ولكنها تمتلك من الجرأة والشجاعة والحزم ما يؤهلها لردع العدوان وتأديب المعتدي، وأن اليمن الذي يواجه ويلات وتبعات العاصفة المفترضة هو الطرف المعتدي الظالم الذي لا يفهم سوى لغة الحديد والنار..؟!
العارفون بأحوال اليمن يدركون أنه بلد أنهكته أزمات وحروب طويلة، ما وضعه تحت وطأة ظروف اجتماعية واقتصادية وأمنية وسياسية قاسية، تتحمل جارته الوهابية القسط الأكبر من المسؤولية عنها نتيجة تدخلها الدائم في شؤونه الداخلية واعتباره حديقة خلفية لأطماعها ونفوذها، ليبدو أضعف من أن يشكل تهديداً لأحد، إلا إذا استثنينا وجود تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يهدد اليمنيين أكثر من غيرهم، وهذا ما يجب أن تُسأل عنه السعودية راعية القاعدة والإرهاب قبل غيرها..
لذا تبدو السعودية مع حلفاء»عاصفتها» المزعومة أبعد ما تكون عن الحزم والشجاعة، لأن استهداف شعب مسالم طيب يعاني ما يعانيه من الفقر والبؤس والحرمان، هو ذروة الغدر والجبن والفجور، وهذه مزايا عُرف بها آل سعود طوال تاريخهم..!!
فحقدهم الأسود على الثورة الإيرانية حشدهم خلف نظام صدام حسين في حربه الظالمة عليها، وحين انقلب السحر على الساحر وعجزت حربهم بالوكالة عن تحقيق أهدافها رغم ملياراتها الكثيرة وسنواتها الطويلة، أقدم صدام على غزو الكويت واحتلالها كتعويض عن فشله وكعقاب لمن ورطه وتخلى عنه، فتلاشى الحزم والعزم والشجاعة وقتئذ عند أصحاب «الجلالة والسمو» في مشيخات الخوف والجبن، وتداعوا للاستنجاد بسيدهم الأميركي الذي اصطاد في المياه العكرة، فدُمر العراق وحوصر شعبه وجُردت المشيخات من بقايا السيادة ونُهب نفطها وصرفت ملياراتها لقاء حماية العروش المهتزة، على إيقاع «عاصفة» هوجاء هبّت من «صحرائهم» الخالية من الشجاعة والحزم..؟!
وثمة من يتساءل اليوم هل باستطاعة اليمن الضعيف والمأزوم تهديد أمن السعودية أو غيرها وبما يستدعي تحالفا دولياً لمواجهته، أم أن رؤية اليمن مستقراً ومستقلاً وناهضاً هو من يهدد عرش آل سعود المتهالك..؟!