وهي الشيء الوحيد الذي أستطيع ضربه هذه الأيام باستثناء رأسي بالجدار، بعد أن تجرّأ على أمثالي كل اللئام من تجار أزمة وباعة محلات جملة ومفرق وصولاً إلى رعاة الإبل والأغنام، فتخيلت أن الحل يمكن أن يكون في الفلافل، فانضممت إلى عشاقه وبحثت في دفاتري القديمة عن طرفة ذات قيمة لأكتبها في زاويتي السقيمة، فعثرت على دعاء طريف من أستاذ (ديانة) ظريف، لأقرأه أنا وأسرتي كل يوم عسى أن يعيننا على صعوبات الحياة ويبعد عنا الحساد خلف المحيطات.. فوجدت ما يلي:
(اللهم ارحم من كانوا للفلافل صانعين وارزقنا رضا من كانوا له بائعين، واجعلنا على شرائه قادرين، وتبْ علينا من أكل المشاوي والشاورما والفراريج المحمرين.. واجعل لنا في كل سندويشة شبعة وفي كل قرص متعة.. واصرف تفكير أطفالنا عن اللحم والجبنة، وخيال زوجاتنا عن الشحم والدهنة.. نسألك أن تجعل فيه فرحاً للأطفال وشبعاً للعيال وأن تريحنا من القيل والقال وذلّ السؤال وشرّ الأعمال.. واجعلنا بالتقشف قانعين، عسى أن يتخلى بعض المسؤولين عن الفساد والروتين، ويبتعدوا عن نهب الأموال وسرقة المازوت والبنزين، فلا تنتفخ زوجاتهم بالهرمونات والسليكين، ولا يستطعن جلب الخادمات من أثيوبيا والفلبين، أواستيراد الكلاب من بريطانيا والأرجنتين، ولا يركب أولادهن الليموزين.. ويشفطوا في شوارعنا مثل المجانين قولوا آمين..!!
عذراً أعزائي القراء الأفاضل، كأنني شططت قليلاً عن موضوع الزاوية، فانزلق بي لساني إلى الهاوية، فاسمحوا لي أن أنهي هذه الفواصل، قبل أن تقع على رأسي أم المشاكل، وأنسى سندويش الفلافل..؟!!