تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التلاعب بالمناخ .... سلاح يهدد البشرية..!!

علوم
الثلاثاء 20-8-2013
مع التغيرات التي لحقت بالغلاف الجوي نتيجة النشاطات البشرية زاد حياد الظواهر الجوية عن مسارها المتوقع المعهود، فزاد عدد الأعاصير التي تضرب في مناطق من العالم لم تعهدها من قبل،

بالإضافة إلى أمواج المد المحيطية المدمرة و الجفاف و معدلات هطول الامطار التي تفوق المعدل المعتاد بأضعاف، إذاً تغير الثوابت المناخية دفع علماء المناخ و المختصين بفيزياء الغلاف الجوي بالبحث في الاسباب وراء هذه التغيرات، و التي لم يعهدها البشر منذ بداية رصده للمناخ و محاولة وضع قواعد له، و هل ستكون عواقب هذه التغيرات بوتيرة أسرع في المستقبل ؟ و هل ستكون أكثر كارثية مما هي عليه الآن ؟‏

و لكن هل في الأمر خطب ما ؟ هل هي تغيرات طبيعية نتيجة تغير تركيبة الغلاف الجوي ؟ أم هي نتيجة تقادم عمر كوكب الارض المديد ؟ و هل للإنسان يد في ذلك بقصد التلاعب في المناخ و ربما استخدامه كسلاح ؟؟‏

و بعيداً عن ما قد يُعتقد أنه نظرية المؤامرة لنحاول سبر أغوار هذا الموضوع من وجهة نظر علمية من خلال البحث في مصادر إعلامية مختلفة تناولت هذا الموضوع من وجهات نظر متعددة.‏

ترجع محاولة الانسان للتحكم في الطقس إلى عقود بعيدة، و من أكثر تلك المحاولات محاولة استمطار أواستحلاب السحب، أو ما يعرف بزراعة السحب، و للعديد من الدول محاولات جادة منذ سنوات طويلة في الاستفادة من تلك التقنية لمحاولة زيادة كميات الامطار التي تهطل عليها، و خاصة مع الحاجة الماسة للمياه في المناطق ذات الطابع الصحراوي الجاف، و أجمع العلماء أن استحلاب السحب برشها بمواد كيماوية، ما يجعلها تطلق ما تحويه من مياه هو لا شك يزيد من احتمال الاستفادة من السحب الممطرة و لكن لم تكن هناك أرقام واضحة بنسب تلك الزيادة رياضياً. كما أنه ليس ببعيدة أولمبياد بيجين والذي تم فيها التحكم بالسحب، حتى لا يفسد هطول الامطار حفل الافتتاح الذي كلف عشرات الملايين من الدولارات، و كذلك هو الحال في احتفالات عيد النصر في موسكو الذي مضى دون أمطار بعد التدخل لمنعها صناعياً، و لا وجود للأسرار هنا ففي كلتا الحالتين شاهد السكان طائرات ترش مواد غريبة في السماء، إذاً لم لا ؟؟ كما أن بعض دول الخليج العربي سعت من خلال بعض البرامج إلى محاولة تغيير مناخها بنفس تلك التقنيات، و لكن يبدو أن المحاولات لم تلق النجاح المطلوب، نعم يمكن التحكم في بعض الظواهر المناخية الطبيعية طالما أن الإنسان يمكنه زيادة معدل الهطول أو منعه، إذاً هذا دون شك سلاح فعٌال و خطير إذا ما كانت هناك نية لاستخدامه كسلاح، و هذا ما قد يكون دعا رئيس كوستاريكا إلى التصريح أن بلاده تتعرض لهجوم مدبر بعد أن ضربت كوستاريكا أعاصير سببت فياضانات عارمة و دمرت مساحات واسعة من البلاد، إن ما حدث قد يكون من صنع البشر ؟؟ ومثل هذه التصريحات مبنية على معلومات من مستشارين، و هم في هذه الحالة علماء المناخ في الأغلب .‏

و هناك سؤال يطرح نفسه بشدة لماذا ضرب الجفاف جمهورية كوريا الديمقراطية فقط لسنوات طويلة في حين لم تشتك الدول المجاورة من ذلك ؟؟‏

الحـــرب المُناخية تذكربمشروع هارب HAARP وهو مشروع أمريكي للتلاعب بالمتغيرات المناخية، وهو نوع من أنواع أسلحة الإبادة الجماعية أو الدمار الشامل أو حرب النجوم، و هو عبارة عن منظومة من الهوائيات العملاقة القوية عددها 120 قادرة على خلق « تعديلات محلية مسيطر عليها من طبقة الأيونوسفير «. و التي تمثل الطبقات الأعلى من الأتموسفير أو الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية، و يتم ذلك بواسطة بث حزم راديوية عالية التردد إلى طبقة الايونوسفير لخلق تشويه محلي محسوب في هذه الطبقة تعمل كقرص عاكس لهذه الحزم و إرجاعها بترددات مختلفة للمناطق المستهدفة على سطح الكرة الأرضية.‏

و يمكن لهذه المشاريع تدمير الاقتصاديات الوطنية لشعوب و دول بأكملها من خلال التلاعب بالعوامل المناخية. و الأهم من ذلك، يمكن تنفيذ هذا الهدف الأخير دون الحاجة لمعرفة قدرة العدو و استعداداته، و بأقل تكلفة ممكنة و دون إشراك الأفراد و المعدات العسكرية كما هو الحال في الحروب التقليدية.‏

و تشير الدّراسات إلى أن معدل الكوارث الطبيعية قد زاد بمعدّل ثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمس وعشرين الماضية، ما دفع البعض إلى الاعتقاد أن قسماً منها ناجم عن تجارب سرية لما يسمى بـ « سلاح المناخ «.‏

فهل هناك مثل هذا السلاح الغريب ؟ أم إن الأمر لا يعدو أن يكون ضرباً من الخيال العلمي ؟ و إذا كانت هناك محاولات للتحكم بالأحوال الجوية في كوكب الأرض للأغراض العسكرية، فإلى أين تقود مثل تلك المحاولات ؟‏

و هل يمكن توجيه الأعاصير أو الفيضانات، أو تكوين زلازل، صوب أراضي العدو، بدلاً من قصفها بالقنابل ؟‏

لقد تبين أن التأثير على الطبقات الأيونية في الغلاف الجوي له أثر كبير عليه، و لا يزال التنبؤ بمدى هذا التأثير وعواقبه غير معروف حتى اليوم، إذ وإلى يومنا هذا لا أحد من العلماء المسؤولين عن هذا البرنامج، يعرف مدى تأثيره على الغلاف الجوي المحيط بالأرض باستخدامهم الطاقة الهائلة و المفرطة التي يولدها هذا المشروع. حيث يعتبر برنامج «هارب» أكبر مسخن لطبقة الأيونوسفير على مستوى العالم حيث تصل الطاقة المنتجة من الهوائيات المستخدمة فيه، إلى 3.6 ميجا واط، كما تمتاز تلك الهوائيات والبالغ عددها 180 هوائيّاً، بقدرتها على توجيه الموجات بزاوية قدرها 30 درجة، إضافة إلى إمكانيّة التّحكّم بالقوة المرسلة إلى طبقة الأيونوسفير.‏

و القضية لا تكمن اليوم في برامج التحكم بالمناخ واستخدامه كسلاح بحد ذاته، فذلك موجود منذ زمن، بل تكمن القضيّة في عواقب استخدام هذه الأسلحة. إذ إن رصد عمل منظومة « هارب » في طبقات الجو العليا أمر صعب و معقد للغاية. و لايجوز نفي إمكانية تأثير الموجات المرتدة على الأرض و إمكانية توظيف تلك الموجات المرتدة في :حجب الاتصالات العسكرية والتشويش عليها والحفاظ على الاتصالات الصديقة، وكشف أماكن الأهداف العسكرية تحت سطح الأرض و تكوين الأعاصير و الزلازل المدمرة و الهزات الأرضية. واستدعاء السحب الممطرة لخلق الجفاف في المناطق المستهدفة، و تكوين العواصف الرملية و خلق أماكن تصحر جديدة وتكوين الأمواج العالية ( تسونامي). والأهم التأثير على عقل الإنسان.‏

و تجدر الإشارة إلى أنّ سلاح المناخ قد تمّ استخدامه بالفعل، وذلك بتكوين عواصف ترابية اجتاحت العراق وعلى مدار العام، حيث لم يُشهد لها مثيل من قبل، سواء من حيث الحجم، أم تكرار هبوبها على العراق.‏

إن البشرية اليوم تقف بالفعل على عتبة انطلاقة جديدة تشبه تلك الانطلاقة التي حدثت سابقا، فاليوم هناك إمكانية اختراق كبير في العلم. و فيما يتعلق بسلاح المناخ فإنّ مواجهته لن تكون ممكنة إلاّ بوسائل دفاعية مماثلة له، و استخدام مثل هذه الأسلحة سيكون لها تأثير هائل في زعزعة استقرار الغلاف الجوي .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية