تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تشومسكي: يهددون إيران لأنها لاتخضع!

موقع: globleisation
ترجمة
الأربعاء 19-5-2010م
ترجمة : ريما الرفاعي

أجرى الصحفيان الالمانيان ديفيد جومان وفابين سكيدلر حوارا مع الكاتب والمثقف الاميركي الشهير نعومي تشومسكي تناول أبرز قضايا السياسة الدولية الراهنة وخاصة السياسة الخارجية لادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما حيال ايران.

وقد ترجمت المقابلة الى الانكليزية ونشرتها عدة مواقع منها globleisation وفيما يلي أبرز ما جاء في هذه المقابلة.‏

– فاز الرئيس الاميركي باراك اوباما بجائزة نوبل عام 2009 في الوقت الذي عززت فيه الولايات المتحدة قواتها في افغانستان . إذاً، أين وعوده بالتغيير ؟‏

-- انا كنت من بين القلائل الذين لم يصابوا بخيبة أمل كوني لم اعقد آمال كبيرة على أوباما . وقد كتبت عدة مقالات حول مواقفه وامكانياته حتى قبل بدء حملته الانتخابية . ومن خلال اطلاعي على موقعه الالكتروني، بدا لي جلياً انه شخص ديمقراطي معتدل من نمط الرئيس الأسبق بيل كلينتون. ورغم الشعارات واللغة الطنانة حول التغيير التي رافقت الحملة الانتخابية ، لكن هذه الوعود بدت مثل شاشة فارغة تستطيع ان تملئها بأي محتوى . الناس كانوا يائسون وغير راضين عن فترة بوش الابن ويتطلعون نحو الامل . ولكن لم تكن هناك أي أسس لبناء توقعات كبيرة وخاصة عندما تعي وتلاحظ جوهر وحقيقة ما قاله اوباما بالتفصيل.‏

- ادارة اوباما اعتبرت ان ايران تشكل خطرا بسبب قيامها بتخصيب اليورانيوم في الوقت الذي نرى فيه دولاً كثيرة مثل الهند والباكستان واسرائيل لا تخضع لاي ضغوط بالرغم من امتلاكها للاسلحة النووية .كيف تقيم الموقف؟‏

-- ايران تعتبر خطراً فقط لانها لا تطيع أوامر الولايات المتحدة . لكن في الواقع فإن ايران لا تشكل تهديداً عسكرياً، ولم تتصرف بعدوانية تجاه اي دولة منذ قرون، بالطبع لا يريد أحد أن تمتلك ايران أو اي دولة اخرى اسلحة نووية .وفي الوقت الذي غزت اسرائيل بموافقة ودعم من الولايات المتحدة لبنان خمس مرات خلال 30 عاما,لم نر ايران تقوم بمثل هذا العمل ومع ذلك ينظر اليها على انها خطر. والسبب ببساطة أن ايران لها خط مستقل ولا تخضع لاي املاءات خارجية . لقد حاولوا التصرف مع ايران كما فعلوا مع تشيلي في سبعينيات القرن الماضي، عندما جاء سلفادور الليندي للسلطة قامت الولايات المتحدة بزعزعة استقرار المنطقة من اجل استعادة سلطتها هناك.‏

- كيف تنظر الى تصميم المجتمع الدولي على فرض عقوبات صارمة ضد ايران قريبا؟‏

-- المجتمع الدولي مصطلح غريب. معظم دول العالم تنتمي الى مجموعة دول عدم الانحياز وتدعم بشدة حق ايران في انتاج اليورانيوم المخصب للاغراض السلمية، وقد كرروا دعمهم غير مرة لكنهم ويا للغرابة لا يعتبرون جزءاً من المجتمع الدولي . إن المجتمع الدولي هو مجموعة الدول التي تطيع اوامر الولايات المتحدة التي تهدد ايران مع شريكتها اسرائيل .وهذا التهديد يجب ان يؤخذ على محمل الجد ، رغم أن اسرائيل تمتلك حاليا مئات الاسلحة النووية مع انظمة حملها واطلاقها .‏

والاخطر قادم من المانيا التي تزود اسرائيل بغواصات دولفين القادرة على حمل اسلحة نووية والتي يصعب اكتشافها. كما يمكن ان تزود بصواريخ تستطيع حمل رؤوس نووية.‏

لا اعلم اذا كان هذا الكلام قد نشر في المانيا لكن قبل عدة اسابيع اعلن الاسطول الاميركي انه كان يبني قاعدة اسلحة نووية في جزيرة ديغو غارسيا في المحيط الهندي وستنشر في تلك القاعدة غواصات مجهزة باسلحة نووية، اضافة الى صواريخ قادرة على اختراق تحصينات على عمق عدة امتار من الاسمنت المسلح والغاية من ذلك استخدامها ضد ايران.‏

وقد كتب المؤرخ العسكري الاسرائيلي المعروف مارتن ليفي فان كريفلد وهو رجل محافظ في عام 2003 بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق «ان ايران ستكون مجنونة اذا لم تفكر في تطوير اسلحتها النووية » .‏

بالطبع كيف يمكنك منع الاحتلال اذا ؟ لماذا لا تبادر الولايات المتحدة الى غزو كوريا الشمالية ؟ بالتاكيد لان هناك رادع .مرة اخرى لا احد يرغب بان تمتلك ايران اسلحة نووية بالرغم من ان امكانية ان تقوم ايران باستخدامها قليلة جدا، ويمكن ان ترى هذا في تقديرات ودراسات الاستخبارات الاميركية، لو حاولت ايران التزود بصاروخ واحد قادر على حمل رأس نووي فإن هذا البلد سوف يمسح من على وجه الارض .‏

- ماذا يستطيع الاتحاد الاوروبي أن يفعل لتهدئة الوضع المتفجر؟‏

-- يمكن لأوروبا ان تخفف من خطر الحرب . الاتحاد الاوروبي يستطيع الضغط على الهند والباكستان واسرائيل والدول التي لم توقع بعد على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية.‏

في تشرين اول 2009,بينما كانت وكالة الطاقة الذرية تعبر عن غضبها من برنامج ايران النووي,تبنت قراراً دعت فيه اسرائيل الى فتح منشأتها النووية للتفتيش الدولي. وحاولت وقتها اوروبا ايقاف هذا القرار وكذلك فعلت الولايات المتحدة،حيث طمئن اوباما اسرائيل وطلب منها الا تعير انتباهاً لمثل هذا القرار.من الممتع رؤية ما حل بأوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة، وهؤلاء الذين صدقوا الدعاية من العقود الماضية بأن الناتو سيحل بعد عام 1990. بالطبع لقد انشأ حلف الناتو من اجل حماية اوروبا من المعسكر الشرقي. والآن لا وجود لهذا المعسكر ومع ذلك استمر الحلف، بل إنه توسع ونكث بكل الوعود التي قطعها لغورباتشوف. لقد كان ساذجاً بأن صدق ما قاله له الرئيس بوش والمستشار كولن باول بأن الناتو لن يتحرك شبراً واحداً باتجاه الشرق. لقد كان يعتقد ان رجال الدولة يعنون ما يتفوهون به.‏

 بقلم: ديفيد جومان وفابين سكيدلر‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية