وإذا كان بعض طلائع الجيل، كالصداقي ورفاقه قد وقع- ضحية - هؤلاء المجرمين الذين زينوا لهم قتل النفس والآخرين من الناس الأبرياء، موسوسين لهم أن هذا هو الجهاد المقدس الذي يحث الله ورسوله المؤمنين عليه.. فقد بات جلياً الآن، وبالعين المجردة، والبصر، والبصيرة أن ذلك المفهوم قد تحول بعد أن فقد البوصلة نحو تحرير المقدسات من إرادة مبصرة نحو الخلود، إلى رغبة عمياء بالقتل، وشهوة جامحة لسفك دم الشعب السوري الذي أهدر منذ البدء على يد زعيم شيوخ الفتنة (القرضاوي) باستحقار عبارته المشهورة «وماله؟!!».
وإذا كان المفكرون والسياسيون والمثقفون قد اعتبروا هذا التيار الديني العنصري والمتطرف الناشط جدا في الأزمة السورية غيمة صيف لابد أن تنجلي آجلاً أم عاجلاً عن مزيد من الصمود وشد أواصر اللحمة الأزلية الأبدية بين أبناء الشعب السوري الموحد- الواحد، فإن من أروع ما قيل في هذا المجال: إن إسرائيل واسطة العقد في تحالف قوى الشر، تقترف الخطأ الكلاسيكي الثاني بعد خطأ 2006، وذلك لأن قاعدة الحساب المعتمدة في الحرب الاستباقية على سورية، تتكافل عن عنصر مضاف إلى قائمة القوات، والدروع، وأسلحة البر والبحر والجو.
هو السلاح المتحصل من رصيد سوري ممتحن في مجابهات سبقت مع مكونات العدو. ذلك لأن ميزان القوى لا يقاس فقط بمكونات الترسانة والقوات، بل أساساً بـ« كيمياء الصمود والدفاع النشط» المحمول على وحدة وطنية.
هذه الوحدة التي ستفعل فعلها في تبييض وتنوير ذاكرة الشعب السوري عابر الأزمات بمقومات بقائه التي يحملها منذ بدء التاريخ في جيناته الوراثية ، طارداً بها كل ما علق في زوايا الذاكرة المعتمة من مشاهد القتل العشوائي والمجاني والدمار والتخريب التي ارتكبها الإرهابيون من شتى أصقاع الدنيا على الأرض السورية الطاهرة.