|
نيكولا دريغوس.. صوت صارخ ناضل من أجل حريّة الجزائر لومانيتييه هي محامية فذة، نذرت نفسها للدفاع عن المناضلين الوطنيين والشيوعيين في الجزائر التزمت التزاماً فريداً بقضية الجزائر التي رزحت زمناً طويلاً تحت نير الاستعمار الفرنسي. في عام 1956 وكان عمرها 32 سنة، انتسبت نيكول إلى جمعية للدفاع عن جبهة التحرير الوطنية الجزائرية، وفي خضم الحرب الفرنسية على الجزائر غادرت بلدها متوجهة إلى الجزائر المنكوب تستنكر علانية التعذيب الجماعي الذي مورس على أيدي جنود الجنرال الفرنسي ماسو وأودى بحياة آلاف المواطنين الجزائريين، كما رافعت أمام المحكمة بشأن قضية مناضلتين من «جيش التحرير الوطني الجزائري» اتهمتا بالإرهاب وتحول حكم الإعدام ضدهما إلى الحكم المؤبد. ومناضلات أخريات من «جبهة التحرير الوطنية» حكم عليهن منذ جلسة المحكمة الأولى بالإعدام شنقاً، أثناء ذلك التفت حول المناضلة نيكول مناضلات جزائريات من الحزبين الشيوعي والوطني تلقت على أثر ذلك تهديداً صارخاً من الحزب اليميني المتطرف لكنها لم تستسلم للخوف إطلاقاً، كما اتهمت بمناهضتها السامية لكنها لم تأبه، دافعت بحماسة منقطعة النظير عن استقلال الجزائر وفيه شاركت بمؤتمر حول المجازر المرتكبة في 8 أيار عام 1952 من قبل الجيش الفرنسي في كل من مدينتي ستيف وغولما لكنها لم تأمل خيراً وازدادت إصراراً على المضي في نضالها، غير آبهة بالظروف القاسية والمأساوية المحيطة بها. في عام 2000 وقعت إلى جانب 11 شخصية فرنسية على عريضة لإطلاق نداء رسمي موجه عبر صحيفة الأومانييته، إلى جاك شيراك وليونل جوسبان، لإدانة أعمال التعذيب تلك، ما حرك الضمائر الحية في فرنسا لينضموا إليهم على التو. لم تتوان هذه المناضلة الشجاعة عن تخصيص بعض وقتها وجهدها في الدفاع عن قضية شعوب جنوب إفريقيا وفلسطين والعراق الرازح تحت الاحتلال الأميركي.
|