تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شــــاغلة النــــاس

أروقة محلية
الأربعاء 20-6-2012
عبير ونوس

ما اجتمع اثنان إلا وكان حديث تشكيل الحكومة المرتقبة ثالثهما، وإن كانت البداية ليست منها لكن النهاية حتماً عندها، فأسطوانة الغاز، وليتر المازوت، وارتفاع أسعار السلع الغذائية،

وفقدان المتة عن رفوف الباعة يوماً وظهورها في التالي، وتسعير خطوط السرافيس وعدادات سيارات الأجرة على مزاج السائقين ، وإصرار رؤساء البلديات على تجاهل مرسومٍ جمهوري بقمع كل مخالفة تشاد... أحاديث تنتهي جميعها بآمالٍ معقودة على حكومةٍ لاتحسد على ما ينتظرها من تحدياتٍ، لكنها بالتأكيد ستدخل التاريخ إن أحسنت التعاطي معها وجعلت خدمة الوطن والمواطن أولاً لا الأسرة والعشيرة هدفاً لها.‏

ولأن عنوان الرسالة مبشرٌ فإننا نمني النفس بحكومةٍ تفضل حر الصيف وبرد الشتاء على دفء المكاتب ورفاهيتها، ولقاء المواطنين على مجالسة وجهاء المجتمع وصفوته، والإنصات لأنين أوجاعهم مهما خبا على صم الآذان,بحكومةٍ مفتاحها في جيبها لا في جيوب الآخرين، وقرارها من رأسها انطلاقاً من أوجاع الناس ومصالحهم، والأهم القدرة على اتخاذه في الوقت المناسب وهو ليس بالإعجاز إن توفرت النيَات الصادقة على تغليب المصلحة العامة على الأنا التي آسينا الكثير من تبعات تورمها لدى كثيرين ظنوا أنَ الوطن وخيراته ضمن إرثهم الشخصي.‏

ولأننا في معركة وجود، والسير إلى الأمام خيارنا لا بد أن يرتقي أداء حكومتنا إلى مستوى تضحيات من تنحني لهم الهامات إجلالاً وتقديراً على ما يقدمونه صوناً للوطن وكرامتنا، خاصةً وأنً مهام وزاراتنا مهما صعُبت لن تكون بقسوة الظروف التي يتحملها بواسلنا حماة الديار صيفاً وشتاءً، ليلاً ونهاراً بعيداً عن أسرهم ناذرين أرواحهم رخيصةً حفاظاً على وجودنا.‏

من صمد إيماناً بوطنه وقيادته قرابة السنة والنصف في وجه هجمةٍ لا أشرس ولا أقسى يستحق حكومةً مستعدةً لاستنفار كوادرها كافةً بإحياء الدماء في عروق الجميع لإحقاق الحق، وإصلاح ما خربه مرتزقة الأزمات باستئصال من تصلَبت شرايينهم من كثرة ما التهموا حتَى ولو كانوا في مطلع الشباب، أملٌ يترقبه الجميع بأن تكون الحكومة العتيدة شاغلة الناس على قدر طموحاتنا وتطلعاتنا لا مخيبةً لآمالنا..وفي كل الأحوال إن الغد لناظره قريب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية