تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كن هادئاً

مجتمع
الجمعة 30-4-2010م
غصون سليمان

هي دعوة للجميع دون استثناء نابعة من مصادر متعددة أولها مساحة بيئة العمل التي تحيط بنا والتي غالبا ماتكون ضاغطة من حيث طبيعة العلاقات وتشعباتها بدءا من حالة المزاج العام

وان اختلف من شخص إلى آخر وفق منظومة من القيم المجتمعية التربوية والنفسية والعملية وحتى الأخلاقية التي تحكم خط نسيج العلاقات الواصلة من القاعدة إلى القمة، ما يعني أن التهيئة والاستعداد يجب أن يتوفرا تلقائيا مع رحابة صدر لتقبل ماتفرزه آليات العمل من ضغوطات مختلفة كما أسلفنا ،وهي بلاشك ليست آنية أو ظرفية بل تأخذ مسار الديمومة بفعل حركة الحياة وتجددها كل في موقعه. ولكي لانسترسل في توصيفات الهدوء في هذه السطور ليبدأ كل منا بترويض الذهن أولا على التأني والتأمل ولو لثوان اودقائق عندما يقرا أو يرى اي شيء يثيره يتعلق بضرورات العمل قبل ان ينطق اويحكم على الشيء الذي اثاره وهكذا بالتدريج تتمرن الاعصاب وحسب اوامر الجملة العصبية للامتثال لمسالك الهدوء الذي يجنب صاحبه كثيراً من المآخذ والمواقف والتوتر والقلق التي تشغل البال لفترة من الزمن ،صحيح أن الأمر ليس بالسهولة أن يعد المرء حتى العشرة كما يقال بالعامية على الشاردة والواردة وان يستذكر حينها ألا يثير اعصابه بالنرفزة والغضب لكن الاهم أن يتمكن الانسان من امتصاص المواقف والهفوات منطلقين من رؤية علم النفس العام من ان هناك اشارات يحبذ من خلالها ابناء المجتمعات البشرية المتحضرة ان يروا في ذواتهم كائنات عقلانية تمضي الى تلبية دوافعها بطرائق ذكية، فالفرح والحزن والاثارة والخيبة ،الحب والكراهية، الانجذاب والصدود، الامل واليأس مشاعر غالبا مانعانيها وهي مشاعر اخرى كثيرة في سياق حياتنا اليومية ،ويمكن لهذه الحياة ان تكون مفتقرة الى المعنى والى مايجعلها تستحق المعاناة لولا مثل هذه المشاعر فهي تضيف الطعم واللون والنكهة الى الحياة وبالتالي ماعلينا الا ان نستبق مواعيدنا وحفلاتنا بالسرور ونتذكر بشيء من رعشة الدفء نجاحا عاما حققناه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية