وتحدث الرئيس البشير الى مجلس جامعة الدول العربية مقدما عرضا تفصيليا عن حقيقة الوضع في السودان وفي اقليم دارفور والجنوب وعن جهود بلاده من اجل انجاح الحوار والتوافق بين مختلف الفصائل السودانية واعادة الاستقرار والامن وانجاح عملية التنمية وترسيخ العيش المشترك في جميع ارجاء السودان ومن شماله الى جنوبه وذلك بالتعاون والتنسيق مع الدول العربية والافريقية وكذلك القوى والمؤسسات الدولية الصديقة مشيرا في هذا السياق الى ان ازمة دارفور هى جزء من مخطط يستهدف وحدة السودان واستقراره وفصله عن هويته وعن قضايا امته وخاصة بعد ان شعرت القوى الغربية ان السودان قد خرج معافى من ازمة الجنوب فعادت لتضغط عليه عبر اثارة وافتعال الازمات وترويج الاكاذيب عن الوضع في اقليم دارفور.
والقى السفير احمد كلمة باسم مجلس الجامعة اكد فيها ان اللقاء بالرئيس البشير هو تتويج للزيارة الناجحة التى قام بها مجلس الجامعة الى ربوع السودان حيث اطلع في اقليم دارفور على التطورات الايجابية والصور المشرقة التى عكست الجهود التى تبذلها حكومة السودان بالتعاون مع الجامعة العربية والاتحاد الافريقي والدول والمنظمات الصديقة من اجل استعادة الامن والاستقرار والسلام والعيش المشترك في الاقليم وفي مختلف ربوع السودان.
وشدد احمد على ان السودان كان دائما من اكثر الدول العربية تفاعلا والتصاقا بالقضايا القومية والمصيرية للامة العربية وهو ما يفرض على العرب ان يكونوا اليوم على ارض السودان وان يقفوا مع السودان وحكومته وشعبه في مواجهة الحملة المشبوهة التي تستهدف وحدته وامنه واستقراره وكذلك هويته العربية.
وفي هذا السياق اكد السفير احمد الرفض العربي المطلق لمحاولات تسييس عمل بعض المؤسسات والهيئات الدولية وبشكل خاص المحكمة الجنائية الدولية من اجل فرض اجندات انفصالية على السودان وشعبه الواحد.
وفي ختام اللقاء قدم الفريق اول عبد الرحمن سر الختم مندوب السودان لدى جامعة الدول العربية الشكر والتقدير للجامعة منوها بالمبادرة التي اطلقها مندوب الجمهورية العربية السورية لدى الجامعة للقيام بهذه الزيارة وعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في اقليم دارفور السوداني.
وكان مجلس جامعة الدول العربية قد عقد في اليوم الثاني من زيارته الى السودان اجتماعا لدورته غير العادية في مدينة الفاشر في اقليم دارفور برئاسة السفير احمد حضره السيد منى أركو مناوي كبير مساعدي الرئيس البشير ورئيس السلطة الانتقالية في دارفور ووالي ولاية شمال دارفور والممثل المشترك للبعثة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة.
من ناحيته اكد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ان المشاريع التي افتتحها وفد مجلس الجامعة خلال هذه الزيارة في عدد من قرى اقليم دارفور ليست الا بداية لخطة عمل حقيقية تنوي الجامعة العربية الاستمرار فيها من اجل المساهمة في عملية التنمية والاعمار في الاقليم ومساعدة اهله على العودة الطوعية والاستقرار وتحقيق المصالحات من ابنائه.
وفي ختام الاجتماع اصدر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اعلان الفاشر الذي اكدوا فيه التضامن الكامل مع السودان في حفاظه على سيادته وامنه واستقراره ووحدة شعبه واراضيه ومواجهة كل مايهدد السلام في ربوعه.
وعبر المجلس عن تأييده للجهود المبذولة في اطار المبادرة العربية الافريقية لحل ازمة دارفور عبر مسار التفاوض السلمي في العاصمة القطرية الدوحة ودعا المجموعات في دارفور الى سرعة توحيد مواقفها التفاوضية لانجاز التسوية السلمية الشاملة.
وكان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين قد بدأ يوم السبت زيارة الى السودان امتدت ليومين بافتتاح عدد من المشاريع والمنشآت التنموية في ولايات اقليم دارفور والتي شملت اعادة تأهيل مجموعة من القرى فيها واعمارها وتزويدها بالخدمات الاساسية من تعليم ومياه ومراكز صحية واجتماعية وامنية وذلك من خلال مساهمات حكومات الدول العربية والمؤسسات والهيئات الانسانية والاغاثية فيه.