ففي مجال الفنون انطلق التركيز على الأنشطة الفنية التي تقيمها المنظمة نحو إحياء التراث الحضاري وتطويره وإثارة التنافس بين الشباب من خلال الغناء والعزف الجماعي والغناء الملتزم والمسرح والفنون الشعبية والمعارض الفنية وذلك بهدف خلق ذائقة فنية راقية بعيداً عما تشهده الساحة الفنية اليوم من إسفاف وترد.
ونذكر على سبيل المثال لا الحصر مهرجان الفنون الشبيبي المدرسي المركزي الذي يقام سنوياً في إحدى المحافظات السورية، حيث تقام خلاله عروض فنية في الغناء والمسرح والفنون الشعبية تقدمها الفرق الفنية في فروع المنظمة.
كما يقيم معهد شبيبة الأسد للموسيقا العديد من الأمسيات الموسيقية بهدف تقديم أغان وطنية تبرز دور المقاومة وتعمق حب الوطن في نفوس الشباب.
وشكلت المنظمة فرقة شباب سورية للموسيقا والفنون الشعبية والتي تضم مواهب وخبرات فنية وموسيقية شابة من جميع محافظات القطر، وتقيم لأعضاء هذه الفرقة معسكرات فنية تدريبية بهدف إعداد برنامج جديد «موسيقا، فنون شعبية»، وقد شاركت هذه الفرقة في إحياء العديد من الأمسيات والمهرجانات الموسيقية والغنائية في دمشق والعديد من المحافظات.
العمل الكشفي
كما يأتي العمل الكشفي لينشط الشباب ويفعلهم فقد خطت الحركة الكشفية في سورية خطوة مهمة على طريق عودتها إلى المنتظم الدولي بعدما أقر الاتحاد العالمي للكشاف في مؤتمره الأخير بكوريا الديمقراطية إعادة تفعيل عضوية سورية في المنظمة الكشفية الدولية.
وفي سياق متصل أقرت الجمعية العالمية للمرشدات إعادة عضوية سورية خلال مؤتمرها الأخير المنعقد في جنوب إفريقيا.
وتنفذ اللجنة العليا لكشاف سورية العديد من الدورات والورش التدريبية للقائدات المرشدات وللمدربين في مجالات المهارات الكشفية التخصصية بالإضافة إلى دورات إعداد وتأهيل القادة الكشفيين.
وبالتوازي مع تلك الأنشطة كان الاهتمام بالجوانب العلمية ويتمثل ذلك في العديد من المشروعات العلمية التي أتاحت للشباب فرصاً لعرض إبداعاتهم العلمية، ومن البرامج المنفذة الأولمبياد العلمي لمواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء ومسابقات المعلوماتية بهدف تهيئة جيل مبدع من الشباب القادر على التعامل مع الحياة بلغة عصرية، كما تشارك المنظمة في الفعاليات العلمية الوطنية، ومن المناشط العلمية التي نفذتها المنظمة المخيم الفلكي العربي الذي يتلقى فيه المشاركون محاضرات حول الأبراج والخرائط الفلكية والمجموعة الشمسية والمجرات والإحداثيات وتاريخ علم الفلك.
ويعتبر منتدى الشبيبة للعلوم والمعلوماتية والذي تم إحداثه مطلع العام 1989 إلى جانب 82 نادياً علمياً في فروع المنظمة وسيلة استقطاب واستيعاب كبيرة للشباب، وينسق المنتدى مع المؤسسات العلمية في سورية ويرتبط بعلاقات واسعة مع الجهات العلمية والتقنية العربية والدولية، وبهدف إكساب الفريق الوطني في أولمبياد المعلوماتية خبرة عملية من خلال الاحتكاك المباشر بالفرق العالمية، شارك الفريق بصفة مراقب في أولمبياد الفيزياء بفيتنام وفي أولمبياد الكيمياء بهنغاريا والرياضيات بإسبانيا الأمر الذي أتاح للشباب السوري الاستفادة إلى أقصى الحدود من هذه الفعاليات وضمان زيادة وتراكم الخبرة الوطنية في مجالات العلوم الأساسية للوصول إلى مراتب علمية متقدمة في الأولمبيادات وفي التعليم.
ومن أهم نتائج هذه المشاركة إدراج اسم الجمهورية العربية السورية على لائحة الدول المشاركة في إحدى أهم المسابقات العلمية الدولية.
وأضافت المنظمة في السنوات الأخيرة لبنة جديدة في مجال عملها العلمي وهي إقامة الأولمبياد العلمي السوري في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء بغية تأهيل الشباب السوري للمشاركة في الأولمبيادات العلمية الدولية. بالإضافة لكل ذلك تقوم المنظمة ومن خلال مركز البحوث والدراسات فيها بإعداد بحوث عن واقع الشباب ينفذها الشباب أنفسهم وتشكل التقارير التي أنجزها مركز الدراسات والبحوث الشبابية خلال سنواته الماضية حول واقع الشباب في سورية مرتكزات أساسية يمكن الاعتماد عليها لمتابعة التبدلات الطارئة على واقع الشباب بين عام وآخر ويساعد على التنبؤ بمستقبل الظواهر السائدة ما يمكن من وضع البرامج الملائمة للتدخل الإيجابي في تطور تلك الظواهر والحد مما هو سلبي وترسيخ ما هو إيجابي، كما أضافت هذه التقارير لبنة أساسية لصياغة استراتيجية وطنية شاملة للشباب في سورية.
وقد أصدر المركز تقريره الأول لواقع الشباب في سورية لعام 2004، كما أصدر المركز أيضاً التقرير السنوي الثاني حول واقع الشباب وأهم احتياجاتهم نحو قضاياهم الأساسية عام 2007 بعد أن قام المركز بمسح ميداني شمل آلاف الأسر في المحافظات السورية وقد أعقب إطلاق التقرير تنظيم ورشة عمل تخصصية شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين لمناقشة مؤشرات التقرير وقياس التطورات الطارئة على الشباب قياساً بالتقرير الأول، كما قام مركز البحوث بتنفيذ مسح ميداني تجريبي لواقع الشباب في محافظتي دمشق وريف دمشق وتنفيذ ورشة تخصصية للخبراء لمناقشة نتائج وبيانات تقرير واقع الشباب والمهام الوطنية المطلوبة.
وعلى طريق الوصول إلى هذه التقارير نظم المركز ورشات عمل ودورات تدريبية تدرس نتائج البحوث أو الظواهر والقضايا المدروسة وسبل توظيفها حول البحث الاجتماعي والتربوي ومجموعات العمل البؤرية كوادر المنظمة بهدف تدريب هذه الكوادر على الطرق العلمية الصحيحة لإجراء المسح الميداني الخاص بالشباب والمشاركة في صياغة استراتيجية وطنية للشباب في سورية.
وأقام المركز خلال خمس ورش عمل حول أسس تقديم المشورة حول طرق الوقاية من مرض الإيدز بالتعاون مع وزارة الصحة البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز وصندوق الأمم المتحدة للسكان حيث أقيمت هذه الورشات في محافظات إدلب ودير الزور والرقة.
ويرافق ذلك كله مساهمة الشباب في الأعمال التطوعية الجادة والتي أثمرت عن شق شوارع حيوية في العديد من بلداتنا، وتأهيل العديد من القرى، وغيرها الكثير من حملات التوعية التي جسدت حيوية الشباب وفعاليتهم.