ونقلت وكالة الانباء الاماراتية وام عن الفريق ضاحي خلفان قوله أمس في معرض كشفه التفاصيل التي أفضت اليها التحريات المكثفة الجارية بشأن قضية مقتل القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس محمود المبحوح انه بالرغم من السرعة الخاطفة التي نفذت بها الجريمة والتي لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة منذ لحظة دخول المبحوج الى الفندق حتى مغادرة الجناة موقع الجريمة قبل توجههم مباشرة الى المطار فإن شرطة دبي نجحت في جمع قرائن مهمة في مقدمتها أشرطة المراقبة التلفزيونية التي تم من خلالها رصد تحركات المتهمين منذ لحظة وصولهم الى دبي لحين مغادرتهم البلاد بما في ذلك تحركاتهم داخل الفندق الذي وقعت فيه جريمة القتل وكذلك كل المواقع الاخرى التي تنقل بينها المتهمون وضمت عددا من الاماكن التي نزلوا عليها أو اجتمعوا فيها امعانا في التضليل والتخفي خلال فترة تواجدهم في دبي والتي لم تتجاوز 24 ساعة.
وكشف الفريق ضاحي خلفان أن الجناة استخدموا جهازا الكترونيا لفتح باب غرفة المبحوح حيث تشير التحقيقات الى أن الجناة قاموا باستخدام هذا الجهاز للدخول الى الغرفة ومن ثم انتظار وصول المبحوح لاتمام جريمتهم التي غادروا بعدها مباشرة الفندق وفقا لما أظهرته صور كاميرات المراقبة الخاصة بالفندق.
وقال ان شرطة دبي بذلت جهودا أمنية مكثفة تعاونت فيها كل الاجهزة المعنية والتي مكنت من حصر دائرة الاشتباه في مجموعة عناصر من ذوي الجنسيات الاوروبية وصلت الى دبي تقريبا في نفس وقت وصول محمود المبحوح وغادرت البلاد قبيل اكتشاف جثته في أحد الفنادق المعروفة في دبي.
واشار القائد العام لشرطة دبي الى أنه على الرغم من اتباع المتهمين لمجموعة من وسائل المراوغة والتضليل والتنكر المختلفة مثل استخدام الشعر المستعار وأغطية الرأس والتخفي في أزياء متنوعة ما بين رسمية ورياضية لاخفاء وتغيير هيئتهم الاصلية الا أن تلك الاساليب لم تفلح في خداع الحس الامني والكفاءة المهنية العالية التي تتمتع بها الاجهزة الامنية في دبي.
من جهة ثانية أوضحت مصادر الشرطة أن قائمة المتهمين بارتكاب جريمة اغتيال المبحوح تضم كلا من بيتر ايليفنجر ويحمل جواز سفر فرنسيا وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر ايرلندية وهم كيفين دافرون وجايل فوليارد وايفان دينينغز اضافة الى ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية وهم بول جون كييلي وميلفين ادم ميلداينر وستيفين دانيل هودز ومايكل لورانس بارني وجيمس ليونارد كلارك وجوناثان لويس غراهام والمتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر المانيا.
وشكل المتهمون أربعة فرق للمراقبة حيث تكون كل فريق من شخصين بينما تركزت مهمة المجموعة الخامسة والتي ضمت أربعة أشخاص على تنفيذ الجريمة وذلك وفقا لما أظهرته أشرطة المراقبة التلفزيونية المصورة في كل المواقع ولاسيما في فندق البستان الذي حل فيه المبحوح.
وأضافت شرطة دبي أن التفاصيل التنفيذية للمخطط الاجرامي بدأت مع تعاقب وصول المتهمين الى دبي مساء اليوم السابق ليوم الجريمة حيث نزل عناصر الفرق الخمسة المتورطة في الجريمة في فنادق متفرقة ضمن مواقع مختلفة في دبي ولكنها متقاربة نسبيا بما يضمن سهولة التنقل منها واليها وفقا للتحركات المتفق عليها فيما بينهم.
وقالت شرطة دبي ان كاميرات المراقبة الامنية أبرزت أن المتهم الاول بيتر ايليفنجر لعب دور مسؤول التنسيق اللوجيستي للفريق حيث نزل في أحد الفنادق الفخمة في دبي ثم قام بحجز غرفة في فندق البستان روتانا وهو موقع الجريمة وطلب حجز غرفة محددة وهي الغرفة المقابلة لغرفة المبحوح وعلى مرمى حجر منها حيث قام المتهمون باستخدام هذه الغرفة قبيل تنفيذ مخططهم في حين لم يحل ايليفنجر في تلك الغرفة التي حجزها بل هم بمغادرة البلاد قبيل اتمام رفقائه للجريمة بوقت وجيز.
واضافت شرطة دبي ان كاميرات المراقبة الامنية في مطار دبي اظهرت تعقب أحد أعضاء فريق المراقبة من المتهمين لمحمود المبحوح منذ وصوله الى أرض المطار بما يؤكد تتبعهم له ومعرفتهم لموعد وصوله قبيل توجهه مباشرة الى فندق البستان روتانا بينما كان يتتبعه اثنان من المتهمين ضمن أحد فرقهم المعنية بالمراقبة حيث استقل المتهمان معه نفس المصعد في الفندق ونزلا منه أيضا في ذات الطابق وتبع أحدهما المبحوح للتأكد من رقم الغرفة التي ينزل فيها.
وأظهرت تسجيلات المراقبة التلفزيونية في فندق البستان تتبع فرق المراقبة التي شكلها المتهمون لكل تحركات المبحوح داخل الفندق كما أظهرت وصول فريقهم المعني بالتنفيذ الى الفندق وصعود أفراده على دفعتين اثنان في كل مرة وبفارق عدة دقائق ودخلوا جميعا الى الغرفة التي استأجرها بيتر.
ومن المرجح أن المتهمين قاموا بمحاولة دخول غرفة المبحوح في الساعة الثامنة مساء عقب انتهاء عمال النظافة من مناوبتهم في نفس الطابق بينما أظهرت أشرطة المراقبة الامنية في الفندق اثنين من المتهمين وهما يتوليان عملية المراقبة والاعتراض بعد مغادرة عامل النظافة لتسهيل مهمة فريق التنفيذ ومن بين أعضائه العنصر التقني الذي يعتقد أنه استخدم الجهاز الالكتروني لفك شفرة مفتاح غرفة القتيل للتمكن من الدخول اليها قبيل وصول المبحوح.
ووفقا لما جاء في الشريط المسجل من كاميرات أمن الفندق وأيضا القراءة المنسوخة من مفتاح الغرفة فقد وصل المبحوح الى غرفته في تمام الساعة الثامنة وخمس وعشرين دقيقة مساء حيث يرجح أن الجريمة قد تمت خلال فترة لم تتجاوز 10 دقائق اعتبارا من دخول المبحوح الى غرفته.
وأظهرت التحقيقات أن الجناة حرصوا على ترتيب جميع مقتنيات الغرفة لكي تبدو في صورة طبيعية بهدف ازالة جميع الاثار التي قد تدل على وقوع مقاومة من قبل المبحوح ولتضليل الجهات الامنية وتحويل انتباههم عن أي شبهة جنائية وراء وفاة محمود المبحوح حيث عمد الجناة أيضا الى اغلاق سلسلة الامان الخاصة بباب الغرفة من الداخل امعانا في الايحاء بأن الوفاة تمت بصورة طبيعية.
وقد سارع جميع المتهمين بالفرار من الفندق عقب اتمام الجريمة مباشرة حيث لم يستغرقوا أكثر من 10 دقائق للمغادرة بينما توجهوا على الفور الى مطار دبي واستقلوا رحلات طيران مختلفة متوجهين الى عدد من المدن الاوروبية والاسيوية وفقا لما أظهرته تسجيلات المراقبة التلفزيونية الخاصة بالمطار.