تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التكافل الاجتماعي في الموروث الشعبي الجولاني

الجولان في القلب
الثلاثاء 20-8-2013
من أجمل العادات في التكافل الاجتماعي في الجولان عادة التعاون وهي مساعدة جماعية يسديها الفلاحون في الأعمال التي تحتاج إلى أيد كثيرة وممكن أن تكون واجباً فرضته البيئة الشعبية

في الجولان على كل فلاح (التعاون) من مفهوم الصداقة والمحبة وحب الجار ومساعدته وحسن الجوار والمحبة واللهفة جمعت أبناء العائلة أو الحي.‏‏

فالمجتمع الريفي الجولاني وطبيعة الخدمات التي فرضتها البيئة الشعبية والأعمال الزراعية والرعي التي كانوا يمارسونها وكذلك غياب اليد العاملة وصعوبة المواصلات وقلة الأموال مما خلق في النفوس اتجاهاً للتجمع والتعاون والتآلف والتحابب إذاً هي ظاهرة راسخة في المجتمع الجولاني تجسدت في جميع أعمال أهل الجولان التي تتطلب أياد عاملة عديدة وسرعة في التنفيذ كقطف المواسم الزراعية وتبرز أيضاً في الأفراح ووقوع المصائب ونذكر من هذه النشاطات:‏‏

جني المواسم: خاصة في قطاف موسم الزيتون تلك الشجرة المباركة وكذلك الكرمة وحصاد القمح فموسم قطاف الزيتون صورة حقيقية للتكافل الاجتماعي والتعاون بين الأقارب والجيران في تعاونهم في هذا الحدث الموسمي السنوي خاصة- حيث يقوم الأقارب والأهل والجيران بتقديم القطف لمن لم ينتهوا بعد من موسم القطاف أولئك الذين ليس لديهم من الأفراد العدد الكافي لقطف ثمار الزيتون ويقوم بالمساعدة كبار السن والنساء والفتيات والأطفال كل حسب قدرته وفراغه ويتبادلون وجباتهم وطعامهم المغموس بالحب والتعاون بعد عناء يوم طويل ويشربون الشاي على الحطب وممكن أن يقوم المعزب بتقديم غداء دسم أو غداء بسيط تحت شجرة الزيتون ويستمر التعاون في قطف الزيتون حتى تجميعه ونقله إلى المعصرة ونقله عند الانتهاء ممكن إن تم تحديد شخص آخر لمساعدته وهكذا ومن المظاهر الرائعة التي نراها في الأعراس حيث تتجلى بإهداء أهل العرس كميات من الرز أو البرغل أو حتى السكر قبل البدء بالعرس كهدية وهذه العادة مستمرة حتى بعد النزوح وكذلك أثناء عملية طهو الطعام الخاص للضيوف بالعرس أو التعليلة التي تسبق الفرح حيث جرت العادة أن يأتي الحضور الفرح قبل العرس وتبدأ مجموعة من النساء بإعداد الطعام ويقمن بالغناء أثناء (تحريك) الطعام خاصة (المليحي واللحم) غناء حنوناً رائعاً يدل على المحبة والألفة خاصة عند مد الصوت وترداد المرددات للأغنية وهي كما يلي: (يامين يعينا ويامين يعاونا نعيمة تعاونا بسمة تعينا)، ويتم تكرار بعض الأسماء رجالاً أو نساء واسم العريس والعروس مع الزغاريد المنطلقة من المناخ ابتهاجا،ً وهذا الغناء يساعد على تحسين الطبخ وجودته.‏

وكذلك مظاهر التعاون تحضير المونة الذي تحتاج إلى مساعدة كبيرة من الجيران في الحي الواحد في القرية مثل سلق القمح أو مايسمى (السليقة) وصنع المعقودات ونرى هذه المعونة مستمرة حتى الآن في قطف بعض المؤن مثل (الملوخية) وكذلك تحضير مونة (المكدوس) والتجبين (تحضير الجبنة) أو حتى حلب الأبقار للذين عندهم خير كثير من الأبقار والأغنام.. الخ.‏‏

واننا نرى التعاون في بناء البيت وكذلك في مناسبة الوفاة حيث يحزن الأقارب والجيران ويقدمون واجب العزاء وكذلك البعض يقدم الغداء للمعزيين وصنع القهوة في بيت العزاء وخلال أيام العزاء يلازم الجيران منزل الفقيد ويقومون بواجب الضيافة.‏‏

وأخيراً يبقى التعاون بين أهل الجولان سمة راسخة تجلت أكثر في وقوفهم الشامخ ورفضهم الهوية الإسرائيلية وانتفاضهم على الغاصب المحتل واستمرار نهج تعاونهم وتعاضدهم حتى استرجاع الجولان...‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية