لاشك أن كل أديب أو فنان يلتقط هموم وأفراح واقعه ويحمل مع هذا موروثه الثقافي والفني، ويتعامل معه بالأدوات المتاحة في عالمه... وعلى سبيل المثال لا الحصر في الأمس القريب تم افتتاح معرض فوتوغرافي لماجرى ويجري على الأرض السورية من أحداث ليكون بمثابة وثيقة يتعارف عليها الأجيال لما تعرض له هذا الوطن من مؤامرة كبرى..
هذه الصورة التصقت بالواقع وقامت بتصويره لتكون شاهدةً للتاريخ والذاكرة... وهنا نتساءل: كم هي الأعمال الأدبية التي صورت الواقع بحقيقته وكانت مؤثرة في عقولنا وقلوبنا؟ كم من الأدباء لدينا كان هاجسهم الأكبر في تلك المرحلة تصوير الواقع والولوج في تفاصيله, وكم هي الأعمال الدرامية التي جسدت الواقع على حقيقته... وكم وكم؟ هل نعترف أننا مشغولون بمجموعات شعرية لاتفي بالغرض ولو قيد أنملة, وفي أعمال تُعنى بالبيئة الشامية وأجزائها التي لا تنتهي, وأعمال اجتماعية لاتطرح سوى المواضيع الخالية من أي مضمون؟!!
إن قدرات الكتّاب أو الفنانين لاتتوقف على إمكانياتهم الإبداعية «الموهبة، الثقافة، الممارسة»، وإنما تتجاوز ذلك إلى طرق وآليات فهم هذا الواقع بشكل صحيح وهذا مانبحث عنه ونريده, فعملية التطور التاريخي للفن والأدب في دنيا الواقع مرهونة بالتطور الذي يحدث في مجال الروح أو الوعي فهل ندرك هذه الحقيقة؟
علينا أن لاننسى مَن قال: بماذا يفيدنا الأدب إن لم يعلمنا كيف نحيا؟ فتعالوا لنحيا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
ammaralnameh@hotmial.com