والتي أخذت أكثر من شكل ولون وممارسة للتأثير على صمود هذا البلد وبعثرة مقدراته وإمكانياته بعد أن جندت لذلك عشرات السيناريوهات ومئات الخطط وآلاف مؤلفة من الأيدي المخربة.
هذا الانكشاف للحقائق فضح إلى حد كبير كيف أن كثيراً من الناس استغلوا الأزمة ليجدو أنفسهم ونجدهم نحن أيضاً بأنهم وبكل وضوح جزءاً من الأزمة وشركاء في صناعة مشاهد أخرى في جدار الأزمة واستمراريتها على مبدأ كل واحد أراد أن يبرر أخطاءه ويحملها على عكازة الأزمة متلبسا بلبوس هيك الواقع؟!.
حيث حلل البعض الكثير من السلبيات وفق مصالحه وأنانيته والتي هي وجه آخر للأعمال الإرهابية لأنك أنت أيها المتستر بعباءة الأزمة ومظلتها بشكل أو بآخر تؤسس لمنظومة من الأخلاقيات الطارئة على مجتمعنا وتكاد تكون منفلشة بكل الاتجاهات وبمنتهى الخطورة وإن كانت كلمة منفلشة هنا هي بسيطة جداً مقابل تبعياتها وتداعياتها على أرض الواقع سواء أكان تأثيرها بالشكل المباشر أم من ناحية صناعة الأذى للناس ومن ناحية أخرى قد تصبح هكذا أفكار وممارسات شبه مقبولة في قاموس حياة البعض وتقاليد المجتمع.
والسؤال متى كانت القيم والأخلاق والسلوك القويم هي تجلٍ لردود الفعل؟ ولن نغوص هنا بالأمثلة والتفاصيل فهي واضحة وكافية وجلية في ظاهرة تداعيات الأزمة وباطنها.
فالقيم هي قيم لاتتجزأ في مفهوم من المفاهيم أو تتفكك في حقبة من الحقب إنها قيم مطلقة وهي التي أكثر ماتبرز في الأزمات وتمحتن في المصائب والصعوبات لتظهر ماهيتها الحقيقية وكينونتها على أكمل وجه ولينفرز ويتعرى الغث من السمين.
فمن يسرق اليوم أو يقوم بفعل اللصوصية المحترقة والممتهنة دون وجه حق أصبحت الصفة شطارة، مهارة، رجولة..؟
ومن يجيد استغلال الآخرين أصبح التبرير واجباً وضرورة؟
فيما جرح الآخر ممن نعيش وإياهم وعدم احترام بعضهم ممن لايعجبنا فقرهم وتقيتهم وحبهم لوطنهم وأرضهم وعملهم ننعتهم بمفاهيم وعبارات مميزة عند بعض ممن تضخمت أناتهم وأصابهم بعضا من جنون ومس العظمة المريضة بالتأكيد.
فإلى كل من لبس وارتدى وأراد أن يكون جزءاً من إشعال نار الأذى والاضطراب وهز أركان عواميد المجتمع إن استطاع فما عليه اليوم إلا أن يضع نفسه تحت مجهر عين المجتمع بكامل المساحة.. ليجد نفسه أنه مكشوف ومنبوذ ولايستحق أن ينال شرف المواطن الصالح والغيور والمواطنة الحقة.
إن محكمة المجتمع هي بالنهاية معيار الأخلاق والسوية والبوصلة.