وقد جعله اختراعه للقلم أولاً، سنة 1953م، واحداً من أغنياء العالم. إذ تحول هذا الاختراع البسيط، إلى رفيق ملازم لا غنى عنه لكل من يريد سهولة الكتابة بالحبر، بعدما كانت هذه مهمة غير مأمونة، بسبب احتمال تسرب الحبر من الأقلام.
تنازل مرسيل بيك، الذي يُلفَظ اسمه هكذا مثلما يُلفظ اسم القلم، رغم اختلاف الكتابة بالفرنسية، عن رئاسة مجلس إدارة مجموعة بيك، سنة 1993م، لواحد من أبنائه الأحد عشر، برونو بيك. وكانت قيمة مبيعات المجموعة في تلك السنة في العالم، بلغت 1.1 مليار دولار،وربحها 70.5 مليون دولار. وتملك شركته كذلك مصنع العطور «جي لاروش»، ومصنع الجوارب «ديم»، ومصنع الملابس الداخلية «روزي».
ولد مرسيل بيك في تورينو الإيطالية، في 29 تموز 1914م، وكان والده مهندساً، وحصل على الجنسية الفرنسية ودرس القانون والحقوق في باريس، ثم خدم في سلاح الجو الفرنسي في بداية الحرب العالمية الثانية. كان يملك حيوية شخصية متفجرة، وكان شديد الحرص على الحياة الزوجية والأسرية الحميمة.
وعلى الرغم من أن بيك مشهور جداً في عالمنا اليوم، لمخترعاته الرخيصة الثلاثة، ولاسيما قلم الحبر، إلا أن عالم الرياضة عرفه بوجه آخر لا علاقة له بالمخترعات على الإطلاق. إذ ظل مرسيل بيك شبه مهووس برياضة الزوارق الشراعية، حتى إنه اشترك 11 مرة في سباق الكأس الأمريكية، أشهر مسابقات الزوارق الشراعية. وكان المتسابق الأول من خارج الدول الأنجلو ساكسونية، سنة 1970م، وحملت زوارقه على التوالي أسماء: فرنسا، ثم فرنسا 1، وفرنسا 2، وفرنسا 3. وقد اشتهر بأنه صاحب أسلوب استعراضي جميل وصاخب في النزول بالزورق إلى الماء.
ورث البارون بيك اللقب النبيل، من الدوق شارل ألبير دي سافوي، وورثه منه ابنه البكر كلود، نائب الرئيس التنفيذي في شركة «بيك». وقد أنجب من زوجتيه: لويز شاموسي، التي توفيت سنة 1950م، ولورانس كورييه دو مير. وله من أولاده الأحد عشر، أحد عشر حفيداً، و3 أبناء حفدة.