تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المصريون بين سندان الإسلاميين ومطرقة العسكر

الفايننشال تايمز
ترجمة
الأربعاء 20-6-2012
ترجمة غادة سلامة

يا فرحة ما تمت هذا ما قالته إحدى المواطنات المصريات فبعد إعلان المجلس العسكري إلغاء قانون الطوارئ وفرحة المصريين بإلغاء هذا القانون الذي تم العمل به لمدة ثلاثين عاما عندما تسلم الرئيس السابق مبارك مقاليد الحكم في مصر بعد اغتيال سلفه أنور السادات

الذي اغتيل أثناء حضوره عرضا عسكريا للقوات المصرية مبارك الذي استلم الحكم بعد وفاة السادات مباشرة في عام 1980 اقر العمل بقانون الطوارئ منذ ذلك الوقت وحتى بداية شهر حزيران 2012 عندما اصدر المجلس العسكري قرارا ألغى حالة الطوارئ في مصر ووسط فرحة المصريين بإلغاء هذا القانون يأتي اليوم قرار المجلس العسكري بحل البرلمان المصري وإبقاء السلطة التشريعية بيد العسكر ضربة في العمق للثورة المصرية ولأهدافها كما يقول احد شباب الثورة الذين اعتصموا في ميدان التحرير من اجل إسقاط نظام مبارك والسياسيون المصريون وعلى رأسهم أعضاء حزب العدالة اعتبروا القرار زلزالا رهيبا أصاب الشارع المصري وأصابهم بالصدمة خاصة بعد إصدار المحكمة الدستورية العليا إلغاء قانون العزل السياسي والذي يعطي الضوء الأخضر للفريق احمد شفيق الذي يعتبر برأي الكثيرين بأنه من فلول النظام السابق والذي كان آخر رئيس وزراء في نظام مبارك.‏

الإسلاميون وكثير من الفعاليات السياسية المصرية اعتبرت هذه القرارات المتلاحقة من المجلس العسكري بأنه انقلاب على الثورة المصرية وعلى مصر نفسها التي تعيش اليوم حالة من التناقضات التي لم تعرفها من قبل هبة موريف الناشطة المصرية في مجال حقوق الإنسان تقول أن من يعتقد أن مبارك قد تنحى عن الحكم في مصر هو في غاية الخطأ لان مبارك مازال مستمراً في حكم مصر عبر المجلس العسكري وعبر إدارة العسكر لأمور البلاد وما يحدث اليوم على شاشات التلفزة من محاكمات خلبية لمبارك ولأعوانه ماهي إلا كمن يذر الرماد بالعيون فقط لإسكات صوت المتظاهرين في ميدان التحرير ومن اجل إعادتهم إلى بيوتهم وتسأل هبة سؤالا منطقيا هل ستقبل إسرائيل بحكم احد أخر من مصر لا يشبه حسني مبارك الذي التزم مع إسرائيل بالاتفاقيات المبرمة بينهما التزاما كاملا خاصة في ظل الاعتداءات الأخيرة على السفارة الإسرائيلية في مصر في القاهرة مما لا يدع مجالا للشك بان المجلس العسكري الذي أعلن التزامه بالوفاء للمعاهدات الإسرائيلية المصرية أن يمنع وصول أي شخص لا يلتزم بهذه الاتفاقيات ويعتقد كثير من المصريين وخاصة شباب 25 يناير أن انقلابا أكيدا على الثورة قد حدث فعلا وقد يذهب هذا الانقلاب بالمصريين إلى حافة الهاوية والى نهاية لا تحمد عقباها وان استئثار الإسلاميين وهيمنتهم على البرلمان وعلى المشهد السياسي في مصر أثار حفيظة بعض المصريين الذين اضطروا للتصويت لأحمد شفيق خوفا من سيطرة الإسلاميين على مصر دولة وشعبا لان الكثير من المصريين ناضلوا لإقامة حكومة مدنية وليس لإقامة حكومة إسلامية وهيمنة الإسلاميين المتشددين على واجهة مصر السياسية الأمر الذي يضع مستقبل المصريين اليوم بين سندان الإخوان المسلمين ومطرقة العسكر‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية