تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قائمة الكتب المفضلة لدى فيتزجيرالد

عن لو فيغارو
فضاءات ثقافية
الثلاثاء 20-8-2013
دلال ابراهيم

أعد صاحب رواية «غاتسبي العظيم» ورواية «لطيف هو الليل» سكوت فيتزجيرالد, قبيل وفاته بأربع سنوات قائمة بأسماء الكتب التي لا بد من قراءتها.

وقد تم فك شيفرة هذه الوثيقة المكتوبة بخط اليد مؤخراً.‏

جرت الحادثة في ربيع عام 1936 حين تكفلت إحدى الممرضات بمسؤولية العناية بالكاتب فيتزجيرالد, إثر تخليها عن العناية به بعد محاولته الانتحار بمسدس في الفندق الذي كان يمضي فيه فترة نقاهة من الإدمان على الكحول والأزمات المالية التي لاحقته بعد الحياة الباذخة التي عاشها وزوجته زيلدا التي أوحت إليه كتابة العديد من رواياته ومنها (هذا الجانب من الجنة) وبالطبع من أجل تفادي تكرار الممنوع عنه في كل أشكاله, كانت تلك الممرضة في ريعان شبابها وتحمل اسماً رومانسياً, هو دوروتي ريتشاردسون. ومن على السرير الذي كان يقضي عليه فترة نقاهته أملى الكاتب الأميركي على ممرضته, بنفسه وبشكل ودي, قائمة تضم اثنين وعشرين كتاباً «من الضروري قراءتها». وقد جرى فك شيفرة هذه الوثيقة المكتوبة بخط اليد وتفحصها من قبل جامعة كارولينا الجنوبية ونشرها موقع Open الثقافي.‏

ومن غير المستغرب أن تضم هذه الوثيقة أسماء العديد من الروايات الأميركية, ولا سيما تلك المكتوبة بقلم روائيين معاصرين له, أمثال وليم فولكنر (الحرم, الصادرة عام 1931) وشيروود اندرسون أو داشيل هامت (الكتاب الآن عبادة الصقر المالطي) وهناك طبعاً اسماء كتب لروائيين فرنسيين.‏

والمستغرب وغير المتوقع هو أن فيتزجيرالد طالب بشدة بقراءة الأجزاء الثلاثة الأولى من كتاب (البحث عن الزمن المفقود) للكاتب بروست, وقصص قصيرة للروائي موباسان ورواية الأحمر والأسود وكذلك رواية (حياة يسوع) للكاتب آرنست رينان. وإن غاب الكاتب المسرحي البريطاني وليم شكسبير من قائمة فيتزجيرالد, فقد حضر المسرح في القائمة من خلال مسرحيات أوسكار وايلد ومسرحية (بيت الدمى) للمسرحي النرويجي ابسن. أما فيما يتعلق بالكاتب جوزيف كونراد, أحد آباء الأدب الأميركي الحديث, فقد أدرج فيتزجيرالد اسمه برواية (النصر) وليس بروايته الخالدة (في قلب الظلام) أو (اللورد جيم). ولم يغفل الكاتب الأميركي الشعر في قائمته, بل يذكر الشاعرين الانكليزيين كيتس وشيلي اللذين توفيا في حادث مأساوي في ايطاليا وهما في الثلاثين من عمرهما.‏

في تلك الأثناء كان سكوت فيتزجيرالد يمر بمراحل حياته العصيبة, غارقاً في شرب الكحول والاكتئاب يقترب من حدود الانتحار. واعتزل صاحب (لطيف هو الليل) التي كان قد نشرها قبل عامين في (غروف بارك ان) وهو أحد الفنادق الفخمة في مرتفعات اتشفيل, على بعد مرمى حجر من المصح النفسي الذي كانت تعالج فيه زوجته زيلدا. كان سكوت فيتزجيرالد في الأربعين من عمره حين أنهى كتابة مجموعته (الصدع) والتي استهلها بالجملة التالية «كل حياة هي بالطبع عملية هدم».‏

وقبل عامين من هذا التاريخ, أعد صديقه الكاتب الأميركي الشهير آرنست همنغواي, والذي يصغره بثلاثة أعوام قائمته من الكتب المفضلة لديه والواجب على كل روائي ناشئ قراءتها. ومن ضمن الأربعة عشر كتاباً الواردة في قائمة همنغواي نقرأ أيضاً اسم رواية الأحمر والأسود ورواية الحرب والسلام.‏

وفي كانون الأول من عام 1940 وضعت سكتة قلبية حداً لحياة الكاتب فيتزجيرالد في مدينة هوليوود, وكان له من العمر 44 عاماً. وفي أعقابها ولدت اسطورة فيتزجيرالد التي غذاها الاحباط الرومانسي لأجيال لاحقة من المعجبين وكذلك اقتباس سينمائي نجح بعض من تلك الأفلام وأخفق البعض الآخر لحفنة من رواياته المظلمة بصورة رفيعة والتي تركها لنا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية