هذا ما أكده الجنرال الكندي /ريك هيليي/ القائد السابق لقوات إيساف في أفغانستان.. في حين قالت هيئة «المجلس الأطلسي» في تقرير نشرته عام 2008 «حذار من الوهم، فحلف شمال الأطلسي ليس على طريق الانتصار بأفغانستان.
ويرى مراقبون أن حرب أفغانستان كانت ومازالت التحدي الأكبر أمام الناتو، الأمر الذي حدا بالرئيس الأميركي السابق /جورج بوش/ إلى وصف مهمة قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان بالمهمة الأصعب في تاريخ الحلف،حيث قتل ما يزيد على ألف جندي منذ بداية مهمة الناتو في هذا البلد عام 2001.
ويؤكد محللون أن أهم التحديات التي تواجه الناتو في أفغانستان تتمثل ب:- ضعف الناتو الداخلي: ويتمثل في تهرب الدول الأعضاء في الحلف من مسؤوليات قتالية، حيث يعاني الجنود البريطانيون والكنديون والهولنديون من مرارة الحرب في جنوب أفغانستان في وقت تمانع فيه القوات الألمانية والفرنسية من إرسال جنودها إلى المناطق المضطربة ، كما أن الدول الأعضاء لم تستجب بصورة عملية لمطالب قادة الناتو بتكوين فرقة للتدخل السريع في حدود 2500 جندي، وتوفير التجهيزات العسكرية اللازمة للجنود المشاركين في الحرب على أفغانستان. فضلاً عن أن قوات الناتو في أفغانستان تتبنى عقائد قتالية مختلفة ولذلك فإنها تفتقد إلى التحرك بناء على استراتيجية موحدة. وفي هذا الصدد قال /بوب آيرس/ وهو محلل سياسي و مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية» لست أعتقد أننا سنرى ناتو موحداً حيث إن هناك أولويات مختلفة وأهداف مختلفة، ومستويات مختلفة من الإنفاق والالتزام العسكري ،ومستويات مختلفة من الرغبة في المشاركة في مهمة لا يرونها على أنها المهمة الرئيسية التي أعطوها في البداية»
.قوة مقاومة حركة طالبان وتنامي المعارضة غير المسلحة: حيث إن حركة طالبان تزداد قوة بمرور الأيام وتتسع دائرة التأييد لها من قِبل الشعب الأفغاني، وكانت صحيفة التايمز البريطانية قد أكدت في مقال نشرته عام 2008تحت عنوان:»عودوا يا رجال فلا نصر في حرب أفغانستان»إن القادة العسكريين يدفعون الآن ثمن تجاهلهم لكل التحذيرات التي أنذرتهم بأن طالبان هم أعتى المقاتلين على وجه الكرة الأرضية، كما أن الأفغان العاملين في الجيش والشرطة هم أيضاً ناقمون على القوات الأجنبية في أفغانستان، حيث تكرر استهداف عناصرهم من قبل قوات الناتو.
- الخلافات داخل الحلف: إن صعوبات الميدان ليست هي الوحيدة التي تزعج قادة الناتو، بل الخلافات داخل الحلف حول مهمة أفغانستان، وكان /روبرت غيتس/ وزير الدفاع الأمريكي قد حذر من مخاطر انقسام حلف شمال الأطلسي بقوله «يجب ألا نسمح بتقسيم الحلف إلى قسمين أحدهما مستعد للقتال والآخر غير مستعد» مشيراً إلى أن «حدوث هذا التطور وتبعاته قد يؤدي إلى انهيار الحلف»هذا في حين أقرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة/ كوندوليزا رايس/ بأن استراتيجية الناتو تواجه صعوبات جمة ولاسيما وإن عبء المسؤولية العسكرية غير موزع بصورة عادلة بين أعضاء الحلف، فمن يقاتل في الشمال حيث الهدوء النسبي ليس كمن يقاتل في الجنوب حيث المعارك الضارية مع مسلحي طالبان.. فيما رأى مدير المؤتمر الألماني /هورست تلتشيك/ أن الحلف الأطلسي حمل على أكتافه تنفيذ مهمات أكبر من إمكاناته، ولفت إلى أن واشنطن دخلت عسكرياً إلى أفغانستان من دون أن تستشير حلفاءها الأوروبيين، واعتبر ذلك «نقطة انطلاق صعبة وغير مريحة».
- ضعف الحكومة الأفغانية: إن ضعف الحكومة الأفغانية وعدم قدرتها على كسب ثقة الشعب الأفغاني وتأييده، هو سبب آخر لينظر الأفغان إلى حركة طالبان كبديل عن الحكومة الأفغانية الحالية التي فقدت سيطرتها على معظم أرجاء البلاد، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن حركة طالبان تسيطر حالياً على ثلثي أفغانستان.
- الاعتداء على المدنيين وعدم مراعاة حقوق الإنسان: وقد طالبت منظمة العفو الدولية بتغيير السلوك العسكري للناتو في أفغانستان الذي يناقض حقوق الإنسان، وانتقدت المنظمة قصف المناطق الآهلة بالسكان وتدمير البيوت والمساجد واستهداف المدنيين بذريعة القتل عن طريق الخطأ وعلى سبيل المثال قتل 60طفلاً و19امرأة في 22 آب عام2008 بغارة للناتو كما وقعت مذبحة أخرى يوم انتخاب الرئيس الأميركي /باراك أوباما/ أدت الى مقتل 40 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء كانوا يشاركون في حفل زفاف بحسب تقديرات حكومية.
والجدير ذكره أن وجود قوات الناتو في أفغانستان وفق مؤتمر بون عام 2001وجود غير شرعي دولياً حيث أن الجهات المشاركة في المؤتمر لم تنص على وجود قوات الناتو، بل نصت على وجود قوات إيساف في أفغانستان.