تدور الأحداث فترة ما بعد خروج ابراهيم باشا الذي أصدر في الشام مجموعة من القوانين ونظّم عمل القضاء والاقتصاد ما خلق علاقات اجتماعية وقدم شكلاً للدولة مختلفاً عن الشكل العثماني ، ولكن بعد خروجه ارتدت الشام للمرحلة المتخلفة على الطريقة العثمانية من جديد ، وهذا الارتداد يقرأه المسلسل منبهاً إلى أهمية الإبقاء على هذا التجانس والنسيج الساحر الذي تتميز به الشام عبر التاريخ .
العمل يُقدم و يندرج ضمن إطار دراما البيئة الشامية ، وهو من إخراج تامر اسحاق الذي شارك في التأليف مع الكاتب سليمان عبد العزيز كما شارك في الإنتاج ، وهو من بطولة عدد من الفنانين ، منهم : عباس النوري ، كاريس بشار ، سلوم حداد ، سيف الدين سبيعي ، نضال سيجري ، شكران مرتجى ، وفاء موصللي ، حسن عويتي ، حسام تحسين بيك ، ندين تحسين بيك ، ليليا الأطرش ، سليم كلاس ، جلال شموط ، لينا دياب ، ليلى سمور ..
اللون الرمادي
يؤكد المخرج تامر اسحاق أن المسلسل يمكن إدراجه ضمن إطار (العمل التاريخي الشامي) مشدداً على اختلافه عن العديد من الأعمال الشامية التي قدمت بإطار (الفانتازيا الشامية) ، وعن سبب تسميته بالأميمي ، يقول : الشخصية الرئيسية ومحور العمل هي لشخص يعمل أميمياً في الحمام ، وأحببنا الحديث عن هذه المهنة وهذا الإنسان لنعرفه أكثر ، خاصة أن الشام كان فيها الكثير من المهن التي يعرفها الناس مثل الأميمي .
هل جاء اختيار الشخصية من باب إحياء المهنة !؟
لا ، وإنما هو استذكار من خلال شخص موجود في الحارة بطريقة بعيدة كل البعد عن الطريقة السياحية المجانية .
(الأميمي هو المسؤول عن تغذية النار في حمام السوق) .. فهل هناك ملمح من تغذية النار .. كتغذية الشر مثلاً ؟
قد نتناولها من مبدأ أنه يغذي النار في الحمام ويغذي النار في الحارة بالنسبة للناس ، وهو له علاقة بنظافة الناس ، ولكن لا نعرف إن كان هو نظيفاً أصلاً .
هناك أعمال قد تجنح نحو اللون الأسود لأن جرعة الإثارة والتشويق فيه أكبر ، فأي الألوان اخترت للمسلسل ؟
العمل يذهب باتجاه اللون الرمادي الغامق ، فأحداثه تدور في فترة قاسية على الناس مادياً ومعنوياً وفيها الكثير من القهر والألم .
إلى أي مدى تذهب في الشخصيات إلى قمة أفعالها الشريرة والسعي لشد المشاهد كما في الدراما التركية والمكسيكية ؟
لا أرغب الإفصاح عن هذا الموضوع كي لا أجعل المسلسل يميل نحو اتجاه معين وبالتالي يحكم الناس عليه منذ الآن ، ولكن دعنا نعتمد هنا اللون الرمادي حتى بالنسبة للشخصيات . فنتيجة القهر سترى شخصيات بيضاء وشخصيات تذهب باتجاه آخر ، لكني سعيت إلى التوازن فيما بينها خاصة في موضوع الخير والشر .
سبق وقلت إن المسلسل يؤرخ للشام بجدية وهو بمثابة مشروع بالنسبة إليك ، ولكن غالباً ما ينحاز الناس في رمضان لمتابعة الأعمال الخفيفة خاصة فيما يتعلق بالبيئة الشامية ؟
من الصعب فهم ما يحبه الناس في رمضان ، فهناك فئات مختلفة وحتى الأعمال الشامية قد لا يراها الجمهور كله ، ولكني أحب هذا النوع من الأعمال وأشعر بالمتعة عندما أقدم عملاً شامياً . ويمكنني القول إن مسلسل (الأميمي) يمثل بالنسبة إلي مشروعاً ، إذ كان من المفترض أن أنجز عملاً آخر مع شركة إنتاج ولكن كان معي بعض المال وبالاشتراك مع بعض الأصدقاء دخلنا منتجين للمسلسل ووقف إلى جانبي الفنيون والفنانون لنستطيع تقديمه ، وفعلت ذلك لأني رأيت في النص ما هو مختلف فراهنت عليه ، خاصة أن أي عمل تبدأ أهميته من النص ومن ثم يُستكمل ليصبح صورة .
الشخصيات
الفنان عباس النوري يؤدي شخصية الأميمي ، يقول عنها : (الأميم هو مرجل النار والموقد الأساسي لسخونة الماء ، والأميمي هو من يغذي هذه النار لتشتعل ، إنه ينظف الناس في الحمام لكنه يفتش دائماً عن حمامه الذي سيأتي ولكنه لا يأتي ، يتمنى أن ينظف ولكن ظلمته الظروف) . أما الفنانة كاريس فتؤدي شخصية منور زودة الأميمي التي تقوم بخيانته مع صديقه ، بينما يؤدي الفنان سيف الدين سبيعي شخصية (أبو سردة) العاطل عن العمل والذي يقيم علاقة مع زوجة صديقه ما يولد صراعاً عنيفاً بينهما ، وتؤدي الفنانة وفاء موصللي دور أم شريف زوجة أخ الأميمي المحبة للمال التي تقوم بفعل مشين في بداية المسلسل يؤجج الصراع خلال الأحداث ، أما الفنان جلال شموط فيؤدي دور أبو شريف شقيق الأميمي ، أما الفنانة شكران مرتجى فتجسد شخصية الداية (أم عبدو) مكمن أسرار عائلات الحارة ، ويشارك الفنان الشاب معتصم النهار بشخصية شريف الميسور مادياً الذي يمد يد العون للناس والمحتاجين ، أما الفنان فادي الشَّامي فيلعب دور زاهر الشاب الذي يخضع لتوجيهات والده دائماً وتقع بينه وبين عمه الأميمي العديد من المشكلات .