: «أنا أميركية». إذاً، عندما يكون هناك طائرة أجنبية في فضائك الجوي، تسقطها. هذه هي القواعد العسكرية.‏‏

وعن مقدار الفائدة التي تحصل عليها سورية من الضربات الجوية الأميركية في تقليص قوة داعش، قال الرئيس الأسد:‏‏

في بعض الأحيان، قد يكون لذلك منافع محلية، لكن بشكل عام، إذا أردت أن تتحدث فيما يتعلق بداعش، فإنه يتوسع أكثر منذ بداية الضربات، وليس كما يسعى الأميركيون لتجميل الواقع عندما يقولون بأن الأمور تتحسن، أو أن داعش قد هُزم. في الواقع ما يحصل هو العكس. داعش يجند المزيد من الأفراد. تشير بعض التقديرات إلى أنهم يجندون حوالي 1000 فرد جديد كل شهر في سورية والعراق. إنهم يتوسعون في ليبيا، وقد أعلنت العديد من المنظمات الأخرى المرتبطة بالقاعدة ولاءها لداعش. إذاً، هذا هو الوضع.‏‏

وعن السعودية ودورها في المنطقة، قال الرئيس الأسد:‏‏

السعودية نظام استبدادي من القرون الوسطى يعيش خارج التاريخ ويستند إلى أيديولوجيا وهابية ظلامية، في الواقع فإنها نتيجة زواج بين الوهابية ونظام سياسي قائم منذ مئتي عام. هكذا نراها، ولها الأيديولوجيا نفسها ونفس الخلفية مع داعش، وهذا لا ينطبق فقط على داعش بل على القاعدة وجبهة النصرة أيضاً. هذا ليس شيئاً اكتشفناه أو نحاول ترويجه، إنهم يستخدمون نفس الكتب لشحن الناس عقائدياً.. مضيفاً: إن الأيديولوجيا الوهابية تستند إلى كتب الوهابيين في السعودية.‏‏

وعن تركيا قال الرئيس الأسد: الأمر في تركيا يتعلق بأردوغان. إنه متعصب للإخوان المسلمين. هذا لا يعني أنه عضو فيها، لكنه متعصب لها، ويعاني من جنون عظمة سياسي ويعتقد بأنه أصبح سلطان العصر الحديث، في القرن الحادي والعشرين، وهو لا يكتفي بتجاهل عبور الإرهابيين إلى سورية، بل إنه يدعمهم لوجستياً وعسكرياً بشكل مباشر ويومي. وإذا أخذت مثال مدينة كوباني أو عين العرب، حيث كان الأكراد يحاربون داعش وحيث بدأت الضربات الجوية الأميركية، استغرقهم الأمر أربعة أشهر لتحرير تلك المدينة الصغيرة ليس فقط لأن تلك الضربات الجوية كانت تجميلية كما قلنا، لكن بسبب الدعم التركي المباشر لداعش...‏‏

وبالنسبة لما يسمى معارضة معتدلة، أكد الرئيس الأسد: ليس هناك مجموعات مسلحة معتدلة في سورية، وكل من يحمل سلاحاً ويقتل الناس ويدمر المباني العامة والممتلكات الخاصة إرهابي.‏‏

واضاف الرئيس الأسد: كلمة معارضة في كل مكان من العالم، بما في ذلك في بلادكم تعني معارضة سياسية. هل لديكم معارضة عسكرية في الولايات المتحدة؟ هل تقبلون بذلك؟ أنتم لن تقبلوا بذلك، ونحن لن نقبل بذلك. لا أحد يقبل بوجود معارضة عسكرية.‏‏

وتابع الرئيس الأسد: المعارضة العسكرية إرهاب، عندما تحمل سلاحاً سواء كان بندقية أم رشاشاً وتحاول التدمير والقتل في الشوارع، فهذا إرهاب طبقاً لكل تعريف للكلمة في العالم، هذا ليس تعريفي أنا، إذا أردت أن تعارض، ينبغي لهذه المعارضة أن تكون سياسية، كما في بلادكم استعمل نفس المعايير، نحن ليس لدينا معايير مختلفة عن المعايير التي لدى الولايات المتحدة أو أوروبا أو أي مكان آخر.‏‏

وعن تقاسم السلطة مع المعارضة قال الرئيس الأسد: حالما يتخلون عن أسلحتهم فإنهم سيتوقفون عن كونهم إرهابيين.‏‏

