منها لعدم توفر الإمكانات وعدم تفاعل المتبرعين ، أو لانحرافها عن أهدافها وتحويلها إلى برستيج اجتماعي ، أو لفشل القائمين على إدارتها .
المبادرات على أهميتها ونبلها مسكنات لا تفي بالغرض ولا تكفي لمعالجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية لان كل السوريين بحاجة للدعم والمساعدة وتغيير الحال لا يُمكن أن يتم الا من خلال سياسات حكومية واضحة تعمل على تمكين الجبهة الداخلية والتركيز على الإنتاج ونوعيته ووقف الهدر في القطاعات غير المنتجة ، ومن خلال التركيز على المزايا التي يمتلكها كل قطاع .
حتى اليوم المعالجات الرسمية لم تتعد النتائج التي حققتها المبادرات والمؤشرات كثيرة فحتى اليوم عجزت مبادرة وزارة التجارة وحماية المستهلك عن كبح جماح الأسواق ، كما فشلت الجهات المعنية في وضع إستراتيجية عامة لتحقيق عدالة الأسعار، وكذلك في وضع سياسة اقتصادية للسلع المستوردة، والأمر نفسه بالنسبة للسياسة الضريبية إلا فيما يتعلق بدخل المواطن الذي يدفع ضرائب أكثر من عدد كبير من التجار وهذا كان واضحا في الاقتطاعات على الزيادة الأخيرة على الرواتب .
كي نكون قادرين على تلبية احتياجات الناس، وكي نكون قادرين على المنافسة يجب أن نوجه الأمور بالاتجاه الصحيح ، فمن المؤكد أننا لن نصل في يوم قريب الى دخول بوابة الصناعات الثقيلة ، ولن نطرق باب الصناعات الدقيقة لأننا ببساطة بلد غير صناعي ، نحن بلد زراعي وهذه نقطة قوة لاقتصادنا ويكفي أن نعمل بهذا القطاع لكي نؤمن احتياجاتنا ولكي نصبح قادرين على المنافسة وحينها ننتصر على أزمتنا الداخلية ونخرج إلى العالم الخارجي بصادرات منافسة بالجودة والسعر.
البلد لا يحتاج إلى مُسكنات ، البلد يحتاج إلى علاج حقيقي ، والعلاج يبدأ بالتشخيص الدقيق الذي على أساسه يتم العلاج المناسب .