واختارت لجنة التحكيم التي ضمت خمسة من النقاد والكتاب المسرحيين مسرحيته «العاصفة مستمرة» التي تدور احداثها في زمن النازيين. وكان للأطفال واليافعين أيضاً حظ كبير في هذا المسرح، حيث فازت ينس راشكه بجائزة 10 آلاف يورو عن مسرحيتها المونولوجية «نامت الأسماك ؟» التي تتحدث عن مقتل طفل.
وبيتر هاندكه كاتب رواية ونصوص مسرحية ومترجم نمساوي. ولد في السادس من كانون الأول عام 1942 في جنوب النمسا وينحدر من عائلة فقيرة. بعد انتحار والدته عام 1971 كتب قصته بعنوان» محنة» في عام 1972, حولت إلى فيلم سينمائي عام 1974. وبعيد التحاقه بالمدرسة في تانتسنبرج كتب نصا من ستة صفحات بعنوان «حياتي – الجزء الثاني» والذي يعتبر بداية ميله إلى الكتابة الأدبية. وكانت نتائجه في المدرسة الثانوية متميزة, فقد أنهى كل الصفوف بعلامة جيد جدا. ومن بين اللغات التي درسها هاندكه وساعدت في تكونه اللغوي اللاتينية واليونانية والإنجليزية وكذلك الإيطالية والسلوفينية. كما أنه واصل كتابة نصوص قصيرة لمدة عامين.
بعد حصوله على الشهادة الثانوية عام 1961 دخل جامعة غراس لدراسة القانون، إلا أنه قطع دراسته أثر صدور روايته « الزنابير « عن دار سوركامب عام 1966 للتفرغ للكتابة .
قام بيتر هاندكه في 2007 ببيع مخطوطات ومواد خاصة به تنتمي إلى العقدين الأخيرين إلى الأرشيف الأدبي النمساوي في المكتبة القومية مقابل نصف مليون يورو. وقد دعمت عملية البيع الوزارة الاتحادية للتعليم والفن والثقافة. كما قدم في بداية عام 2008 مذكراته الـ 66 التي تنتمي إلى الفترة بين 1966 و 1990 إلى الأرشيف الأدبي الألماني في مارباخ مقابل مبلغ غير معروف.
يعتبر بيتر هاندكه واحد من أشهر كتاب الأدب الأوربي حيث ترجمت أعماله الى أكثر لغات العالم. أهم الأعمال التي أصدرها: البائع المتجول ( 1967 )، خوف حارس المرمى من ضربة الجزاء 1970، رسالة قصيرة لوداع طويل 1972، الحركة الخاطئة 1975. قصة القلم 1982. محاولة حول التعب ( الإرهاق ) 1989. في ليلة مظلمة خرجت من بيتي الهادئ ( الصامت ) 1997 ، دون جوان ( يتحدث عن نفسه ) 2004، كايل ـ رواية قبل الشتاء ـ أما في المسرح فقد كتب: النبوءة عام 1964 و كاشبر عام 1968و حول القرى 1981والأغبياء ينقرضون 1973... الخ ومن أهم ترجماته هي قصائد للشاعر رينه شار، اودنيس، جين جانيه، عمانوئيل بوفو ووليم شكسبير.
وللكاتب هاندكه أكثر من خمسين مؤلفا، ولازال يكتب حتى الآن. وقد نال الكثير من الجوائز ( أكثر من عشرين جائزة تقديرية ) منها على سبيل المثال: جائزة غريهارد هاوبتمان عام 1967 وجائزة الأدب لمقاطعة شتايرمارك النمساوية عام 1972، وفي عام 1973 منحت له جائزة شيللر لمدينة مانهايم الألمانية وفي هذه السنة أيضا نال جائزة جورج بويخنر ، ومنحت له عام 1983 جائزة الأديب النمساوي فرانس غريلبارزر وجائزة الدولة النمساوية للأدب عام 1987 ، كذلك جائزة فرانس كافكا عام 1991...الخ.
عاش هاندكه في دوسلدورف حتى عام 1968. ونشر في تلك الفترة روايته البائع المتجول في عام 1967 ومسرحيته الكلامية كاسبار . وفي عام 1969 اشترك هاندكه في تأسيس دار نشر فرانكفورت للكتاب. وفي عام 1970 انتقلت مع اسر ته إلى باريس، ورغم أنه اتخذ باريس كمسكن أساسي له اليوم، إلا أن ذلك القرار كان قصير الاجل في تلك الفترة، فاشترى بيتا يقع على أطراف الغابة قرب كرونبرج انتقلت الأسرة إليه عام 1970. لكن في تلك الفترة انهار الزواج. وكان الأبوان يتناوبان على الرعاية بالابنة، وهكذا استمر الأمر عدة شهور حتى غادرت الام البيت وركزت على عملها حتى انفصلا بشكل رسمي عام 1994.
وكان لوفاة والدته ماريا أثر في بعض اعماله اللاحقة مثل قصته «محنة « التي صدرت عام 1972, وحولت إلى فيلم سينمائي لاحقا.
وفي العام التالي كان تحويل قصته المرأة الشولاء إلى فيلم. وخلال تلك الفترة لم يفقد هاندكه صلته بوطنه النمسا، وانضم بين عامي 1973 و 1977 إلى تجمع كتاب جراتس، وفي عام 1978 ظلت ابنته أمينا لدى أمها في برلين. وأثناء ذلك قام برحلة إلى ألاسكا وعاد عبر نيويورك إلى وطنه. وكانت تلك العودة في نهاية 1978 تمثل أكبر أزمة تهدد مسيرته الأدبية. وفي رسائل تبادلها مع هيرمان لينتس وصف له يأسه الذي رافقه لدى كتابة قصته عودة طويلة إلى الوطن.
وبعد إقامة طويلة في مدن أوروبية مختلفة عاد بيتر هاندكه 1979 إلى النمسا، وظل مقيما هناك حتى 1987. وفي فترة الاستقرار الطويلة غير العادية تلك كان يقوم بنزهات وكان يعود دائما إلى بلده . في بداية تلك الفترة نشرت رباعيته عودة طويلة إلى الوطن. ونشر الجزء الأول الذي يحمل نفس الاسم في 1979، وكان يعني اجتياز ونهاية الأزمة التي ألمت به منذ 1978. وحصل هاندكه في هذا العام على جائزة فرانتس كافكا وكان أول من يمنحها. وصدرت تعاليم سانت فيكتوار في 1980 والمسرحية الدرامية عبر القرى 1982 وقصة للأطفال 1981 حيث تتميز القصة بسمات ذاتية وبنظرة جدلية إلى سنوات باريس.
بعد رحلته العالمية (1987 – 1990) يعيش بيتر هاندكه منذ عام 1991 في شافيل في باريس وأحيانا في زالتسبورج بالنمسا. ابنته امينا درست الرسم وتشكيل الميديا البصرية. وقد أنجب ابنة ثانية هي ليوكادي عام 1992 من الممثلة الفرنسية صوفي سيمن, واتخذ بين عامي 2001 و 2006 من الممثلة كاتيا مكينت رفيقة له.