وجميعهم في المحصلة يصبون في قائمة الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي ومواقع بذاتها في الاتحاد الأوروبي وسيلتهم في ضخ الوهم والحقد ضعف عربي عبر مناخات متهافتة لا وضوح فيها ولو هوية لقضاياه,ا ومسلكها السياسي ووسيلتهم إلى ذلك حقد كامن في عمق قرارهم لا يغادرونه ولا يغادرهم, ووسيلتهم إلى هدفهم صياغة لتزوير وإطلاق الحزم الخادعة من الأقوال المعسولة واعتماد بث الإشاعة المنحرفة عن وقائع جرت بالسر كما يقولون أو هي مرشحة لكي تجري بعد حين بالمنسوب الذي يريدون حيث لا حق يعود إلى أصحابه ولا خطوة إلى الأمام وحيث لا يتبقى في ذهن الإنسان العادي سوى هذا الانطباع المشوش
وهذه الخلطة الملفقة التي تعصف وجدانياً بكل أولئك الذين لم يتحصنوا بعد بالرؤية الثاقبة والوعي المستقر والإيمانية العالية بالقضايا العادلة من جهة وحركة التاريخ العربي من جهة أخرى, لعلها صورة تقوم الآن في الواقع السياسي العربي والعناوين الأهم فيها هي مسائل السلام وحقوق العرب والأنشطة الموازية لكل ذلك, وتحتدم المساجلة السياسية والفكرية في الحال الراهن, فهناك من يطرح فكرة السلام الشبح مستعيناً على ذلك بالأفكار الهائمة والتأويلات التي تخدم حالة التسيب في الموقف نفسه, هكذا يروج بعض رموز الكيان الإسرائيلي لمسألة السلام عبر حوار مفتوح وغير مسقوف ومن خلال تصريحات يلغي بعضها البعض الآخر, إنهم يهربون إلى فكرة السلام بحثاً عن مخرج من المأزق ويطرحون من المقولات السياسية ما يكفي لدحض فكرة السلام من أصلها, يشترطون تارة على أصحاب الحق المسلوب بما يفيد أن أصحاب الحق لا بد أن يدفعوا الثمن, والثمن هو ارتهان مجاني لكلام عابر عابث عن السلام, والثمن هو صياغة مستجدة لإرادة الوطن وسياسة الوطن عبر مناهج الإملاءات الشاذة والغربية, عندها يتصورون بأن سورية مع حوار السلام إذا ما انتمت إلى خيار التسليم بالأمر الواقع والاستسلام للاشتراطات المطلوبة والتي في أساسها تعني التنازل عن الكرامة والإرادة الوطنية بصورة مجتمعة, ويتناوب على مشاور المكر والخداع السياسي مسؤولون قادة داخل الكيان المعادي, وتستنفر في سبيل ذلك آلة الإعلام الضخمة (الميديا) لبث المنطق الإسرائيلي وتفصيله بالطرح والتأثير على قد المشروع الصهيوني والحاضنات التي ما زالت تحمل هذا المشروع بعشق سادي يوغل مع كل مرحلة في الإصرار على الاحتلال والإصرار على تضييع معالم القضية بأصلها, ويتناوب مع هذا الطرح ويتناغم معه تيار سياسي غربي موزع في الشقين الأوروبي والأميركي, وعلى الهوامش في الداخل العربي, ثمة مشردون وقد باعوا أنفسهم سياسياً للحقد والحاقد معاً, إنها جوقة العسف المتكاملة وإن تطاول مداها من البيت الأبيض في واشنطن إلى آخر موقع أسود في الداخل العربي هذه هي الصورة التي يراد لها أن تستقر الآن وهي القائمة على قاعدتين:الأولى الحرية المطلقة عند القوى الحاقدة في طرح مسائل السلام وتصنيعها بالهوى الغربي الصهيوني والنهم الغربي الصهيوني وكأنهم يعيشون في عالم لا حقوق فيه.
ولا أمم تعرف كيف تنهض ولاعقول تمسك بالجريمة والمجرم في لحظة الخواء, وفي القاعدة الثانية يتصور هؤلاء الحاقدون على أساس أن الأرض المحتلة هي مساحة من المشاع الدولي وهي تحت تصرف الكيان الإسرائيلي ومن يتمرد على ذلك فالموت والتدمير بانتظاره أينما كان , لكن الفكرة لا تكتمل عادة عند التخوم والمنصات المصنعة التي يطلق منها المشروع المضاد للسلام.
إن الحياة لا تزال بجوهرها واعتمالاتها تزود العرب مثلما يزودونها برد الفعل في الحد الأدنى وبالفعل المنظم المرتقب في الحد الأعلى, أرضنا العربية المحتلة ليست مجانية إلى هذا الحد والسلام قيمة حضارية وإنسانية قبل أن يكون خياراً استراتيجياً, وفي السلام مصلحة الجميع وهذا مالا يدركه الآخر الأميركي والصهيوني, ومن هذا الباب العالي والمفتوح أطلق الرئيس بشار الأسد معالم المسألة بكاملها وحدود السلام بجوهره, إن السلام يعني أياً كانت صيغته مباشراً أو غير مباشر في هذا المكان أو ذاك الزمان أن الجولان ومزارع شبعا لا بد من أن تعود بكاملها وبدقائق مكوناتها إلى الوطن الأم في سورية ولبنان, والسلام لا يمكن أن يتجاهل الحقيقة الأم عبر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأرض , كما هو معروف ومتداول وأن تكون القدس عاصمة لهذه الدولة العربية الفلسطينية, وليس هذا فحسب بل أن يمنح السلام الفرصة الثابتة لإنجاز حق العودة لكل لاجئ مقهور مطارد, هذه هي المنظومة وهي مصيرية راسخة بالتأكيد لكن الطرف الآخر- أعني الكيان الإسرائيلي ومعه أعمامه وأخواله وأصدقاؤه ومجرموه- لم يملك حتى الآن الحد الأدنى من قابلية السلام.