تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العنف ضد الرجل.. واقع تعترف به النساء والقانون يشهد لحالات مختلفة

مجتمع
الجمعة 30-4-2010م
سلوى حلاق

نتحدث دائماً عن العنف ضد المرأة وعن ظلم الرجل لها وماتعانيه من قسوة وإهانة وقتل وهذا موجود طبعاً، ولكن في الآونة الأخيرة بدأنا نسمع عن العنف ضد الرجل،

وبسبب العنف الكبير الواقع على المرأة، دائماً نلقي الضوء على المرأة وننسى أن هناك رجالاً يمارس ضدهم العنف أيضاً . فالعنف ضد الرجل حالة موجودة في مجتمعنا لايمكن إنكارها أو إخفاؤها رغم تكتم أغلبية الرجال عما يتعرضون له من إساءة وإهانة من قبل زوجاتهم، وذلك لكي يحافظوا على رجولتهم وكبريائهم ولئلا تهتز صورتهم أمام الناس.‏

فهذه المسألة بدأت تظهر شيئاً فشيئاً.. وقد يعود ذلك إلى خروج المرأة للعمل وتفوقها أحياناً على الرجل على الصعيد المادي والعلمي ما يجعلها أكثر ثقة وسلطة، وربما عدم فهم المرأة لطبيعة الرجل الذي تعيش معه .‏

أسباب العنف‏

فالعنف ضد الرجل هو حالة غير عادية من قبل المرأة ويمكن إرجاعها إلى عدة أسباب منها: قلة دخل الرجل الذي لايلبي احتياجات الزوجة والأطفال مم يدفعها إلى العنف، وسبب آخر هو استخفاف الرجل بالمرأة وإهانتها والخمر والقمار ورفاق السوء والسهر ما يؤدي إلى عدم الاحترام بين الزوجين وعدم الاستقرار العاطفي.‏

أو أن يكون كرد فعل ضد عنف الرجل وهذا غالباً مايحصل حيث يمارس الرجل عنفاً قاسياً ضد زوجته ما يقابله عنف في مستواه أو أقل منه، أو للتركيبة النفسية التي تُعامل بقسوة في طفولتها وأثناء شبابها فنشأت في هذه البيئة العنيفة حتى أصبحت تمارسه على الرجل.‏

وغالباً ماتكون المرأة متزوجة برجل ضعيف الشخصية وبحكم أنها تتحمل مسؤولية البيت والأولاد فقد تدفعها هذه المسؤولية إلى استعمال العنف لأنها تقلدت مكانة الرجل، وهناك أيضاً الفارق العمري بين الزوج والزوجة يجعلها متسلطة وقوية، فالرجل هنا حريص على كسب حبها وعدم الانفصال عنه ما يجعله خاضعاً لها متحملاً إهاناتها والتقليل من أهميته.‏

أنواع العنف‏

هناك أنواع كثيرة لعنف المرأة ضد الرجل منها العنف الجسدي كالقتل والضرب وهو قليل في مجتمعنا، ولكن العنف الذي أصبح متفشياً هو العنف المعنوي والنفسي وهو عنف تمارسه النساء ضد الرجال، ويأخذ صوراً متعددة تتراوح بين الضرب والشتم والإهانة أمام الأولاد والناس ومن حرمان الرجل لرؤية أولاده إلى حرمانه من الراحة المنزلية والاستقرار والهدوء في حياته العائلية ما يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للرجل والذي بدوره ينعكس على التنشئة الاجتماعية والنفسية للأطفال....‏

ولابد من التنويه إلى أخطر أنواع العنف الذي تمارسه الزوجة على الرجل وهو السحر، فأحياناً تلجأ المرأة إلى السحر والشعوذة لأجل سلب إرادة الرجل بقصد أن تحكم سيطرتها عليه أو لجلب حبه ومودته والتزامه بها.‏

أرد الصاع صاعين‏

وفي سؤالنا لإحدى السيدات عن ظاهرة العنف ضد الرجل قالت: لقد تعلمت العنف على يد زوجي فقد كان يضربني دائماً أمام الأولاد بسبب ودون سبب ما ولد عندي ردة فعل وأصبحت امرأة عنيفة معه ومع أولادي ومع من حولي فعندما يشتمني أشتمه وعندما يضربني أضربه وهكذا أصبحت حياتنا كلها شجاراً وقتالاً.‏

سيدة أخرى تقول: المرأة مخلوق بشري لاتقبل بالإهانة والذل وعندما تتعرض للشتم والتجريح والقتل تتحول إلى امرأة غير عاطفية وغير حنونة فأنا متزوجة ولدي أربعة أولاد وزوجي عاطل عن العمل لايعرف إلا السهر وشرب الخمر يأتي ليلاً وينهال علي بالضرب أنا والأولاد .‏

أنا أتحمل مسؤولية البيت والمصروف والاهتمام بالأولاد وتأمين مستلزماتهم فهذه الحالة أليست كافية لأن تجعلني امرأة عنيفة ألجأ إلى شتمه وإهانته لأنني أحس بأنني أقوم بدور الرجل والمرأة معاً في المنزل.‏

