تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«البجع» شراكة بين الطير و الراقص

عن The Herald Tribune
مسرح
الأربعاء 20-6-2012
ترجمة رنده القاسم

في حظيرة قديمة تبعد مئات الأميال عن باريس وضعت ستائر سوداء على الجدران و في إحدى الزوايا دلو يحوي حبوبا: انه أستوديو رقص غير عادي لأجل بروفات استثنائية. و على الأرض جلست الراقصة بين ذكري بجع، و مع رفعها ليديها فوق رأسها كانا يحذوان حذوها بمد عنقيهما في محاكاة لصورة ذراعيها.

و فجأة يخفض أحدهما رأسه و نسمعها تصرخ في الفرنسية: ( بولوكس، لا تقترب من أذني).‏

و من يدري ان كان بولوكس سيحافظ على كمال الأداء و هو على خشبة مسرح National de Chaillot في باريس الذي بدأ بعرض «البجع» خلال شهر حزيران الجاري بإشراف مدرب الرقص «لو بيتون» و فرقته Le Guetteur. و العرض ليس التفافا على «بحيرة البجع» و لكنه رقص مبتكر يجمع بين البجع و البشر. و طالما كان السيد بيتون(55عاما) يميل الى ما هو غير تقليدي ، وقد أنشأ فرقته في فرنسا عام 1994 و جالت كل أوروبا، و كان يحلم بإنتاج «البجع» مستخدما بجعات محلية.و يعزو غرامه بالطيور إلى طفولته عند سواحل بريتاني الواقعة في شمال غرب فرنسا و يقول: (إنها تعبر عن شعر الحياة، عن لا مبالاة مميزة، و بالنسبة لي الراقص هو قريب الطائر).‏

بعد أعمال راقصة كثيرة حول الطيور، قرر منذ ثمان سنوات العمل مع طيور واقعية. و كعالم طيور هاوي، عاد إلى طريقة انتشرت في الخمسينات على يد المختص بسلوك الحيوانات كونراد لوريز و المتعلقة بإنشاء علاقة بين البشر و الطيور.‏

و يقول مدير حديقة الحيوانات في باريس: (الطيور بشكل عام ترتبط بالكائنات التي تعيش معها في أيام حياتها الأولى. و بشكل طبيعي يكون الارتباط بالأم و لكن ان أنت أخذت البيوض و احتضنتها بشكل صناعي ، سيتعلق الوليد بأول انسان يتواصل معه و ممكن أن تكون الرابطة قوية جدا).و في عروض سابقة استخدم طيوراً كانت تحلق بحرية في المسرح و تعود الى الراقصين المرتبطة معهم بعلاقة قوية, و في هذا العرض اراد تطبيق هذه الطريقة على البجع، فحصل على بيوضها من حديقة الحيوانات و عندما فقست نقلها إلى مزرعة تحت مراقبة فريقه الصغير المؤلف من خبراء الطيور. و خلال صيف 2010 قامت ست راقصات محترفات بإمضاء أسابيع مع الطيور في الحظيرة، كن يتحدثن معها و يطعمنها و يمشين سويا و بدورها كانت البجعات تقرض انوف الراقصات او آذانهن و تتسلق ظهورهن.‏

و عندما أضحت البجعات أكبر، بدأت الراقصات بتدريبها على الحركة، و تقول إحداهن و هي كاتيا بيترويك: ( أردنا أن تعتاد على أجسادنا حتى تتمكن من الرقص معنا و عدم الخوف من حركاتنا).‏

و هو يجلس جانبا، كان السيد بيتون يعرض اقتراحاته على الراقصات ، و يبني ببطء استعراضه من الصور التي رآها فتكون الصورة النهائية مزيجا من الرقص و الارتجال. و في بدايات عمله كتب السيد بيتون الى ماري جيلوت ، الراقصة الأساسية في باليه أوبرا باريس و التي شاركت في «بحيرة البجع» ، و دعاها للعمل مع البجعات. و رغم أنها لم تشارك مع فرقة بيتون ، الا أنها قامت عدة مرات بزيارة المزرعة و قالت بأن الرقص مع الحيوانات يجعلها تشعر و كأنها في حوار حقيقي: (انها نوع من الشراكة التي تشعرها مع فنانين عظماء، حيث تدرك ببساطة ما الذي سيفعله الآخرون» و اكتشفت أيضا من التجربة أن حركات الأذرع الكلاسيكية التي تحاكي رفرفة الأجنحة في «بحيرة البجع» كانت خاطئة اذ تعلمت من البجع أنها يجب الا تكون باتجاه الخلف بل من الخلف إلى الأمام، لقد كانت بالنسبة لها تجربة غنية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية