مع صحيفة Wall Street JOURNAL) ) حيث حذر من أن انهيار سورية سيشكّل تهديداً كبيراً على الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية،وأن سورية قد تصبح مكاناً يلجأ إليه جميع الإرهابيين مما سيجعلها المقر الجديد لتنظيم القاعدة بدلاً من باكستان . موريل الذي تقاعد في 9 آب الحالي كان يشغل منصب النائب الأول لمديرالـ CIA ويتمتع بصلاحيات المدير التنفيذي .ومن المعروف أن كبار المسؤولين وخاصة في الاستخبارات والذين لديهم قِدم وظيفي لأكثر من ثلاثين عاماً مثل موريل.لا يعطون أبداً تصريحات وأراء سياسية دون الموافقة المسبقة من السلطات الأعلى .
أضاف موريل بأن الحرب في سورية تمثل أكبر خطر على الأمن القومي الأمريكي وأن العنف في سورية سيمتد إلى العراق ولبنان وإيران وبلاد أخرى وأن عدد الأجانب الذين يقاتلون جنباً إلى جنب مع الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية يزداد في كل شهر مما يطيل أمد الحرب هناك وبالتالي استمرار الخطر وتمدده نحو دول الجوار .
تصريحات موريل ونظرته بارتياب لخطط الإدارة الأمريكية في ما يتعلق بتسليح المعارضة يمكن تفسيرها بأكثر من سياق :هل هي مؤشّر على بداية تغيّر في الموقف الأمريكي تجاه الحكومة السورية ؟... أم أن هذه التصريحات جاءت في الوقت الذي كان فيه موريل يستعد لترك منصبه في الـ (C I A )وليس لديه من الأسباب ما يدفعه للكذب ؟...بل قد يكون ذلك مناورة لتحويل الانتباه وصرفه عن فضيحة التجسس الدولية التي كان وراءها ادوارد سنودن العميل السابق لـ (C I A )ولوكالة الأمن القومي والمرؤوس السابق لدى موريل.
يعتقد عدد من الخبراء والمحللين أن تصريحات موريل بخصوص الأزمة السورية تعكس رأي شريحة واسعة في الإدارة الأمريكية وفي الكونغريس ،لكن هؤلاء الخبراء لم يتمكنوا من إدراك الجواب على هذا السؤال :لماذا تصرّ الإدارة الأمريكية على تسليح المعارضة ودعم العصابات المسلحة القاتلة في سورية وهي التي ستشكل لاحقاً خطراً على الأمن القومي الأمريكي ؟!!!.
فلاديمير كوزين المحلل في المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية رجّح عدم تغيّر السياسة الأمريكية تجاه سورية وقال :»لا أعتقد أن الموقف الأمريكي سيتغير وأن واشنطن ستصبح فجأة موالية للحكومة السورية ،بل إنها ستبقى متصلبة وستبقى تسعى لدعم العصابات المسلحة بكل المستويات مبدؤها دائماً الكيل بمكيالين .
الكسندركوسين مدير المعهد الروسي للتخطيط الإستراتيجي قال بأن الأمريكيين يدركون جيداً أن انهيار سورية سيعقد الأمور وسيجعل من سورية معقلاً جديداً للقاعدة والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :لماذا تساعد واشنطن المعارضة عسكرياً وتجعل من إسقاط الحكومة السورية هدفاً تسعى له صباح مساء في الوقت الذي تفضح فيه تصريحات موريل سياسة الازدواجية في المعايير لدى إدارته .
ليونيد ايساييف ا لمحلل في المدرسة العليا في الاقتصاد الروسي يعتقد بأن أسباباً مالية يمكن أن تختبىء وراء تصريحات موريل ،حيث أن الدول الغربية والولايات المتحدة أدركوا مسبقاً أن النزاع السوري أصبح مكلفاً للغاية ومن الأفضل حل النزاع في غضون بضعة أشهر وربما سنة كحد أقصى وخاصة أننا لا نرى نهاية للنفق .
يفغيني ستانوفسكي مدير معهد الشرق الأوسط قال :»من غير الممكن مكافحة الإرهاب بالتحالف مع القاعدة فالإسلاميون المتطرفون أصبحوا حلفاءً للولايات المتحدة في مشروع إسقاط سورية ويبدو أن الأمريكيين يجربون في سورية كل الإمكانات وبالتالي فإنهم يرتكبون حماقات جديدة كارثية على الأمن القومي الأمريكي «.ولايجب أن ننسى أن كل ذلك يتم في الوقت الذي يستعد فيه الخبراء الروس والأمريكيين للاجتماع نهاية آب للتحضير لمؤتمر جنيف حول سورية الذي سيعقد ربما في أيلول.
بقلم : أندريه فيدياشين