ومزاعم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في اجتماع موسكو حول الملف النووي الإيراني عن أن روسيا ترسل مروحيات قتالية لسورية تؤكد ذلك، وتقطع الشك باليقين أن الولايات المتحدة لا تريد حلاً للأزمة السورية، وإن ما تريده مزيداً من الدمار والدماء، وأن العجوز الشمطاء تقصد من ذلك سكب الزيت على النار وخلط الحابل بالنابل بعد أن أخفقت بلادها بالنيل من سورية أو التأثير على صمودها ومواقفها منذ بداية الأحداث، رغم الإمكانات المادية والمعنوية والسياسية والإرهابية واللوجستية والإعلامية التي وظفتها لإتمام مشروعها التخريبي في بلد يقاوم ويجابه سياستها العدوانية في المنطقة.
إذاً فتصريحات كلينتون تعيد إلى الأذهان ما أكده دافيد سترون أحد قياديي الاستخبارات الأميركية في أيار الماضي عندما قال: «أنا شخصياً لا يعنيني الاعتراف بانتصار القيادة السورية على واشنطن ، ما يعنيني هو الإقرار بأن أميركا وراء كل الدمار والقتل الذي يحدث في سورية وأهدي هذا الإقرار لمن يحملون الهوية السورية ولا يعملون لأجلها».
إذاً شهد شاهد من أهله، ودحض كل التبريرات والأقاويل والشائعات، عن أن ما جرى ويجري في سورية هو عبارة عن حركة احتجاجات سلمية مطالبة بالإصلاحات، و خاصة أن تلك المطالب قد تحقق أكثر منها بكثير، فيما التسليح الأميركي وتفريغ المعتقلات وإرسال من كانوا فيها للتدريب على تنفيذ عمليات إرهابية في سورية مستمر بمساعدة أدوات تحمل الهوية السورية ولا تعمل لأجلها كما قال سترون.
فكم دليل يحتاج العالم لمعرفة أن أميركا هي من يؤجج الصراع في المنطقة ويغذي الأحقاد ويرعى الفوضى ويخطط للفتن من أجل توسيع هيمنتها؟ وكم صحيفة وكاتب وباحث ومحلل وقناة فضائية يحتاج كي يصدق أن واشنطن والغرب لا تزالان تحنّان لسنوات الاحتلال والسيطرة ليس على سورية وحسب، بل على دول المنطقة برمتها والعالم أيضاً، لتبقى السيد الوحيد الذي يأمر فيُطاع، ويتحكم بمصير الدول والأنظمة والأشخاص.
نحن نبشر أميركا ونقول: لن يتحقق لها ما تريد مادمنا نتنشق عبير الياسمين وتجري في عروقنا الدماء الطاهرة التي يمكن أن نضحي بها لتبقى سورية حرة أبية عصية على الطامعين.