سيدة أخرى وجدت أن الرجال لا يأتون إلا بالعنف ولكن ليس العنف المباشر فالضرب ليس عنفاً ولكنه انتقام وهناك وسائل كثيرة:كالإهمال والصمت وإهانته والاستخفاف به أمام الأولاد والناس وأهله.‏

وهناك سيدة أخرى خالفت الجميع بالرأي وقالت: إن ضرب المرأة للرجل يعد من الأعمال المشينة وترجعها إلى ضعف شخصية الرجل فليس من الاحترام والأدب أن تهين المرأة الرجل حتى إذا اضطرها هو إلى هذا الأمر، فالمرأة الطبيعية لاتحب أن ترى زوجها ضعيف الشخصية.‏

رأي قانوني‏

وفي استفسارنا عن هذه الظاهرة وهل هي موجودة أجابنا المحامي -أبو فراس ضاحي- إن العنف ضد الرجال أمر واقع وهو ظاهرة موجودة في مجتمعنا ولايمكن إنكارها أو تجاهلها ومايتعرض له الرجل لايقل أهمية عما تتعرض له المرأة من عنف وهما يدخلان في سياق العنف الأسري ...‏

فلايمكننا تجاهل ما تحتويه سجلات المحاكم من دعاوى يقيمها الزوج ضد الزوجة بسبب مايعانيه من عنف في أغلب الأحيان يكون عنفاً معنوياً يمارس عليه من خلال دعاوى الإراءة والنفقة والحجز الاحتياطي لدى المحاكم الشرعية والتي تكثر بها حالات انتقام الزوجات من أزواجهن السابقين من خلال ممارسة حقهن أثناء فترة الحضانة بمنع رؤية الأب لأولاده إلا حسب مانص عليه القانون.‏

وهناك العنف المعنوي المتمثل بالضغط المادي على الرجل «الزوج» من خلال عدم امتثال الزوجة لرغبته في إعادة أمواله أو عقاراته التي أودعها لدى زوجته أمانة إلى حين الطلب ..‏

ومجرد حصول الخلاف أو الطلاق تستأثر المرأة بما قدمه لهازوجها خلال الحياة الزوجية، وتحاول امتلاكه دون أي تفكير بالحالة السيئة التي يمكن أن تلحقها بالزوج من خلال الامتناع عن إعادة ماله من مال أو عقار لديها.‏

وقد شهدت المحاكم في سورية كثيراً من الدعاوى التي يقيمها الزوج ضد زوجته من أجل استرداد أملاكه وماقدمه لها أثناء الحياة الزوجية من مال في مصرف أو عقار في السجل العقاري، وهنا يكون الزوج والزوجة في سياق العنف الأسري الظاهر للمجتمع وماخفي ربما يكون أعظم .‏

ولو عدنا إلى صور العنف الواقع على الرجال أو الدوافع لهذا العنف لوجدنا منها البطالة والخيانة الزوجية والحرمان العاطفي والفروق الطبقية والاجتماعية والمادية والفقر وهي دوافع لايمكن تجاهلها وتغييبها عن الخلافات الأسرية المؤدية إلى العنف الأشد والأكثر قوة وهو واقع في مجتمعنا على المرأة أكثر من الرجل.‏

وإن الخيانة من المرأة أدت في بعض الحالات إلى وقوع جرائم قتل ارتكبت ضد الزوج بتآمر بين الزوجة الخائنة وعشيقها وكثر الحديث عن هذه الجرائم في صحفنا المحلية ودونت في سجلات المحاكم وكانت الأحكام تصل في بعضها إلى حد الإعدام للزوجة المحرضة وللعشيق المنفذ.‏

نادرة في مجتمعنا‏

أما حالات العنف الجسدي التي يتعرض لها الزوج من زوجته فهي نادرة في مجتمعنا لا لأنها لاتحصل بل بسبب خوف الرجل على سمعته ورجولته ويصبح حديثاً على ألسنة المحيط الاجتماعي الذي يعيشه، وهذا مايجعلها قليلة النظر في المحاكم لعدم ورود شكاوى من الرجال ضد نسائهم بسبب ضربة عصا أو موبايل أو سكب ابريق شاي على وجهه أو محاولة دس السم بطريقة غير مباشرة أو لجوئها إلى السحر .‏

حالات نادرة وقليلة وكانت كل التبريرات التي كانت تقدمها النساء أنها مريضة نفسياً حتى تخفف عنها العقوبة ولابد من التنويه أن حالات العنف ضد الرجل هي قليلة جداً في مجتمعنا وهي حالات نادرة جداً ولكنها موجودة ونسبة العنف ضد المرأة تتجاوز عشرات الأضعاف .‏

وأنا ضد عنف المرأة للرجل مهما كانت الأسباب لأنه مرفوض في مجتمعنا...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية