|
النمـــر .. بطـــــل الســـــــنة الصينيـــــة الجديـــدة استراحة وهي مرتبطة أيضاً بالفصول المناخية ودورة الأرض حول الشمس، وتبدأ الاحتفالات عادة عند ولادة الهلال الثاني في فصل الشتاء وتستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع،وينتهي الاحتفال في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري، ويسمى أول يوم باسم (عيد الفانوس) بالصينية المبسطة أما ليلة العيد فتعرف باسم تشوشي. وغالبا يختار الصينيون اللونين الأحمر والذهبي للملابس والزخارف والتماثيل وغيرها في هذه الاحتفالات، إذ يرتبط الحظ السعيد والآمال الكبيرة بهذن اللونين، ويمثل الأحمر (لون العلم الصيني) النار ويعتبرونه طاردا للأرواح الشريرة وفقا للأساطير الصينية القديمة. وتعود احتفالات السنة الصينية أو مهرجان الربيع إلى 2600 قبل الميلاد، ويضم التقويم الصيني التقليدي 12 شهراً يبلغ مجموعها 360 يوماً، مقسماً أيضاً إلى 24 فترة شمسية، وليتشون هي أولى الفترات الشمسية،وتستغرق الدورة الكاملة ستين سنة، وتعد الدورات بمثابة أبراج،وفي تقويم السنة الصينية تسمى كل سنة على اسم حيوان، وأول السنوات يبدأ بسنة النمر تعقبها سنوات الأرنب والتنين والحية والحصان والخروف والقرد والديك والكلب والخنزير والفأر والثور،وكان النمر خلال القرن الماضي رمزا لسنوات أولها عام 1902وآخرها 1998 وسيعود بطلا لعام 2022، أما العام القادم فهو عام حيوان ضعيف مقارنة بالنمر وهو الأرنب،ويليه التنين ثم الأفعى. ولأسماء هذه السنوات تأثير كبير على الحياة الاجتماعية، فمثلاً مواليد عام النمر لا يمكنهم الزواج من مواليد عام الخروف، وهكذا يعتبرون أن تنافر الحيوانات يؤدي إلى تنافر الطباع وخراب بيت الزوجية، ويعتقدون أن الحيوان الذي يحكم السنة التي يولد فيها الشخص له تأثير عميق على الشخصية ويقولون: هذا هو الحيوان الذي يختبئ في قلبك. ومنذ سنوات مرت سنة ذهبية هي سنة الخنزير الذهبي 1995، وهي لا تمر إلا كل ستمئة سنة،ومن ولد فيها فإنه لابد أن يكون ولد تحت علامة الخنزير ويعامل على نحو رفيع باعتباره يتميز بالفروسية ونقاء القلب وغالبا ما يكون لديه أصدقاء دائمون، وستمنحون الحظ والثروة. وقد ازداد الاهتمام خلال السنوات الأخيرة بالسنة الصينية الجديدة،و ازدانت الشوارع بالزينة والفوانيس الحمراء ومصابيح ملونة أخرى تعكس أجواء كرنفالية وبهجة معدة خصيصاً لهذا العيد الكبير. وأينما توجهت بنظرك في مدن ومناطق الصين تطالعك تماثيل وأقنعة وأزياء تعكس صورة النمر، والمكانة التي يحتلها لدى الشعب، ووفقاً للتراث الشعبي يعتبر عيد الربيع ثمرة ترتبط بعلوم الفلك والمناخ والزراعة والمعتقدات الشعبية منذ العصور القديمة،وفيه كانوا يقدمون القرابين معبرين عن شكرهم للطبيعة والأسلاف، وبذا يعد عيد الربيع عيد الشكر. وفي كل يوم خلال فترة عيد الربيع نشاط تقليدي يعكس شكراً للطبيعة، فالأيام السبعة الأولى من الشهر الأول القمري، هي على التوالي يوم الديك ويوم الكلب ويوم الخنزير ويوم الغنم ويوم البقر ويوم الحصان ويوم الإنسان، وتمثل أيام الميلاد لهذه الأحياء السبعة، وقد وضع الأسلاف يوم الميلاد للإنسان في الأخير، تعبيراً عن احترامهم للطبيعة. وتقول الأسطورة: إن بوذا دعا كل الحيوانات قبل أن يرحل، ولم يأت لوداعه سوى 12حيوانا ومكأفاة لهم على ذلك سمى كل سنة باسم كل واحد حسب ترتيب وصوله. ولا يقتصر الاحتفال بالعام القمري الجديد على الصين فقط، إذ تحتفل به جماعات كثيرة متأثرة بالثقافة الصينية في اليابان والكوريتين ومنغوليا وفيتنام والتيبت والنيبال وبوتان.
|