حتى داعش؟‏‏

الرئيس الأسد: داعش لن يفعل ذلك، هذا سؤال افتراضي، لأن أيديولوجيتهم تأمرهم بأن يقاتلوا ويُقتلَوا كي يذهبوا إلى الجنة، إلى الفردوس، هذا ما نراه، إنهم لن يتفاوضوا بأي حال، ولذلك لا ينبغي أن أجيب عن سؤال افتراضي، لأنه غير واقعي. الواقع هو أن هناك العديد من المقاتلين الذين تخلوا عن أسلحتهم وباتوا يعملون مع الحكومة الآن، هذا هو الواقع. أنا لا أتحدث عن شيء مستقبلي، إن هذا يحدث الآن، وهذا جزءٌ من المصالحات. بعض الناس مهتمون بالسياسة وبوسعهم المشاركة على هذا المسار والبعض مهتم فقط بالعودة إلى حياته الطبيعية والعمل وليس المشاركة في السياسة، نحن منفتحون بالطبع. نحن منفتحون تماماً على التعامل مع سائر أطياف المعارضة السياسية.‏‏

وعن المقصود بتقاسم السلطة، قال الرئيس الأسد: أعني إذا عُدت إلى الترتيبات الدستورية ينبغي أن يشاركوا في انتخابات، ويستطيعوا المشاركة في البرلمان، وفي الإدارة المحلية، وفي الحكومة، وفي كل شيء، وأن يكونوا جزءاً من عملية اتخاذ القرار في الحكومة كما يحدث في أي بلد آخر.‏‏

واضاف الرئيس الأسد: ما يهمنا هو دعم السوريين، هل دعم السوريون هذين الرئيسين؟ ليس مهماً أن يكون هذان الرئيسان أباً وابنه. نحن لا نقول إن الرئيس جورج دبليو بوش هو ابن الرئيس بوش، الأمر مختلف،هو رئيس، وأنا رئيس، هو تمتع بدعم ذلك الجيل، وأنا أتمتع بدعم هذا الجيل الآن. هذا هو المهم. عدد السنوات غير مهم. هذا ليس حكماً عائلياً كما ترغب في التلميح إليه.‏‏

وعن اهداف روسيا وما تريده من سورية قال الرئيس الأسد: بالتأكيد، إنهم يريدون تحقيق توازن في العالم. لا يتعلق الأمر بسورية وحسب، فهي بلد صغير. ولا يتعلق الأمر بالمصالح الكبيرة في سورية، فبوسعهم تحقيق تلك المصالح في أي مكان آخر، إن الأمر يتعلق بمستقبل العالم. إنهم يريدون أن يكونوا قوة عظمى لها كلمتها في مستقبل العالم، وهم يريدون لسورية الاستقرار، والحل السياسي.‏‏

وبالنسبة لإيران قال الرئيس الأسد: الشيء نفسه، سورية وإيران وروسيا لها  الرؤية نفسها حيال هذا الصراع.‏‏

وتابع الرئيس الأسد: إنهم لم يطلبوا شيئاً، لا شيء على الإطلاق، ولذلك قلت إنهم لايفعلون هذا من أجل سورية؛ إنهم يفعلون هذا من أجل المنطقة والعالم، لأن الاستقرار مهم جداً لهم، لأنه إذا حدثت صراعات هنا، فإنها ستحرق أشخاصاً آخرين هناك. إذا أردت التحدث عن إرهاب فإن الإرهاب لا حدود له، إنه لا يعترف بالحدود السياسية، من الصعب جداً اتخاذ أي إجراء ضده بسبب الانترنت التي تصعب السيطرة عليها. عندما يكون لديك أيديولوجيا فإن بوسعها العبور إلى كل مكان. يمكن أن تصل إلى روسيا وإلى تركيا وإلى كل مكان. ولذلك فإن لهم نفس المصالح، أعني روسيا وإيران والعديد من البلدان الأخرى التي تدعم سورية، ليس فقط لأنها تدعم الرئيس أو الحكومة، بل لأنها تريد الاستقرار للمنطقة.‏‏

وعن احتمالات التعاون الإيراني – الأميركي لمحاربة داعش قال الرئيس الأسد: لا أعتقد أن أي شخص يثق أو يصدّق أن الإدارة الأميركية تريد فعلاً محاربة هذا النوع من الإرهاب، لأنك إذا نظرت إلى الضربات الجوية في سورية والعراق، فإن البلدان الستين المشارِكة في الائتلاف توجه ضربات أقل بكثير من الجيش السوري وحده في اليوم، أقل بكثير. إذاً هم ليسوا جديين. ثانياً، إنهم يشنون هجماتهم شمال العراق فقط. إنهم يهاجمون الإرهابيين في الجزء الشمالي من العراق، وليس في سائر أنحاء العراق. لماذا انضموا إلى هذه الحرب الآن؟ يريدون الحصول على حصتهم من الكعكة إذا تحقق انتصار ضد الإرهابيين، فقط ليقولوا: «لقد حاربنا الإرهابيين وهزمنا داعش»، أين كانوا خلال الشهور القليلة الماضية؟  فجأة أرادوا أن يهاجموه؟‏‏

وعن قدرة الحكومة السورية في تحمل الصراع الدائم مستقبلاً، قال الرئيس الأسد: بالطبع، سورية لا تزال هنا، وهذه ليست أول أزمة نواجهها في تاريخنا.. لكن بالتأكيد ليس بهذه الجسامة، وخلال تاريخنا واجهنا العديد من الأزمات المماثلة، لقد دُمرت دمشق وحلب عدة مرات، إلا أن الأمر يتعلق بالسكان، السوريون مصممون على البقاء وعلى حماية بلدهم وإعادة بنائه. إلى أي حدّ يمكن أن نتحمّل؟ هذا يتعلق بالقوة الكامنة للشعب، وقد أثبت الشعب السوري أن لديه قوة كامنة كبيرة. في كل الأحوال ليس لدينا خيار آخر. ما خياراتنا؟ سواء عانينا، أو دفعنا ثمناً باهظاً أو ثمناً أقل، لا خيار أمامنا سوى الدفاع عن بلدنا ومحاربة الإرهاب، ليس لدينا أي خيار آخر.‏‏

وعن تشكيك الغرب في شرعية سيادته قال الرئيس الأسد: هذا تدخّل في الشؤون السورية. وبصراحة، لا أكترث ولم أكترث أبداً لهذا الكلام.. ما دمت أحظى بدعم الشعب السوي. هذه هي شرعيتي. الشرعية تُستمد من الداخل. لكني سأخبرك لماذا، لأن الغرب معتاد على التعامل مع الدُمى وليس مع قادة أو مسؤولين مستقلين في أي بلد، وهذه المشكلة مثلاً مع بوتين. إنهم يشيطنونه لأنه يستطيع أن يقول لا، وهو يريد أن يكون مستقلاً، ولأن الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة، لا يقبل الشركاء. إنهم يريدون أتباعاً فقط. حتى أوروبا ليست شريكة للولايات المتحدة. أنا صريح جداً معك. إذاً، هذه هي مشكلتهم مع سورية. يريدون شخصاً يقول نعم باستمرار، دُميةً، شخصاً يستطيعون التحكم به عن بُعد.‏‏

واضاف الرئيس الأسد: عندما لا أتمتع بالدعم الشعبي، وعندما لا أُمثل المصالح والقيم السورية، سأتخلى عن السلطة.‏‏

وعما سيحدث في مؤتمر موسكو التشاوري قال الرئيس الأسد: هذا يعتمد على الأطراف المختلفة. أعني أنني لا أستطيع التحدث نيابة عن جميع الأطراف. بالنسبة لنا في سورية، لدينا مبادئ ينبغي الاتفاق عليها مثل وحدة سورية، وإدانة الإرهاب، وأمور كهذه, وبالنسبة لتقاسم السلطة فهو موجود في الدستور على كل حال. وتقاسم السلطة يكون حسب وجود القواعد الشعبية لكل طرف، أي حصتك من تمثيل السوريين، لا تأتي لتقاسم السلطة، لأنك اذا أردت تقاسم السلطة وحسب، ينبغي أن تتمتع بالدعم الشعبي.‏‏

وبالنسبة للاتصال مع الإدارة الأميركية قال الرئيس الأسد: هل هم مستعدون للحديث؟ نحن منفتحون دائماً، لم نغلق أبوابنا أبداً، ينبغي أن يكونوا هم مستعدين للمحادثات، وأن يكونوا مستعدين للمفاوضات، نحن لم نفرض حصاراً على الولايات المتحدة، ولم نهاجم المواطنين الأميركيين، لم ندعم إرهابيين ألحقوا الأذى بالولايات المتحدة، في الواقع من فعل كل ذلك هو الولايات المتحدة. لقد أردنا دائماً أن يكون لنا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، لم نفكر أبداً بعكس ذلك.، إنها قوة عظمى، ما من شخص حكيم يمكن أن يفكر بأن تكون علاقاته سيئة مع الولايات المتحدة.‏‏

وعن استمراره في السلطة فلن يكون هذا جزءاً من الحوار، كما ذكرت قبل قليل. هذا ليس من شأنهم، المواطنون السوريون هم الذين يقررون هذا، ولا أحد غيرهم. سواء أراد الأميركيون التحدث بهذا الشأن أم لا، فإن هذا أمر لن نناقشه مع أحد.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية