تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آسيا الوسطى في براثن أوباما المخادع

عن موقع: common clreams
ترجمة
الأربعاء 20-6-2012
ترجمة: خديجة القصاب

لماذا تسعى سياسة أوباما لزعزعة الاستقرار في باكستان وجاراتها؟

يسلط الكاتب الهندي « بينكاج ميشره» في أحدث مؤلف صدر له قبل أيام وعنوانه « التمرد على الغرب واعادة هيكلة آسيا» على الاهداف الخفية للسياسة الأميركية في آسيا الوسطى وكيفية تحول الرئيس أوباما الى خليفه سلفه جورج بوش الابن الهلامي الشخصية.‏

فقد تسلح هذا الحائز على جائزة نوبل للسلام يقول«ميشره» بقائمة للقتل والابادة الجماعية ليستضيف اوباما ما سمي لقاء الثلاثاء الارهابي في البيت الابيض حيث يجتمع مع عدد من مستشاريه والقائمين على الشؤون العسكرية في البنتاغون لمناقشة الاهداف التي ستضربها طائرات أميركية من دون طيار في كل من باكستان وخمس دول مجاورة لها على اقل تقدير وكانت احدث تلك الطلعات الهجومية الموجهة للقتل قد أودت بحياة 17 مواطناً باكستانياً قرب الحدود الفاصلة بين باكستان وافغانستان.‏

وبخلاف جورج بوش الابن الذي تهرب من اداء خدمته الالزامية وعرف عنه ازدراؤه للتفاصيل في السياسة يستمد اوباما بشكل روتيني خبراته على الصعد القانونية من تجاربه التي اكتسبها عندما كان يتدرب في لجنة انفي الحقوقية قبل ممارسة المحاماة ليطبقها اليوم على مواقفه السياسية في البيت الابيض .‏

هذا وقد تبين ان غالبية الباكستانيين الذين تم قتلهم بعد ان هاجمتهم على امتداد ثلاثة أيام طائرات أميركية من دون طيار طبقاً لقائمة اوباما الدموية وادعت انهم من المشبوهين الذين يحملون السلاح شمال غرب باكستان هم من الابرياء المدنيين حصراً وكانت تلك المجزرة قد أججت مشاعر الغضب والاستياء والعداء في باكستان ضد الولايات المتحدة ومما لاشك فيه ان سياسة الهروب الى الامام التي ينتهجها البيت الابيض وجد لها الرئيس اوباما اكثر من مبرر قانوني من خلال عدم اعترافه علناً بتلك الهجمات القاتلة وعندما يعترف بها ناطق رسمي أميركي يعمد على انكار عدد القتلى في صفوف المدنيين بشكل واضح ويتم تصنيف البالغين من هؤلاء الضحايا على أنهم مقاتلون إرهابيون فحسب ومن اشهر هؤلاء الناطقين المؤيدين لسياسة اوباما هناك «كورتل ويست» المفكر الأميركي صاحب البشرة السمراء الذي يقدم الدعم الكامل لرئيسه وصديقه باراك الى جانب المدعو «مايكل هايدن» وكان يعمل رئيساً لوكالة الاستخبارات الأميركية المركزية ليضيف « ميشره» قائلاً: ربما آن الأوان للتساؤل مرة اخرى من هو باراك اوباما وكيف ارتسمت ملامح باكستان في رؤيته السياسية لآسيا الوسطى؟‏

يمكن الاجابة على هذا السؤال بالرجوع الى اتقانه فن الخطابة والكتابة وقد عمل اوباما على احترافهما من خلال تأليفه لسيرته الذاتية وحملت عنوان « أحلام حملها والدي» وقام اوباما بتقديم ذاته بشكل واضح الامر الذي أغرى عدداً من ادباء الدراما بمقارنته بالكاتب «جيمس بولدوين» الذي اشتهر بتأليف سير ذاتية حول اسرته وجذورها الافريقية واعتبر اوباما في نظر النقاد سياسياً يرتجل الخطابات المليئة بالتناقضات لكن صورته ازدادت تعقيداً بعد صدور سيرته الذاتية وهو في سدة الحكم في واشنطن بانتماء رئيس الولايات المتحدة الحالي لعدة جنسيات حيث مسقط رأس والده كينيا وفي هذا البلد امضى طفولته قبل ان تنتقل أسرته الى هاواي ومن ثم يحط في جامعة هارفارد ليدرس القانون اثر حصوله على منحة دراسية وليشير « ديفيد مارانيس» الذي كتب سيرة ذاتية عن الرئيس اوباما صدرت مؤخراً ان الطلاب القادمين من هاواي الى هارفارد هم اقرب الى الطلاب الباكستانيين الذين يدرسون في الجامعة المذكورة من سواهم.‏

ويضيف الكاتب لسنوات طويلة شارك اوباما مواقف أصدقائه القادمين من باكستان للدراسة في هارفارد وذلك باعتباره شخصية محنكة في الظاهر علماً انه كان ينظر الى العلوم السياسية بأبعادها الدولية آنذاك لكنه فهم انه كي يتمكن من الوصول الى حيث يرغب أي للشهرة والمجد يحتاج لإجراء تغيير على شخصيته.‏

وضمن هذا السياق يستعيد احد اصدقاء اوباما الباكستانيين القدامى ذكرياته حول تلك المرحلة قائلاً: تمحور اول تغيير باشر به اوباما حول كيفية النظر بشكل اكثر عمقاً الى ذاته كونه أميركياً يتمتع بجنسية المواطنة تلك لذلك اضطر فيما بعد انطلاقاً من رؤيته الثقافية والسياسية وانتمائه الحزبي ان يصبح اكثر حزماً وصرامة من المرشحين الديمقراطيين الآخرين اصحاب البشرة البيضاء المناوئين له وخلال المناظرات السياسية الرئاسية التي واجه فيها اوباما مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين عام 2008 كان يثير الذعر في النفوس لمجرد إطلاقه تهديدات تهدف الى توسيع مساحة الحرب في افغانستان لتشمل باكستان وكذلك ازداد قلقنا نحن كمستمعين يقول « ميشره» في ادعائه مشاركة هنري كيسنجر تأييد هذا الاخير لسياسة الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون» الرامية آنذاك الى تدمير كمبوديا ممهداً الطريق امام وصول بول بوت الى الحكم هناك وارتكاب هذا الاخير مجازر وحشية هذا بينما كان نيكسون يعمل في جانب آخر على تدمير فيتنام بقصفها بقنابل النابلم لذلك يمكننا الامتناع عن القول: إن أوباما لم يترك لنا مجالاً دون الاستعداد لقبول انخراطه الدموي في حرب أميركية غير معلنة على باكستان فاستخدام واشنطن طائرات هجومية من دون طيار يؤكد ان الاعراض المرضية لدى اوباما كجنون الاضطهاد والافراط في استخدام التكنولوجيا والخوف غير العقلاني من المجهول ظهر في شخصية اوباما والتي تصب اليوم في سياسته لتقويض التواجد الأميركي في منطقة آسيا الوسطى على غرار ما حدث سابقاً في فيتنام فقد دأب البيت الابيض على تدبير مؤامرات يومية لإلحاق الاذى والاضرار بمناطق متفرقة من العالم دون الاعلان عن تلك التحركات علناً.‏

 بقلم: جوناثن أوين‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية