تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


28 دولـــة تحــــت لوائــــه.. والاحتــــواء هدفــــه

قاعدة الحدث
الثلاثاء 16-2-2010م
فاتن عادلة

تأسس حلف شمال الأطلسي «الناتو» في 4 نيسان عام 1929 من 12 دولة مؤسسة وهي الولايات المتحدة الاميركية التي هيمنت عليه منذ البداية وحتى الان

والتي تمتلك القوة العسكرية الأكبر داخل الحلف بالمقارنة مع باقي الدول الأخرى- وفرنسا وبلجيكا وكندا والدانمارك وآيسلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج والبرتغال وانكلترا حيث وقعت تلك الدول اتفاقية الحلف في واشنطن وصدقت عليها مجالسها النيابية،وفي 24 آب من العام ذاته أصبحت اتفاقية الحلف نافذة المفعول وقد اتخذ الحلف من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرا له واعتمد لغتين رسميتين له وهما الانكليزية والفرنسية ،وقد سبق التأسيس اتصالات في 6 تموز عام 1948 بين دول غرب اوروبا، كما شهد 18 آذار أن اعلنت نصوص ميثاق الحلف أي قبل اعلان التأسيس وبحسب المحللين فإن فكرة تأسيس «الناتو « كانت نشأت عام 1929 لكن نشوب الحرب العالمية الثانية أوقف تنفيذها ولم تسنح الفرصة بذلك اذ أعلن ادولف هتلر زعيم ألمانيا النازي الحرب في أيلول سنة 1939، فاحتجبت الفكرة، إلى أن بعثت مرة أخرى.‏

وقد ازداد اعضاء الحلف خاصة بعد الحرب الكورية عام 1950 وازمة الصواريخ الكوبية 1962‏

وفي عام 1952 انضمت إليه تركيا واليونان الا أن الاخيرة انسحبت منه في الفترة ما بين عامي 1974 و1980. وقد وضعت الدولتان قواتهما البرية والجوية تحت قيادة الحلف العسكرية،وهما من دول البحر المتوسط ولا علاقة لهما بالمحيط الأطلسي ثم انضمت ألمانيا الغربية سابقا كذلك عام 1955 ومرة أخرى عام 1990 بعد اتحادها مع ألمانيا الشرقية وعرف عام 1982 انضمام إسبانيا ثم سنة 1999 التشيك والمجر وبولندا. وفي عام 2004 انضمت بلغاريا وإستونيا ولاتفيا ولتوانيا ورومانيا ثم سلوفاكيا وسلوفينيا. وكانت تلك من أكبر عمليات الانضمام في تاريخ الحلف‏

وفي كانون الثاني 2009 انضمت كل من كرواتيا وألبانيا إلى الحلف ليصبح عدد أعضائه 28 عضوا ,. وتساهم كل الدول الأعضاء في الحلف بنصيب من القوى والمعدات العسكرية أما منصب الأمين العام لحلف «الناتو» غالبا ما يناط بشخصيات دولية بارزة ترشحها الدول الأعضاء لرئاسة المجلس, الذي يضطلع باتخاذ القرارات بالإضافة لعدد من اللجان الهامة بينما تستمر دول اخرى في مسار المفاوضات للانضمام للحلف مثل مقدونيا وجورجيا وأوكرانيا. وهذا ما يجعله اكبر قوة إقليمية في العالم‏

ودعا الحلف دولا أخرى مثل البوسنة والهرسك وصربيا والجبل الأسود في قمة لاتفيا عام 2006 أيضا إلى التعاون معه بشكل رسمي.‏

«للناتو» حلفاء من خارج المجموعة المنضمة إليه و تسمى - حليفاً رئيسياً خارج «الناتو» وهذه الدول تربطها علاقات قوية ومتميزة معه , ولكن في نفس الوقت ليسوا أعضاء ومنتسبي الحلف كإسرائيل.‏

ويقول محللون إن منظمة «الناتو» لم تغير في اسس مهمتها بل ظلت تتوسع عقب الحرب الباردة لتمتد عام 1999 قبل حربها على يوغسلافيا- باتجاه اوروبا الشرقية ما يعني أن المنظمة عاقدة العزم على زيادة أعضائها وتوسيع مجال مهماتها من خلال زرع قواعد عسكرية في مناطق استراتيجية مختلفة من العالم،وبذلك ستتحول في نهاية المطاف إلى قوة عسكرية عالمية وبصفتها تحالفا عسكريا جامعا فإن منظمة الناتو مطالبة بحسب ميثاقها بتأمين حاجيات اعضائها إلى الطاقة وهذا يتطلب عسكرة طرق المواصلات العالمية من انابيب النفط الاستراتيجية إلى المياه الدولية والممرات البحرية التي تعبرها ناقلات النفط، وتجدر الاشارة إلى أن غالبية اعضاء الحلف لا تملك مصادر للطاقة خاصة بها .كما أن المشروع الاميركي والاوروبي المشترك لإقامة دروع واقية ضد الصواريخ بمثابة وسيلة إلى الاستيلاء على الاحتياطي العالمي من الطاقة عبر التهديد باللجوء إلى القوة بعدما تحولت منظمة الناتو إلى عابرة للمحيط تنفذ مهمات على صعيد عالمي واسع يبرز في الساحة الافغانيةمنذ عدة سنوات‏

وحسب المعلومات الواردة فإن الناتو عازم على الانخراط في مخطط ذي «بعد شامل » قد يحوله إلى قوة عسكرية عالمية تضم دولا من خارج اميركا الشمالية والقارة الاوروبية.‏

الجدير ذكره أن منظمة «الناتو» تتكون من تجمع متعدد الأجهزة: سياسية, عسكرية، إدارية،تنفيذية. تتمركز قيادة الحلف في بروكسل، بينما تنتشر مؤسساته المختلفة، وقواعده العسكرية، لتغطي كل أوروبا الغربية، وغيرها من المناطق. يعتبر الحلف كياناً مستقلاً، يتضمن العديد من اللجان، لذلك فإن هيكله التنظيمي كبير الحجم، كما أن له مهام محددة، لكل جهاز أو لجنة أو مؤسسة، ولديه مجموعة من الخطط المسبقة الإعداد، الجاهزة للتنفيذ، طبقاً لتصور أجهزته ولجانه، لكل الاحتمالات، التي تستوجب تدخله، لتنفيذ مهامه، وتحقيق الغرض من وجوده.‏

وكان الحلف اعتمد في بداية تأسيسه خلال عملية البناء على هيكلين تنظيميين مدني وعسكري فقد كانت الدول المؤسسة للناتو، تملك أقل من «20» فرقة، كما كانت القوة البشرية المدربة لاحتياطياتهم، غير مكتملة التسليح، مما يحد من فعاليتها. ففي غرب أوروبا كان المتيسر من طائرات القتال أقل من «100» طائرة، العديد منها ذات طراز قديم من الحرب العالمية الثانية. كان الجزء الأكبر، للقوات البرية والجوية متمركزاً في ألمانيا الغربية، ليس بهدف الدفاع ضد أي اعتداء، ولكن من أجل احتلالها (على ضوء ما انتهت إليه الحرب العالمية الثانية)، ولم تكن الإمكانيات البحرية الغربية بأفضل من ذلك هي الأخرى.‏

وفي سبيل التغلب على مشكلة ضعف القدرات العسكرية لدول الحلف في بداية التأسيس حدد مؤتمر «لشبونه» بالبرتغال (1952)، قوة الحلف المقدرة، حتى يمكنه تحقيق أهدافه، 50 فرقة، و400 طائرة في نهاية 1952، ترتفع إلى 75 فرقة، و6500 طائرة في نهاية عام 1953،‏

وفي عام 1954،وصلت إلى 100 فرقة مستكملة المرتبات من الأفراد والأسلحة والمعدات وهو الحجم المحدد في مؤتمر لشبونة عام 1952. بنسبة نجاح 100 %. وقد زيدت الاعتمادات المالية للإنتاج العسكري، والتي قررها الأعضاء، من ألف مليون دولار عام 1949، إلى 8300 مليون دولار عام 1953، متضاعفة ثماني مرات.‏

وتحت تصرف القيادة العسكرية للناتو هناك شبكة متطورة من الطرق والسكك الحديدية، وحوالي 550 مستودعاً للأسلحة والمحروقات، و33 حقل تدريب عسكري، كل هذا يرفع من إمكانيات قوات الناتو العسكرية بشكل ملموس ويعطيها إمكانية اختصار وقت التحرك تقريبا لأقل من 30 يوما .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية