وإذا ما برر سلمان العملية وعواصفه الوحشية قال: إنها حفاظ على السلم والامن العالميين, شاكراً واشنطن وحامداً الغرب على تسليمه عرش الخراب العربي, خاصة أن الإدارة الأميركية أعطت الإرهاب اشارته وأطلقت يد مملكة آل سعود مؤازرة لداعش في ما تبقى من المنطقة, ليكتمل المشهد من المحيط الى الخليج بين إرهاب وغزو وتبعية نفطية يحتاج استمرار عروشها الى بقع دموية من الزمرة العروبية تحديدا ...
بين عواصف السعودية وما سبقها من عواصف داعشية ليست رياح السموم تلك إلا منخفضاً أخلاقياً أميركياً واحداً هب على المنطقة ليغير الملامح من سايكس بيكو الى الفوضى الخلاقة, حين توصل في آخر اختباراته الاستعمارية الى أقوى العيارات التفتيتية, بجمع العرب بقوة انتحارية مشتركة, تقتل نفسها ومن حولها, وتناحر ايران من وجهة ذاتية بغريزة اميركية...
واشنطن أنجبت في مشروع الفوضى الخلاقة ما عجز عنه سايكس وبيكو انجبت مثلث الشيطان (سعودية داعش اخوان ) فتهيؤوا ايها الاوطان العربية لمعادلة سليمان في الصراع العربي العربي بحجة ايران, أما فلسطين فلتذهب هي ومقاومتها من تحت الاضواء لأن اسرائيل صديقة معلنة وإن لم تصدقوا فاقرؤوا ما بين اسطر بيانات الجامعة العربية وعدوا ما صنع حداد العمالة بين الخليج واسرائيل وما صنع ايضا بين التلمود والوهابية .
اقرؤوا ولاحظوا ايضا بعض طرافة الخديعة في آخر الأخبار حيث المسيرات الإنسانية للرئيس الفرنسي اولاند الذي ظهر في تونس هذه المرة ليندد بالإرهاب والإرهابية علّ الصور التذكارية تزيد الشعبية المتجهة الى حضيضها, وتخفف من عزلته الداخلية و الاوروبية ايضا لما اقترفه من ترويج سياسي وميداني للارهاب في حلقات صداقته, وتعنته في تدوير الزوايا تجاه سورية, التي تزحف اليها وفود الدبلوماسية الغربية يوم قالت دمشق كلمتها الأزلية... أبوابنا مفتوحة للحوار دائما وقلاعنا عصية على العدوان.. فأدرك السامعون بعد الخيبة والهزيمة ان لا سبيل الى دمشق الا بشروطها..
لا سبيل الى دمشق فاستأنفوا المعركة من اليمن يوم هزت حلب كيان اردوغانهم فعلق السلطان في فخ تصريحاته.. وبين تبريراته لإيران عمّا نطق من ثرثرات ظهرت اشارات التعجب السعودي فاحتاط الأخير بتشجيعه الغزو الخليجي ليظهر في نوادرنا السياسية خليفة لجنبلاط في حياته وقلة حيائه السياسي خاصة ان الأخير في آخر تلوناته ظهر مشع اللون براية النصرة والارهاب.