وهذ الآخر يبيع الوطن العربي كله ليشتري «كرسي السلطة» ويستمد دعمه وقوته من الخارج بزعامة الولايات المتحدة الأميركية الراعي الرسمي للإرهاب في العالم.
اللافت في الصورة مواقف واشنطن المتقلبة والمتذبذبة، فتارة نجدها في صف الجيش وتارة أخرى تدافع عن الإخوان وفي كلتا الحالتين والموقفين فإن واشنطن لا تخدم سوى مصالحها ولا يهمها سوى قولبة المنطقة وتكييفها لمصلحة إسرائيل التي تشكل دون أدنى مبالغة إحدى الولايات الأميركية في قلب العالم العربي.
الحقيقة أن مشهد الدم في مصر يروق للولايات المتحدة كما يروق لها مشهد الدم في دول أخرى طالما أن إضعاف الدول العربية القوية وجيوشها هو ما يحصل في نهاية المطاف وهو النتيجة التي تسعى إليها أميركا وحلفائها الغربيين حتى تصبح المنطقة العربية مجردة من عوامل قوتها، ومن يتمعّن قليلاً في المشهد العربي منذ الغزو الأميركي للعراق، يعلم أن إضعاف الجيوش العربية هو الغاية والهدف، وما يحصل في سورية دليل آخر وفي تونس وليبيا ولبنان شواهد عدة ولا مجال للشك في ذلك.
الصراع في مصر ليس صراعاً بين حكومة وشعب ولا هو انقسام بين فريقين، إن ما يحدث الآن هو أن مصر حكومةً وجيشاً وشعباً يواجهون هجمة شرسة من جماعة متطرفة تعتنق الإرهاب، لا قيم لها ولا مبادئ إلا ما أعلنته، وهو حرق البلاد للوصول إلى غاياتها وأن سلوكها على الأرض يؤكد هذا.. واحتماؤها بالمساجد وحرقها للكنائس يؤكد عدم الإسلامية والسلمية التي تتستر بها، وأن ذلك ليثبت قطعاً انهم يعتبرون أنفسهم «المخلصين» للكُفار من الكُفر.
إن حلم الديمقراطية في مصر لن ينتهي ولم يمت.. رغم المشهد الدامي في شوارعها، ومازال هناك بشائر خير لأن أبناء أرض الكنانة تعلّموا كيفية استخدام قوة الشعب وعرفوا اللعبة القذرة التي تحاك ضدهم.
daryoussi@hotmail.com